«أسود دانتيل»



صدرت أخيراً عن دار “نون للنشر والتوزيع” في القاهرة رواية “أسود دانتيل”، للكاتبة حرية سليمان، وهي رواية ذات طراز ثقيل متكامل العناصر في البناء الدرامي والسرد الفني والدهشة، اتخذت فيها الكاتبة دور الحكّاء الذي يروي قصة بنت صغيرة اسمها جورية تعيش في حارة، تعيش الكثير من الصراعات والمواقف والأزمات، ويدخل فيها الماضي كعنصر فاعل في حياتها ومستقبلها كصحافية، ليكون محور الرواية هو الصراع ما بين الماضي والحاضر والمستقبل.

من أجواء الرواية: في الصباح تواجهنا بانتظار إفطار لم نمسسه، مذيع يردد كلاماً عن اغتيال بذكرى النصر، ظل الراديو كما التلفاز يبثان آيات من الذكر الحكيم، وصوراً ومشاهد مكررة، التفتت إليّ وكان الضوء ينعكس على وجهها عبر النافذة الكبيرة، بدأت تعد خليط السكر والشاي الجاف في قعر الكوب، صبت الماء الساخن من البراد النحاسي الذي انطفأت لمعته، تناولت معلقة صغيرة وبدأت في التقليب، تأملت خطوط وجهها الذي بت لا أعرفه..

يعد هذا مشهداً صامتاً تصف فيه الروائية جلسة صباحية بين اثنين، تتناول به أدق التفاصيل ولا تترك أي حيز دون أن تشغله، فهي تصور الزمان والمكان، ثم توضح تواجدهما في أي بقعة وكل شيء موجود إذا كانا في غرفة أو حديقة وتحلل حركاتهما، في نسق مع الحوار الذي يدور ضمن المشهد، ورد الفعل. يعتمد الخطاب الروائي في {دانتيل أسود} على إيصال الفكرة كاملة موجزة، حيث نجد الكاتبة تنقل حركاتها حين تقول: {فانحنيت سريعاً أتحسس الأرض فيه}، بعد أن شرحت ارتباكها وهي تضع الصورة حية، فلا نجد استعارات خيالية، لكن جوانب جمالية ترقّي الموضوع، أي أشبه بالواقعية السحرية، وهي تقنية روائية غلبت على كثير من الأعمال الروائية في الأدب الألماني منذ مطلع الخمسينيات وأدب أميركا اللاتينية.
——-
الجريدة

شاهد أيضاً

العهدُ الآتي كتاب جديد لمحمد سناجلة يستشرف مستقبل الحياة والموت في ظل الثورة الصناعية الرابعة

(ثقافات) مستقبل الموت والطب والمرض والوظائف والغذاء والإنترنت والرواية والأدب عام 2070 العهدُ الآتي كتاب …

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *