رحلة النوستالجيا والابتسامات


جوزفين حبشي


دانيال (انج دارجان) يلقّب بـ”ميكروب” لأنه قصير القامة. هو فتى خجول وحالم ومعقّد من ملامحه الأنثوية ومهووس بالرسم وبزميلته في المدرسة لورا. اما تيو(تيوفيل باكي) الوافد الجديد الى مدرسته، فيلقب فورا بـ”غازأويل” لأن رائحة شحم السيارات والمازوت تلازمه بما انه مهووس بالميكانيك والاختراعات. تيو هو نقيض دانيال لأنه طريف واجتماعي ولامع ونابض بالطاقة. 

رغم اختلافهما، يصبحان صديقين حميمين ومعاً يقرران عدم قضاء عطلة الصيف مع أهلهما، بل يصنعان عربة على شكل منزل متحرك، وينطلقان لقضاء مغامرات تحفل بكثير من الطرافة والحنان والنوستالجيا التي تعبق من هذا الشريط الشخصي، الحساس، الحميم، المتواضع والمبتكر من دون أي مؤثرات بصرية عن الصداقة.

شريط يقدمه المخرج وكاتب السيناريو ميشال غوندري معتمدا على ذكريات مراهقته، فينجح بشكل غير متوقع في جعلنا نتعلق به وببطليه الصغيرين رغم ان القصة مسطحة بعض الشيء. إنه شريط Microbe Et Gasoil الذي يدعونا للاستمتاع بمغامرة هي في الوقت عينه من نوع أفلام رحلات الطريق الحافلة بالمفاجآت والدينامية، وأفلام الأصدقاء والمراهقين المليئة بالمواقف المؤثرة والظريفة. رحلة تجمع الماضي بالحاضر، الحداثة بالنوستالجيا، الهاتف الخليوي بمناخات السبعينات وتتوهّج تحديداً ببطليها الصغيرين الموهوبين انج دارجان في أول وقوف له أمام الكاميرا وتيوفيل باكي في ثاني مشاركة بعد فيلمLa Nouvelle Guerre Des Boutons. حضورهما العفوي والطبيعي لافت فهما يبعثان الطاقة والحيوية والانتعاش في هذه المغامرة التي يمتزج فيها الواقع بالفانتازيا بشكل ناحج والأهم انها لا تجعلنا نضيع أبداً عن الخط الأساسي لسير الاحداث. بدورها الحوارات طريفة وقوية والشخصيات نافرة وغير تقليدية والمواقف التي تجري في بيت كل من الصديقين غريبة وغير متوقعة وغير مضحكة ورغم ذلك تضحكنا.
———
النهار

شاهد أيضاً

“أثر على أثر” معرض لمفاضلة في المتحف الوطني

(ثقافات) “أثر على أثر” معرض لمفاضلة في المتحف الوطني برعاية العين د. مصطفى حمارنة ينظم …

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *