موقع ” الرواية ” منبر ثري لعشاق السرد على الانترنت



عيسى الجابلي

( ثقافات )

انطلق مؤخراً موقع “الرواية نت” على شبكة الانترنت ليكون منبراً ثرياً يهتم بهذا الجنس الأدبي الذي يلقى رواجاً وإقبالاً كبيرين سواء من قبل الكتاب أو من طرف القراء الذين يتابعون قراءته والاطلاع على آخر ما صدر فيه.

وبما أن الزمن رقمي بامتياز، حيث صارت الأزرار والشاشات تقف جنباً إلى جنب مع الأوراق والكتب والمجلات الورقية، فإن تمحيض موقع للرواية يكشف أهميتها كما يكشف أيضاً مدى الإقبال على الثقافة الرقمية.

وقد كتب صاحب الموقع (http://alriwaya.net)، الروائي هيثم حسين كلمة الموقع تحت عنوان “رسالة الرواية نت” “كثيرة ومتشعّبة هي الدروب التي تؤدّي إلى الحياة، وتجمّلها. الرواية إحدى تلك الدروب، تضفي على الحياة جماليّاتها الخاصّة، تمنحها متعة وفرادة وتميّزاً، تسبغ عليها نكهة الحبّ والأمل، تمهّد الطريق للهدوء والأمان والطمأنينة والاستقرار النفسيّ. ومن هنا تبقى الروايات معابرنا إلى العالم، وإلى ذواتنا أيضاً”.

وتابع حسين مبيناً قيمة الرواية في عصرنا: “لا يخفى أنّ لكلّ جنسٍ أدبيّ خصوصيّته وفرادته، وأنّه مع تعقّد ظروف الحياة المعاصرة، ومع تشعّب القضايا والفجائع، تتقدّم الرواية إلى الصدارة، باعتبارها من الأدوات التعبيريّة التنويريّة القادرة على تصوير الوقائع والمشاهد المتشابكة المتداخلة، كما أنّ طبيعة الرواية المرنة تمنحها تفوّقاً في هذه المرحلة”.

ولما كان كل متحدث عن الرواية اليوم يواجه بسؤال عما إذا كان العصر هو “عصر الرواية” فإن ذلك يطلق، حسب حسين، “من باب الاعتراف بقدرتها على التنوير والتهيئة للتغيير. وذلك كلّه، لا ولن يعني بأيّ شكل من الأشكال الزعم بحلول الرواية محلّ غيرها من الفنون، فالرواية تكمّل اللوحة الفنّيّة الرائعة، وهي، كمشهد إنسانيّ جماليّ، لا تستقيم وتتعظّم، إلاّ بالاشتراك مع الأجناس الفنّيّة التي تعكس الغنى والتنوّع في النفس البشريّة”.

كثيرة ومتشعّبة هي الدروب التي تؤدّي إلى الحياة، وتجمّلها. الرواية إحدى تلك الدروب، تضفي على الحياة جماليّاتها الخاصّة، تمنحها متعة وفرادة وتميّزاً، تسبغ عليها نكهة الحبّ والأمل، تمهّد الطريق للهدوء والأمان والطمأنينة والاستقرار النفسيّ. ومن هنا تبقى الروايات معابرنا إلى العالم، وإلى ذواتنا أيضاً.

كما ينفي صاحب موقع “الرواية نت” أن يكون في نية الرواية “إزاحة أي جنس من الأجناس الأدبية الأخرى “لأنّ صراعها الجماليّ الأبرز هو مع البحث الدائم المتجدّد عن عوالم مختلفة، الجانب الإشكاليّ الخلاّق في الرواية هو عدم تقيّدها بنسق أو مسار بذاته، جماليّاتها الكثيرة تغنيها عن الدخول في أيّ مقارنة، لا من باب التعالي، بل من باب التفرّد الجماليّ لكلّ فنّ، وهذه ميزة الشعر، التشكيل، الموسيقى، المسرح، السينما؛ أي أنّ العصور كلّها، حتّى أكثرها تردّياً، هي عصور الفنون كلّها”.

ويضم الموقع أركاناً متعددة: “أخبار”، “حوارات”، “قراءات”، “آراء ومدونات”، “هندسة الرواية”، “فصول روائية”، “ورشات وندوات”، وهي جميعاً خاصة بالرواية حصرياً. فمن عادة المنابر الثقافية والإعلامية تخصيص “ركن مخصّص للثقافة والفنون، وفي ذاك الركن هامش للرواية، أمّا في “الرواية نت” فالمتن كلّه للرواية، لها الصدارة اللائقة بدورها وانتشارها في عصرنا الراهن، بما يتناسب مع تطوّرها وانتشارها في العالم العربيّ، وفي العالم برمّته.
لكلّ روائيّ، ناقد، قارئ، مهتمّ، وحالم بالرواية، مكانه في هذا الفضاء الذي يتّسع بالمشاركة ويثرى بالانفتاح والتواصل”.

ثم إن الموقع هام من حيث إنه يقدم المساعدة للروائيين أصحاب المشاريع، يساعدهم الموقع ويأخذ بأيديهم للوصول إلى القراء فـ “الرواية نت” ، وفق حسين، “تدعم التجريب، وتأخذ بيد مَن ينوي الشروع بمشروع روايته، تتابع معه هندسة عمله، وصولاً إلى القارئ، وتكون جسراً بين الأدباء والناشرين والقرّاء”.

يذكر أن هيثم حسين ناقد وروائيّ ومترجم كردي سوري. يعمل كاتباً مستقلاً ومتعاوناً مع عدد من أبرز الصحف والمواقع والمجلات العربية، يكتب في الشأن الثقافي والأدبي العربي والعالمي، وهو متخصص في النقد الروائي إلى جانب القضايا الثقافية الأخرى. له ثلاث روايات باللغة العربية “آرام سليل الأوجاع المكابرة”، “رهائن الخطيئة”، “إبرة الرعب”. وله ثلاثة كتب نقدية في الرواية: “الرواية بين التلغيم والتلغيز”، و”الروائيّ يقرع طبول الحرب”، و”الرواية والحياة”.

*ذوات

شاهد أيضاً

ليتني بعض ما يتمنى المدى

(ثقافات) ليتني بعض ما يتمنى المدى أحمد عمر زعبار اعلامي وشاعر تونسي مقيم في لندن …

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *