رحيل الشاعر جهاد هديب



خاص ( ثقافات )
علمت أسرة ثقافات بنبأ رحيل الشاعر والزميل جهاد هديب ليلة الخميس 5 نوفمبر 2015 بعد صراع مع مرض السرطان في مستشفى الأمل بالعاصمة الأردنية عمان. وتتقدم أسرة ثقافات بأحر التعازي لأسرة الفقيد وللزملاء في الوسط الثقافي والإعلامي.
وكان صراع الفقيد مع المرض ضارياً في أيامه الأخيرة وهدّ جسده، وأرقَ محبيه وجاءت تصريحات الأطباء غير مطمئنة في الأربع وعشرين ساعة الأخيرة، الأمر الذي صدم عائلته وأصدقاءه وأحبته، وانطلقت المقالات والأخبار والمواد الصحفيّة والرسائل عبر مواقع التواصل الاجتماعي التي خاطبت جهاد هديب في مشفاه وتمنى أصحابها على الله أن يعيد لهم شاعرهم الذي حظي ويحظى بمحبّة المشهد الثقافي العربي والأردني الفلسطيني خصوصاً، سالماً معافى لكن كلمة الله هي السابقة.
ورتب الفقيد في محنته العديد من المفاهيم التي تربى عليها جيّله من الشعراء وهي إشارة للجيل الذي يليهم، فلم تهدأ نداءات أحبّة جهاد منذ الأيام الأولى التي التحف فيها بمرضه وبهت نشاطه الوقاد ودفقه وحبه للحياة في مقاهي وقاعات ونشاطات عمان، ليتفق الجميع على “عُدّ يا جهاد”، على امتداد المسافة الفاصلة بين القدس وعمان، وكانت الصدمة الكبرى بنبأ رحيله الذي هزّ الضفتين.
يعرف عن جهاد هديب أنه عراب الجيل الذي سبقه، ومن أنشط أبناء جيله وصاحب يد طولى في تدعيم وبسط نفوذ القصيدة في المشهدين الأردني والفلسطيني لما قدمه ويقدمه من خدمات للأدب والثقافة، وعلى حد وصف أصدقائه فهو رئة شعرية لا تهدأ ووهج حياة لم ينطفئ وهو يصارع المرض ولن يغيب بعد رحيل جسده فسيرته وذكرياته معهم خالدة.
ويحسب جهاد هديب صحافياً فذاً خدم العمل الصحفي والإعلام الثقافي لسنوات طويلة في الأردن والخليج العربي، وشاعراً مجيداً حظيت أعماله الشعرية بالنقد والدراسة واهتمّ بها النقاد اهتماماً كبيراً، ومن أبرز سمّات قصيدته تمرده على وحدة القصيدة وتلاعبه بالصورة والإيقاع الصوتي لها، وتجلى هذا في كل دواوينه وبشخصيته الشعرية المستقلة.
ولد جهاد أحمد حسين هديب سنة 1967 في مادبا، وحصل على شهادة الدبلوم في التصميم الداخلي والديكور سنة 1993، وعمل بعدها في الصحافة الأردنية محرراً في القسم الثقافي في صحيفة “الدستور” (1998-2006)، ثم انتقل للعمل في المجال نفسه بالإمارات منذ سنة 2008، وتنقل بين العديد من الصحف العربية المهمة، وهو عضو في رابطة الكتّاب الأردنيين، ونقابة الصحفيين الأردنيين.
أعماله الأدبية التي كان آخرها تمثال مخمور:
“تعاشيق”، شعر، دار أزمنة، عمّان، 1996.
“ما أمكنَ خيانتُه ويسمّى الألم”، شعر، المؤسسة العربية للدراسات والنشر، بيروت، 1999.
“قبل أن يبرد الياسمين”، شعر، المؤسسة العربية للدراسات والنشر، بيروت، 2002.
“غروب كثير يمر في التخوم”، شعر، دار فضاءات، عمّان، 2006.
“ليت فمي يُعطى لي”، دراسة ومنتخبات من الصوت الشعري التسعيني في الأردن، وزارة الثقافة والسياحة، صنعاء/ اليمن، 2004. ط2، دار فضاءات، عمّان، 2006.
ويقول جهاد في قصيدته ” في البدء كان الحجر”:
لم تغوهم كآبة بل اقتحموا
غاباتها الملونة على حجر نقشوا
صيحات نصر وسبايا
حلموا بهن ملعونات وامهات
لهم لا يدخرن هفوة في الخبايا
تفرقت خطاهم اينما حلت تنشر الارق
مثل طاعون تفرق دم السلالة ازرق
تقول لي بينما آلهة اخرى ولدت من الضباب
اسكنتها شجرة البهاليل وحرستها بتمائم
وتعاويذ قبلت لانها يتيمة وصليت
لانها لا تصغي.

شاهد أيضاً

ليتني بعض ما يتمنى المدى

(ثقافات) ليتني بعض ما يتمنى المدى أحمد عمر زعبار اعلامي وشاعر تونسي مقيم في لندن …

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *