لم أغادر البيت هذا اليوم: مطر غزير على قباب القدس


*محمود شقير



تساقط الثلج كثيفًا خلال الأيام القليلة الماضية، وما زالت بقاياه عالقة ببعض الأماكن حتى الآن. كلما هطل الثلج على جبال القدس تذكرت ثلجًا آخر في المنفى. ثلج مدينة براغ التي أقمت فيها ثلاث سنوات، وتذكرت لحظات الإحساس بالغربة، وخصوصًا حين يموت أحد أقاربي في الوطن وأنا بعيد، أو حين يلمّ بي مرض طارئ والوطن بعيد.
غداً مساء أذهب إلى المستشفى لإجراء صورة طبقية للرأس. ثمة مشكلة كما يبدو في الغدة النخامية. وكنت اشتريت كتابا حول أمراض الغدد الصمّاء. قرأت بفضول ما له علاقة بأمراض الغدّة النخاميّة، واكتشفت أنّ ثمة جسمًا صغيرًا في هذه الغدّة يسمّى السرج التركي (من أين جاءت هذه التسمية؟) وهو عرضة للتلف إذا أرهقناه. إذن ستكون حياتي خلال السنوات القادمة (لا أدري كم ستطول هذه الحياة) عرضة للاضطراب بسبب هذا السرج التركي. وجاء في الكتاب أنّ ورم الغدّة ليس خبيثًا بالضرورة، وهناك احتمال لأن يتحوّل إلى ورم خبيث.
حتى مساء الغد سأواصل حياتي في القدس، وأفكر في وجعي الخاص.

الجمعة 4 / 2 / 2000

يوم أمس زرت محمود درويش في مكتبه برام الله. كم أحب هذه المدينة! هي الثانية بعد القدس التي عشت فيها زمنًا غير قليل. وجدت في المكتب الشاعر حسين البرغوثي الذي أصيب مؤخرًا بسرطان في الغدة اللمفاوية. كنت معنياً بالاستفسار منه عن أعراض المرض، قال إن خلايا السرطان لا تسبّب ألماً، أما الذي يسبب الألم فهو الالتهابات المصاحبة للمرض. حينما خرج حسين، سألني محمود عن صحتي، أخبرته أنني أتحسّب من مرض السرطان، ولهذا ألححت في طرح الأسئلة على البرغوثي. قال لي إنه هو الآخر تخوف من البحة التي أصابته مؤخراً، فأجرى تنظيراً للحنجرة.
بعد ذلك، بعد الكلام على الصحة والمرض، دار بيننا حوار حول الاقتراحات التي أعددتها لإدخالها على اللائحة الداخلية لجوائز فلسطين. استمر النقاش بعض الوقت، ثم نهضت وغادرت مكتب محمود في حوالي الساعة الثانية بعد الظهر.

الجمعة 11 / 2 / 2000

الطقس مشمس ودافئ، وهو يذكّر بأيام الربيع. أول شيء فعلته هذا الصباح تقليم شجرة العنب الواقعة في ساحة الدار. قلّمت كذلك نبتة الياسمين التي امتدت أغصانها كثيراً، وقلّمت شجرة المندلينا التي كسر الثلج نصفها قبل أسبوعين. تشعرني الأشجار بأن للحياة طعمًا نضرًا رغم كل الصعوبات.
أمس، كنت في مهرجان سياسي داخل قاعة مغلقة في مدينة البيرة، أخت مدينة رام الله. خرجت قبل انتهاء الحفل، وذلك بسبب كثافة الدخان المنبعث من سجائر الحضور، تألمت من هذا السلوك غير المتحضر. وكان ثمة سبب آخر دفعني إلى مغادرة الحفل، وهو أن الوالدة في المستشفى، ويتعيّن عليّ أن أذهب مثلما أفعل كل يوم لزيارتها. إنها تعاني من فقر الدم ومن أنفلونزا، وهي دائمة الشكوى.
كانت نتيجة الصورة الطبقية التي أجريتها للرأس وللغدّة النخامية جيدة، شعرت باطمئنان.

الأحد 13 / 2 / 2000

هطل المطر غزيراً هذا الصباح. لم أذهب إلى العمل، وكان عليّ أن أذهب إلى المستشفى لإعادة الوالدة إلى البيت. عدت بها حوالي الساعة الثانية والنصف ظهرًا. كانت متكدّرة المزاج لأننا تأخرنا في الذهاب إليها.
للقدس في يوم المطر رونق خاص رغم أن الأوضاع العامة فيها وفي البلاد بالغة السوء. والمناسبات الاجتماعية تتكاثر على نحو عجيب، ومن الواجب الالتزام بها للبقاء على صلة مع الناس. أحاول جهدي أن أشارك في كثير من هذه المناسبات، مع أنني جدير بممارسة العزلة لتوفير الوقت من أجل القراءة والكتابة، ومع ذلك فإنني أحاول ما أمكن القيام بدوري الاجتماعي، ولو على حساب الوقت المخصص للكتابة. سأنتظر هذا المساء مباراة نيجيريا والكاميرون التي سيتقرر فيها الفائز ببطولة الأمم الأفريقية لهذه الدورة من مباريات كرة القدم.

الجمعة 18 / 2 / 2000

الطقس دافئ هذا الصباح. اشتريت سيارة لابنتي أمينة. حسام، زوج ابنتي باسمة، أخذ السيارة ووضعها في كراج برام الله، لفحصها وتصليحها تمهيداً لترخيصها. وكنت متشككًا في قدرة أمينة على قيادة السيارة.
تجولت يوم أمس ساعات عدة في القدس القديمة. ألهمني تجوالي بعض الأفكار للكتابة.
وكنت ألاحظ أن معاناة المدينة تكبر يومًا بعد يوم. فثمة بؤر استيطانية تنتشر في المدينة مثل خلايا السرطان. سأخرج الآن لأتمشى قليلا تحت نور الشمس، ثم أنصرف إلى الكتابة.

الجمعة 10 / 3 / 2000

لم أنجز إلا أشياء قليلة هذا اليوم. حين يضيع وقتي سدى أشعر بعدم ارتياح، وكان عليّ أن أستمتع بطقس الربيع، وأن أذهب مع الأبناء في رحلة إلى مدينة أريحا، حيث الدفء والسباحة في البحر الميت، لكنني لم أذهب.
هذه الليلة، ثمة برد في الخارج، في المدينة وفي الحي الذي أقيم فيه وفي داخل البيت. لا أحب الطقس البارد، وأنا دائم التذمر من البرد.

الأربعاء 15 / 3 / 2000

اليوم عيد ميلادي. أصبح عمري تسعًا وخمسين سنة. لم أكن أتوقع أن أعيش كل هذه السنوات. حينما كنت شابًّا، توقعت أن أموت في سن مبكرة. وحين كنت أصاب بمرض، ولو كان خفيفًا، كنت أعتقد أنني سأموت جراء ذلك، وكنت أسرح في عالم الخيال وأرصد ردّ فعل أهلي على موتي، فتنهمر الدموع من عينيّ. كانت تلك مشاعر رومانسية زائدة عن الحد بطبيعة الحال. لكنني عشت، وبعد عام سيكون عمري ستين سنة. كم أنفر من الرقم ستين! وبخاصة حين يتعلق الأمر بالعمر، ولم أحتفل كالعادة بهذا العيد، لأنني لا أرى ضرورة لذلك، ولأن لدينا وفرة من الأعياد والمناسبات حدّ التخمة.

السبت 18 / 3 / 2000

أعادت مذكرات إسحق رابين إلى ذاكرتي تلك الأيام المفجعة من حزيران 1967، وكذلك الأشهر التي تلتها، والأعوام التي مرّت منذ الهزيمة حتى الآن. كان إسحق رابين يخطّط للحرب، وكنا آنذاك نحلم بنصر لم تتوافر أسبابه، ولهذا امتد شقاؤنا، وإسحق رابين واحد من أبرز الذين تسبّبوا لنا في الشقاء.
سأحاول كتابة نص خاص بالقدس. أشعر بالتهيب من البدء بالكتابة، وأخشى ألا أتمكن من كتابة شيء جيد، لكنني سأبدأ. في العادة، أكتب نصوصي وقصصي في الصباح، لكنني في بعض الأحيان أكتب في كل وقت، في الظهيرة، في المساء وفي الليل. مواعيد الكتابة لها علاقة بالمزاج. فقط في الصباح تخضع المسألة للعادة وللاعتياد. الطقس معتدل هذا النهار، وثمّة رياح هوجاء تهبّ بين الحين والآخر.

الاثنين 20 / 3 / 2000

رافقتُ أمينة إلى عملها التطوعي في مستشفى المقاصد بالقدس، وكانت تقود السيارة ببطء وحذر. وكنت أخشى أن تتسبب في حادث سير. فهي لا تستطيع التحكم بالسيارة بسبب مرض ضمور العضلات الذي بدأ يرهق أطرافها بالتدريج. وقبل أن نصل المستشفى دخلت منعطفًا، ولم تتمكن من إعادة السيارة إلى وضعها الصحيح. حاولت من جهتي التحكم في عجلة القيادة، لكنني لم أستطع إبعاد السيارة على النحو المطلوب، فارتطمت بسيارة متوقفة على يمين الشارع. كان الخراب خفيفًا، وكان صاحب السيارة مهذبًا إلى أبعد الحدود. سأقرأ هذه الليلة بعض فصول في كتاب رابين.

الأحد 30 / 4 / 2000

في مثل هذا اليوم قبل سبع سنوات عدت من المنفى. تجمّعنا في الصباح عند مكاتب منظمة التحرير في عمان. وكنا خمسة عشر مبعدًا ومعنا زوجاتنا وأبناؤنا وبناتنا (الخمسة عشر الباقون سيعودون في الثاني من أيار). بعد انتظار طويل، صعدنا إلى الحافلة التي أقلّتنا إلى الجسر. كانت لحظة مدهشة، فها أنذا أعود إلى الوطن بعد غياب ثماني عشرة سنة.
عند الاستراحة في أريحا وجدنا آلاف المواطنين والمواطنات في انتظارنا. حملونا على الأكتاف وانطلقت في فضاء الاستراحة الهتافات المطالبة بدحر الاحتلال وبحرية الوطن. ابتداء من ذلك اليوم، أعدت وصل ما انقطع بيني وبين مكاني الأول: القدس.

الجمعة 5 / 5 / 2000

بقيت هذا اليوم في البيت. لم أذهب إلى أيّ مكان. فتحت عينيّ في الصباح وسررت لفكرة أنني في عطلة، ولن أضطر للنهوض المبكّر للذهاب إلى الوظيفة. تمطيت طويلا في الفراش ثم نهضت. وواصلت تفاصيل يومي باسترخاء. تابعت الأخبار التي لا تسرّ البال، وجلست في ساحة البيت وشربت القهوة، ثم تفقدت الأشجار التي حول البيت. قرأت الصحف وتسامرت مع أفراد الأسرة. كان لي يوم عادي، لكنه يوم ممتع على أيّ حال.

الثلاثاء 9 / 1 / 2001

تستمر انتفاضة الأقصى منذ أكثر من ثلاثة أشهر، ويبدو الأفق السياسي مسدوداً حتى الآن. لم أعد أستخدم الكمبيوتر إلا قليلاً، فهو يرهقني، ولم أعد قادراً على القراءة وقتاً طويلاً.
في مجتمعنا المحكوم بالتخلف، تستمر المشاجرات العائلية. كل يوم تقريباً تقع مشاجرات هنا أو هناك، ويذهب ضحيتها بعض الأفراد في بعض الأحيان، والاحتلال الإسرائيلي مسؤول بالدرجة الأولى عن هذه الظاهرة غير الحضارية، لأنه جمد تطورنا الاجتماعي، واضطرنا إلى التمسك ببنيات اجتماعية مثل القبيلة، العشيرة والعائلة الممتدة التي كانت ستخلي مكانها لبنيات اجتماعية أكثر تطورًا، أقصد: الأسرة النووية. كان هذا سيحدث لو كنا أحرارًا نعيش أوضاعًا طبيعية.
لا أكتب شيئاً هذه الأيام، لكنني سأحاول في الأيام القادمة كتابة بعض القصص.

الخميس 11 / 1 / 2001

لم أشعر بأيّ بهجة منذ أن ابتدأ هذا العام الجديد. من جهة، ثمة ضغط الظروف العامة وتزايد الجرائم الإسرائيلية ضد الشعب الفلسطيني، ومن جهة أخرى، ثمة ظلم ذوي القربى.
أقرأ بشكل متقطّع، ويكون ذهني مشوشاً. كتبت قصتين قصيرتين جداً، لكنني أعتقد أنهما هزيلتان.
أقرأ هذه الأيام كتاب “نحن والآخرون” لتدوروف. إنه كتاب جيد. وفيه تتبّع للأفكار الأوروبية في القرنين الثامن عشر والتاسع عشر التي أنتجت التعالي القومي والاستعمار والنازية.

الأحد 14 / 1 / 2001

لم أغادر البيت هذا اليوم. نمت حتى الساعة الواحدة بعد الظهر تقريباً. مزاجي متعكر منذ وقع شجار بيننا وبين أقارب لنا. لو كانت لدينا سلطة وطنية في القدس وضواحيها لوضعتُ هذا الأمر بين يدي السلطة والقانون، لكننا نعيش تحت حكم الاحتلال الإسرائيلي، ولا يعقل أن نستعين بالشرطة الإسرائيلية لفضّ نزاعاتنا العشائرية. ثم إن النزاعات العشائرية تحدث أيضاً في المناطق الفلسطينية التي تسيطر عليها السلطة الوطنية، ويشارك فيها أحياناً بعض الأفراد المنتسبين إلى أمن السلطة وبأسلحتها، حيث يعتدون على جيران لهم أو على أقارب.
ما هو المخرج من كل هذه التعاسات؟ إن ضعف قوى اليسار في مجتمعنا، وضعف نفوذ العقلانية والمجتمع المدني، وضغط الظروف النفسية، وتكريس قيم المحافظة والجمود، تلعب دوراً في ما نعاني منه، وفي ما نرزح تحت ثقله من مشكلات. بدأت القراءة في كتاب “خارج المكان” لإدوارد سعيد، وأنا أشعر بمتعة أثناء قراءة هذا الكتاب.

