“ليس وداعاً يا قدس” للمقدسي محمد شاكر عبدالله


خاص ( ثقافات )

تأتي أهمية رواية “ليس وداعاً يا قدس”، للكاتب المقدسي محمد شاكر عبدالله من ندرة ما يكتب عن القدس، ومن كون كاتبها المقدسي يحيا تفاصيل المكان والحدث بكامل فسيفسائه، حيث تصور الرواية بحميمية لصيقة معاناة جماعية للشعب الفلسطيني وخيبة أمله خلال الأيام والشهور التي واكبت وتبعت الهزيمة القاصمة في حرب حزيران يونيو ١٩٦٧، واقتلاع مئات الآلاف من أبناء هذا الشعب من ديارهم ونزوحهم إلى الضفة الشرقية في انتظار عودة ما تزال حلماً سريالياً حتى يومنا هذا.

بطل الرواية شاب حمل سراب آمال أجيال كانت معلقة على أنظمة كانت ترفع شعارات التحرير الفارغة وسرعان ما تهاوت الجيوش خلال ساعات. وانسحقت بذلك إرهاصات المستقبل وتطلعات ترعرعت وبسقت واخضرت أغصانها وفي ساعات احترقت وتحولت رماداً تذروها رياح الزمن المتطاول بلا نهاية.

شاب ينتظر التخرج زرعته النكسة في عمان التي فتحت ذراعيها مرحبة بالنازحين، ولكن بعيداً عن منبته في القدس التي ظل موصول القلب معها بحبل الانتماء الوطني والأسري، وهو ما يحول بينه وبين كل جواذب الاستقرار العاطفية والتوطينية.

لم يعد البطل في نهاية الرواية إلى القدس لكنه انتقل إلى نزوح آخر وإن ظلت الآمال تغمره بأن تنتهي تراجيديا الاقتلاع، وأن تصبح التغريبة الفلسطينية الثانية فصلاً داثراً في تاريخ الشعب الصامد المناضل أبداً حتى لا تصبح نكسة ١٩٦٧ علامة وداع نهائي للقدس وفلسطين.

أبداً فليس ما حدث ويحدث “وداعاً يا قدس”.

ومن الجدير بالذكر أن الكاتب: محمد شاكر عبدالله مواليد بيت حنينا على مشارف القدس الشريف درس في المدرسة الرشيدية بالقدس المرحلة الثانوية حصل على الليسانس في الأدب العربي من جامعة دمشق عام ١٩٧١ وعلى دبلوم في التربية وعلم النفس من الجامعة الأردنية عام ١٩٨٠ وفي العام ١٩٩٣ على دبلوم الدراسات العليا في الأدب العربي من جامعة القديس يوسف اللبنانية، عمل في التدريس في فلسطين والأردن وليبيا حتى العام ١٩٩٦ وكان إعلاميا بارزا في الصحافة الفلسطينية ومحرراً سياسياً وأدبياً في صحيفتي “القدس” و”النهار” المقدسيتين بين عامي ١٩٨٠ و٢٠١٥، وكتب مئات المقالات بالعربية والإنجليزية في مختلف القضايا السياسية والأدبية والاجتماعية خلال هذه الفترة. من مؤلفاته: جامعاتنا ومجتمعاتنا- ١٩٨٦ المنهج العلمي في دراسة الأدب واللغة العربيين- ١٩٩٠ بيت حنينا: الأرض والتاريخ والإنسان- ١٩٩٣ الفراشات والخريف- ٢٠١٣ القرآن برؤية معاصرة- ٢٠١٤ وحديثاً: ليس وداعاً يا قدس- ٢٠١٥ ابن المعتز ناقداً- ٢٠١٥.

الرواية صادرة عن دار فضاءات للنشر والتوزيع- الأردن، وتقع في 240 صفحة من القطع المتوسط.

شاهد أيضاً

العهدُ الآتي كتاب جديد لمحمد سناجلة يستشرف مستقبل الحياة والموت في ظل الثورة الصناعية الرابعة

(ثقافات) مستقبل الموت والطب والمرض والوظائف والغذاء والإنترنت والرواية والأدب عام 2070 العهدُ الآتي كتاب …

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *