*دانييل ليفرتس ترجمة- محمد الضبع
لا نفكر عادةً بأشخاص مثل صمويل بيكيت، إيدث وارتون، وتوني موريسون كأناس طبيعين كانوا في يومٍ ما يعيشون عشريناتهم، قبل أن يأخذوا مواقعهم في عالم الشهرة الأدبية، هؤلاء الكتّاب عبروا وحاربوا المراحل التافهة، والمشككة ذاتها التي يواجهها جيل الألفية الجديدة الآن. من فرانز كافكا وتوماس مان إلى ستيفن كينغ، جميع هؤلاء الكتّاب خاضوا تجارب ملهمة في عشريناتهم، نستعرضها معكم هنا:
* صمويل بيكيت:
– بدأت مهنة بيكيت الكتّابية بنجاح كبير في بداية عشريناته عندما تعرف على العراب جيمس جويس، ساعد بيكيت جيمس جويس في إجراء بعض البحوث حول «صحوة فينيجان»، وكان أول كتاب قام بيكيت بنشره في سن الثالثة والعشرين، عام ١٩٢٩ كان عبارة عن تحليل نقدي لجويس، «دانتي…برونو. فيكو…جويس».
* زيدي سميث:
– أنجزت الروائية البريطانية زيدي سميث سنة ٢٠٠٠، روايتها الشهيرة «أسنان بيضاء» عندما كانت تبلغ من العمر ٢٤ عامًا. وقد قدمت مسودة الرواية إلى الناشر قبل ثلاث سنوات، عندما كانت ماتزال طالبة في كامبريدج. وتلقت ٢٥٠ ألف باوند نظير نشر روايتها.
* فرانز كافكا:
– تعاسة كافكا في عشريناته سيرى صداها لدى كل الكتّاب الذين يعانون في سبيل التركيز لإتقان حرفة الكتابة، وتحمل تكاليف الحياة في الوقت ذاته بوظيفة أخرى. منذ أن بلغ الأربعة وعشرين عامًا، عمل كافكا في سلسلة من الوظائف، شملت تحمل دعاوى التأمين، والمساعدة في إدارة أحد المصانع. ونظرا لالتزامه بالكتابة، تمكن كافكا من إنتاج رواياته في أوقات فراغه. وانتهى من كتابة روايته «أميركا» وهو يبلغ من العمر ٢٩ عامًا، برغم أنها لم تنشر إلا بعد وفاته.
* ستيفن كينغ:
– حظيت رحلة كينغ بالكتابة ببداية منحوسة، بعد تخرجه من جامعة مين سنة ١٩٧٠، بدأ كاتب الرعب ببيع قصصه القصيرة للمجلات. عانى كينغ من مشكلة بسبب الشراب، حتى انه أقدم على إلقاء مسودة أول رواياته في حاوية القمامة، لتستطيع بعد ذلك زوجته إنقاذ المسودة، وإقناعه بإرسالها إلى بعض الناشرين. وتم نشر تلك الرواية لاحقًا عندما كان كينغ يبلغ من العمر ٢٦ عامًا. وتلقى ٤٠٠ ألف دولار نظيرًا لبيع حقوقها الورقية فقط.
* سوزان سونتاغ:
– كانت سوزان سونتاغ قد تزوجت في سن الرابعة والعشرين عامًا، وكانت قد أنجبت طفلًا، وصنعت لنفسها حضورًا في جامعة كامبريدج. وأدركت سونتاغ بعد ذلك أن حياتها الهادئة والمستقرة لن تقربها من طموحها الحقيقي في كتابة الأدب. لذا في منتصف عشريناتها، انتقلت فجأة إلى باريس، حيث توغلت في مجتمع الكتّاب والمفكرين الطليعيين آنذاك، لتدخل في عدة علاقات معهم، وتطور طريقتها الخاصة في التفكير النقدي، ولتصبح تلك المثقفة الرائعة التي عرفتها أميركا بعد ذلك.
* إرنست همنغواي:
– بعد زواجه الأول بفترة قصيرة، انتقل همنغواي الذي يبلغ من العمر ٢٣ عامًا إلى باريس، حيث كانت الحركة الحديثة في ذروتها هناك. وطوّر هناك حواسه الجمالية ومقدرته الكتابية، ليصدر روايته «الشمس تشرق أيضًا» سنة ١٩٢٦، وهو لم يتجاوز السابعة والعشرين عامًا.
* جورج برنارد شو:
– غادر شو المدرسة ليعمل وهو يبلغ من العمر ١٤ عامًا. كان عمله مكتبيًا، واستمر منذ ذلك العمر بكسب قوته بنفسه، حتى بلغ من العمر ٢٣ عامًا. ليستقيل من وظيفته لدى شركة إديسون للهواتف وينتقل للعيش مع والدته في لندن وليستمر بالكتابة. مسرحيته الأولى لم تر النور إلا بعد ١٦ عامًا من ذلك الوقت.
* إف. سكوت. فيتزجيرالد:
– في عشريناته المبكرة، كان فيتزجيرالد في ألاباما خلال نهاية الحرب العالمية الأولى، وقع فيتزجيرالد في حب زيلدا، وليكسب موافقتها بالزواج منه، كان عليه أن يثبت قدرته على العمل ليتمكن من تحمل تكاليف الحياة الأسرية. عمل بعد الحرب في نيويورك، ولكن تلك التجربة تحولت إلى فشل ذريع بكل المقاييس، ونتيجة لهذا تم تأجيل زواجه منها. ولكن عندما نشر فيتزجيرالد روايته الأولى، هذا الجانب من الفردوس، في سن الثالثة والعشرين، وافقت عائلة زيلدا أخيرا على إتمام مراسم الزواج.
________
*المصدر: الرياض