محمد العناز يفوز بجائزة جنان خليل للشعراءالشباب في دورتها الخامسة



خاص ( ثقافات )
بيروت- فاز الشاعر والناقد المغربي محمد العناز بجائزة جنان خليل للشعراء العرب الشباب في دورتها الخامسة عن ديوانه” عين نحات أعمى”، وتسعى الجائزة التي أنشأتها الفنانة التشكيلية اللبنانية الدكتورة جنان خليل من أجل ترسيخ تقليد ثقافي وإنساني كان قد أسس له الشاعر العربي الكبير سعيد عقل منذ سبعينيات القرن الماضي من أجل الاحتفاء بالشعر والشعراء في الوطن العربي، وطباعة أعمالهم في لبنان. 

وقررت لجنة التحكيم التي ضمت في عضويتها مجموعة من النقاد والشعراء العرب منحها للشاعر والناقد المغربي محمد العناز عن ديوانه “عين نحات أعمى” الذي يتميز بخاصيتين مهنتين على مستوى البناء، وهما: وحدة الموضوع، والرؤية الشعرية. فالملاحظ بالنسبة إلى الخاصية الأولى أن الشاعر يشتغل على موضوعة العين، ويجعل منها أساسا بنيويا يضمن للقصائد المتنوعة إمكان التواشج والتصادي، وأمر من هذا القبيل يحول مفهوم الديوان إلى نص متنوع يسترفد من تجربة تضع لها محورا جماليا موضوعة محددة، بما يعنيه ذلك من بحث عن تمظهرات مختلفة لها. وكأن الشاعر يحاول في بحثه هذا اختبار إمكان دلالي للعين في ضوء تعالقات أَنطولوجية متنوعة. هذا الاشتغال ينعكس على الموضوعة ذاتها “العين” ووظيفتها، بحيث ينطرح سؤال الإدراك، أهو بصري محض أم رؤيوي يتجاوز الحسي نحو ما له صبغة أُنطولوجية؟ وما يبعثه هذا السؤال من تبادل فعالية الرؤية بين كائنات الوجود. وفي ما يخص الخاصية الثانية فإن الشاعر يطمح من خلال هذا الديوان إلى التعبير من خلال موضوعة العين عن سؤالي الموت والولادة، بما يعنيه ذلك من تجديل بين العابر المتصف بالزوال، وتعذر الدائم. فالانبثاق من الوجود لا يحدث إلا وفق موازاة بين حجم الهشاشة التي تتميز بها ومحاولة استدامة اللحظة بواسطة استعارة صفات غير ملازمة تخصّ كيانات أخرى، وهنا تشتغل الاستعارة بقوة، وعناوين القصائد تشير إلى ذلك بكل وضوح، بيد أن الطابع الكلي لهذه الاستعارة يظل موحدا يتمثل في الإطلالة على المختلف باعتباره مكملا للوجود، لكن هذا لا يعني أن البعد الكلي يقصي الاختلافات، بل يعمل على جعلها تتجاور للتعبير عن التحولات التي تطول العالم. كل ذلك يصاغ انطلاقا من الانتقال في التعبير الشعري من اعتماد الدفقة الشعورية المستندة إلى أنا غنائي إلى أسلوب حكائي يجعل من الزمن مكونا حاسما في بناء الاستعارة الكلية التي تمثلها العين من خلال وظيفتها (الإطلالة)، ومن ثمة تصير الصور الشعرية منتجة وفق هذا التواشج بين الرؤية الشعرية ذات البعد الزمني في بناء الاستعارة الكلية. كما ارتأت اللجنة أن ينشر ديوان “عين نحات أعمى” ببيروت. 
ومحمد العناز شاعر وناقد مغربي من مواليد مدينة القصر الكبير سنة 1984. توج بعدد من الجوائز: دبي الثقافية، واتحاد كتاب المغرب للأدباء الشباب، وطنجة الشاعرة الدولية، والقناة الثانية للإبداع الأدبي، والاستحقاق الثقافي من جامعة عبد المالك السعدي، وكرم في ملتقى الشارقة للشعراء الشباب بجامعة ابن طفيل من قبل دائرة الثقافة والإعلام بالشارقة. صدر له في الشعر: “خطوط الفراشات” و”جليد منتصف العمر” و”كثبان الماء”، وفي الدراسات النقدية: “مفهوم الصورة عند الجاحظ في كتاب البيان والتبيين” عن دار العين بمصر، ونشر له العديد من الدراسات العلمية في مجلات مغربية وعربية، وشارك في ندوات وملتقيات ذات صبغة عربية ودولية. 

شاهد أيضاً

ليتني بعض ما يتمنى المدى

(ثقافات) ليتني بعض ما يتمنى المدى أحمد عمر زعبار اعلامي وشاعر تونسي مقيم في لندن …

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *