كيف غدت الموسيقى مجانيّة؟



شاعت كثيراً في ظل الثورة الرقمية ظاهرة «القرصنة» في مختلف مجالات النشاط الإبداعي. الأمر الذي طرح على النقاش مسألة «حقوق المؤلف» بأبعاد جديدة تتعلّق بالإنتاج ومردوده المادي ومستقبل الصناعات المرتبطة بالنشاطات المعنيّة. ذلك أن القرصنة، الموجودة تاريخياً بدرجة ما، أخذت أبعاداً لا سابق لها في التاريخ الإنساني في نشاطات تشكل الموسيقى أحد أكثرها أهميّة.

وما يتفق عليه الجميع أن المبيعات في عالم الموسيقى تتردّى منذ عقود عديدة. وأن ذلك وجد في واقع الأمر تسهيلات كثيرة وكبيرة بفضل بروز بعض المواقع الإلكترونية «المختصّة مباشرة في القرصنة» أو في «تسهيل عمليات القرصنة» بأشكال عديدة.
وحول القرصنة في الموسيقى يقدّم الباحث «ستيفن وايت»، الأستاذ في مدرسة الصحافة العليا التابعة لجامعة كولومبيا كتاباً تحت عنوان: «كيف غدت الموسيقى مجانيّة؟» ويدرس فيه ما ترتب على ذلك من «نهاية صناعة ومنعطف قرن وازدهار القرصنة»، كما جاء في عنوانه الفرعي.
إن مؤلف الكتاب يؤرخ بداية لعملية التحوّل التي عرفتها صناعة الموسيقى خلال العقود الأخيرة حيث تمّ الانتقال من «المدرسة القديمة» القائمة في مجال «جمع الموسيقى» على صيغ التسجيل الموسيقي التقليدية، وخاصّة «اسطوانات سي دي»، إلى «التحميل الرقمي» بواسطة تقنية «إم بي 3» التي هي نوع من المفتاح أو «المكتبة الصغيرة» التي يمكن بفضلها تجميع آلاف المقطوعات والسمفونيات الموسيقية عبر «تحميلها» من مصادر مختلفة.
يكرّس المؤلف العديد من صفحات الكتاب للحديث عن شخصية «كارلهينز براندنبورغ»، الأستاذ ورجل العلم الألماني الذي كان وراء اختراع تقنيّة «إم بي 3» التي تسمح بتخزين كمّاً هائلاً من «الملفات الصوتية» بـ «مفتاح صغير الحجم»..والشخصية الثالثة هي بيني ليدل غلوفر، الذي اشتهر بتسمية «بيل». ويتم توصيفه أنه الرجل الذي «خرّب بزنس الموسيقى».
ويقدّم مؤلف الكتاب الكثير من المعلومات عن الأسباب الكامنة وراء «مجانيّة الموسيقى». والمعلومات التقنيّة الكثيرة أيضا عن «آليات عمل القرصنة» التي وفرتها ثورة المعلوماتية وفي مقدّمتها شبكة الانترنت.
——–
البيان

شاهد أيضاً

العهدُ الآتي كتاب جديد لمحمد سناجلة يستشرف مستقبل الحياة والموت في ظل الثورة الصناعية الرابعة

(ثقافات) مستقبل الموت والطب والمرض والوظائف والغذاء والإنترنت والرواية والأدب عام 2070 العهدُ الآتي كتاب …

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *