اليستر غيل / ترجمة ـ احمد فاضل
خمس من النساء الشابات من كوريا الشمالية قمن بنشر مذكراتهن هذا الصيف، لي Hyeonseo التي خرجت من البلاد عندما كانت في السابعة عشر من عمرها أصدرت ” الفتاة ذات السبعة أسماء ” ، أما Eunsun كيم صاحبة ” ألف ميل إلى الحرية ” التي افلتت هي الأخرى من جحيم الحكم الدكتاتوري في بلادها لتصدر مذكراتها المليئة بحكايات الرعب والتي تبدأ من تضورها الجوع في سجون الحكومة الشمالية الرهيبة إلى الإيذاء الجسدي ومع أنها كانت تعيش في بحبوحة من العيش الرغيد كما تروي، إلا أنها ملت هذا النظام الطبقي الذي يصنف المواطنين ما جعلها تفكر في الخروج من بلدها الذي كان أسلافها حلفاء لنظامه.
ومثل غيرها من الكوريين الشماليين تروي لي Hyeonseo في مذكراتها ” الفتاة ذات السبعة أسماء ” أنها كانت تعلم بمواجهتها لحياة محدودة الفرص ومراقبة مستمرة وعندما كانت طفلة كانت تتلقى في مدارس حكومتها كيف يعلمونها أن تستاء من أميركا وحليفاتها بسبب ما فرضته على بلادها من حصار ومع تقدمها في العمر أصبحت تريد معرفة أسئلة كثيرة عن جارتها الجنوبية وكيف لا تعيش حصارا مثلما الذي تعيشه بلادها وعن الواقع المزري الذي بات يطبق على الكثير من أمثالها هو الآخر برأيها حصارا بشعا من قبل حكومتها بالذات.
اليوم السيدة لي من بين حفنة من الهاربين الكوريين الشماليين أصدرت مذكراتها هذا الصيف تروي كل ذلك الرعب والمهانة وكأنها تعيش معارك أوديسيوس بكل ما حمله من تحدٍّ وقدرة على التحمل أشارت فيها أيضا على شهادة عشرات المنشقين وغيرهم التي نشرها كذلك تقرير للأمم المتحدة العام الماضي حول حقوق الإنسان في كوريا الشمالية وتقرير Sokeel أو حديقة الحرية في كوريا الشمالية وهي منظمة غير حكومية تدعم اللاجئين الكوريين الشماليين التي تعكس تزايد الاهتمام الدولي في قصص المنشقين في أعقاب تقرير الأمم المتحدة ذاك.
السيدة لي تروي أيضا في مذكراتها الصادرة عن دار نشر هاربر كولينز كيف اجتاحت المجاعة في ليلة واحدة بلادها العام 1997 وكيف سارت لعدَّة أيام حينما كان عمرها سبعة عشر عاما عبر النهر المتجمِّد الذي يفصل بين الكوريتين للوصول إلى الصين ومن هناك إلى كوريا الجنوبية حيث مكثت فيها عدة سنوات، تقول السيدة لي إنَّه من المهم بالنسبة لها أن تكون دقيقة في سرد تلك الحوادث حتى يطلع القراء على ما عانته من جوع ووحشية ومحاولتها الدخول إلى الصين، حيث تم إلقاء القبض عليها لوجودها في البلاد بصورة غير شرعية، ولكن أفرج عنها بعد خداعها لهم بأنَّها كانت تعتقد أنَّها كوريا الجنوبية التي جاءتها للبحث عن شقيقها المفقود منذ مدَّة إلا أنَّها وقعت في قبضة إحدى العصابات الصينية التي احتجزتها حتى دفعت لهم مبلغاً من المال لكي يطلقوا سراحها، بعدها عادت إلى الحدود الكورية الشمالية لتوجيه والدتها وشقيقها الدخول إلى الصين مرَّة أخرى حيث تمَّ تغيير أسمائهم وصورهم الفوتغرافية بعد أن فهمت لعبة دخولها ذلك البلد وكيف تتحاشى قوات بلادها الممتدَّة على طول الحدود والذي من أجل ذلك غيَّرت اسمها سبع مرَّات وهو ما ألهمها عنوان كتابها هذا، وبعد نجاحها في الوصول إلى كوريا الجنوبية التي مكثت فيها عدَّة سنوات غادرت بعد ذلك هي وأسرتها الصغيرة إلى أميركا.
أما الروايات الثلاث الأخرى فهي ” من أجل العيش ” للكاتبة الشابة Yeonmi بارك التي تحدثت فيها عن قصة امرأة كورية شمالية شابة تهرب إلى كوريا الجنوبية من خلال عصابات صينية من المهربين وتجار البشر وبعد وصولها إلى أميركا برزت كناشطة في مجال حقوق الإنسان، ورواية أخرى للكاتبة Eunsun كيم التي تحدثت فيها عن فتاة تبلغ من العمر 11 عاماً تهرب من كوريا الشمالية بعد وفاة ثلاثة أعضاء من أسرتها بسبب الجوع وبعد رحلة استمرَّت تسع سنوات قدر لها وصولها إلى كوريا الجنوبية، أما الرواية الأخيرة لجوزيف كيم فهي عن طفلة بلا مأوى في كوريا الشمالية تهرب بوسائلها البسيطة إلى الصين وتناضل من أجل البقاء على قيد الحياة حتى تصل في نهاية المطاف إلى أميركا حيث هي الآن طالبة جامعية.
عن / صحيفة وول ستريت جورنال
_____
*جريدة الصباح العراقية