الخميس 18 / 1 / 2001

هذا المساء، أعدت قراءة النسخة شبه الأخيرة من سيناريو فيلم “القدس في يوم آخر” الذي كتبته أنا وليانة بدر. قام المخرج هاني أبو أسعد بحذف مشاهد لم يكن لها ضرورة درامية في السيناريو، وقام بإعادة ترتيب المشاهد، وبإضفاء شيء من الغموض على شخصية “سالم” أحد أبطال السيناريو. هذه هي المرة الأولى التي أكتب فيها سيناريو فيلم، وما زلت أفكر في ملاحظة أبداها المخرج مؤداها أنني متأثر بكتابتي للتلفزيون.
أعجبتني جرأة إدوارد سعيد في الكشف عن مكنونات نفسه، وفي تعرية سلوك أقرب الناس إليه.

الأحد 21 / 1 / 2001

عدت إلى قراءة اليوميات التي كتبتها في الولايات المتحدة الأميركية، وكانت مدونة في دفترين. شعرت بارتياح لأنني كتبت ما كتبت، إذ لولا ذلك لضاعت من ذاكرتي تفاصيل كثيرة. أنا مقتنع الآن بضرورة التدوين هذه، سواء أكان ذلك في شكل يوميات أم في شكل ملاحظات وأفكار.
سأحاول تخصيص وقت منتظم لكتابة نص روائي مكثف يعتمد السرد بضمير الأنا، وسوف أدخل جزءاً كبيراً من هذه اليوميات عن تلك الفترة في النص الروائي باعتبارها يوميات بطل الرواية.
مشكلتي أنني أتهرب من الكتابة، وأتعلّل بقضية انهماكي في القراءة، والصحيح أن الكتابة متعبة، ولذلك فأنا أتهرّب منها. ومن الضروري إيجاد توازن بين ما أكتب وما أقرأ. وسأعود قريباً إلى تقليد سرت عليه عدة أشهر قبل ثلاث سنوات، حينما اتخذت قراراً بالجلوس كل مساء، ساعتين أو ثلاثاً، أمام الكمبيوتر لكتابة قصة قصيرة أو نص أو يوميات. وقد كانت الحصيلة جيدة آنذاك.

الجمعة 16 / 2 / 2001

أقرأ باعتدال وأكتب باعتدال، وأراقب أوضاع البلاد بقلق. جاء شارون إلى الحكم في دولة الاحتلال، والأحوال بالغة السوء. أجد صعوبة في الذهاب إلى رام الله وفي العودة منها إلى القدس. المستقبل ما زال شديد الغموض. كم هي معذّبة هذه البلاد! كم هو معذّب هذا الشعب الذي أنتمي إليه! وكم هي معذّبة مدينة القدس التي تتعرّض كل يوم تقريبًا للتهويد! وأنا مضطر إلى الذهاب إلى رام الله للالتحاق بالوظيفة.

الجمعة 9 / 3 / 2001

أمضيت الأسابيع الماضية في كتابة قصة للفتيات والفتيان، حول الاستغلال الاقتصادي لمن يترك المدرسة منهم ويذهب إلى سوق العمل. حتى هذه اللحظة لا أشعر بالرضى عن هذه القصة التي ستقوم دائرة التعليم في القدس، التابعة لوكالة غوث اللاجئين، بطباعتها في كتاب، يوزّع على مدارس الوكالة في فلسطين والأردن وسوريا ولبنان.
وقبل أيام، تلقيت دعوة للسفر إلى باريس. اتصلت بي من هناك مدرّسة لبنانية اسمها هدى أيوب تعمل في مدرسة عليا يتخرج فيها الطلاب والطالبات للعمل في السلك الدبلوماسي الفرنسي. قالت إنها وطلابها أعجبوا ببعض قصصي القصيرة التي نشرت في مجلة “الكرمل”، وتُرجمت ثلاث منها إلى الفرنسية. وبناء على ذلك تم توجيه الدعوة لي ضمن أسبوع الثقافة العربية الذي سيقام في باريس. قالت لي أيضاً إن الذين رشّحوا اسمي لهذه المناسبة هم: محمود دوريش، صبحي حديدي، وفاروق مردم بك.وافقت على المشاركة، وأرجو أن أتمكن من السفر عبر مطار اللد.
________
*المصدر: “العرب”  بالاتفاق مع مجلة “الجديد” اللندنية

شاهد أيضاً

قصة “الظل” لإدغار آلان بو

(ثقافات) قصة الظل[1]. إدغار آلان بو ترجمة: عبد القادر  بوطالب                أنت الذي تقرأ ما …

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *