بليغ حمدي بالفعل ظاهرة فريدة في عالم التلحين، رحلة إبداع وتألق استمر 35 عاما، وبالتحديد من عام 1957 حتى عام 1992، عبقرية بليغ حمدي أنه كان كثير العطاء، غنى له معظم المطربين والمطربات في مصر والعالم العربي،تلحينه لأي أغنية يعني نجاحا منقطع النظير، أبدع في كافة أنواع الغناء: العاطفي والوطني والديني حتى المسرح الغنائي، من فرط موهبته الفذة لحن لكوكب الشرق أم كلثوم وعمره لم يتجاوز 26 عاما، كان ذلك عام 1960 في رائعة «حب إيه اللي انت جاي تقول عليه» كان له الفضل في عمل شيء من التطوير والتغير في أغاني كوكب الشرق ولحن لها بعد ذلك مجموعة من الروائع ” كل ليلة وكل يوم – سيرة الحب – بعيد عنك حياتي عذاب – ظلمنا الحب – فات الميعاد – ألف ليلة وليلة – الحب كله، وأخيرا حكم علينا الهوا”.
هذه الروائع مازالت محفورة في وجدان الملايين قدم فيها بليغ عصارة إبداعه.
ومع العندليب الراحل عبدالحليم حافظ لحن بليغ عشرات الروائع، بدأها بأغنية «تخونوه» وكان عمره وقتها 23 عاما، ولحن له أيضا الأغاني الشعبية التي انتشرت في منتصف الستينيات: «على حسب وداد – سواح – التوبة»، ولا ننسي رائعة «أعز الناس»، و«الهوا هوايا» و«جانا الهوا» والأغاني الكلاسيكية الخالدة «موعود» التي حققت نجاحا أسطوريا و«زي الهوا» و«مداح القمر» و«حاول تفتكرني» و«أي دمعة حزن لا» وأخيرا «حبيبتي من تكون» التي ظهرت عام 1981، عقب رحيل العندليب بأربع سنوات. ولا ننسي الروائع الوطنية: «المسيح – البندقية اتكلمت – عدى النهار» التي دغدغت مشاعر الملايين عقب نكسة 1967.
ارتبط بليغ حمدي فنيا وعاطفيا بالمطربة وردة الجزائرية وكونا معا ثنائيا رائعا ولحن لها العديد من الروائع، منذ أوال السبعينيات بأغنيات: «والله زمان يا مصر، العيون السود، وحشتوني، حكايتي مع الزمان، يا عيوني ليه تداري». والأغنيات الطويلة الرائعة «اسمعوني – ولاد الحلال – لو سألوك – ومالوا» ولا ننسى «ليالينا – حنين – عيني يا ليالي – مسا النور والهنا”.
اختتم مشواره مع وردة بأغنية حزينة للغاية «بودعك» قبل شهور من رحيله ولا ننسي الأغنيات الرائعة القصيرة «بوسة على الخد – تعيش وتفتكرني – آه ياني من الهنا – كل سنة وانت طيبة يا مامتي»، كانت هذه الأغنيات في مسلسل «أوراق الورد» عام 1978.
لحن بليغ حمدي لنجاة الصغيرة العديد من الروائع منها: “ف وسط الطريق – أنا بستناك – يا خسارة نسي – سكة العاشقين – موكب حب”.
ولحن لفايزة أحمد رائعة «حبيبي يا متغرب» تأليف عبدالرحيم منصور والتي غنتها عام 1982.
ولحن للمطربة الكبيرة شادية: «آخر ليلة»، «يا حبيبتي يا مصر» إحدي أروع الأغنيات الوطنية، «يا سمراني اللون – قولوا لعين الشمس – والله يا زمن – ليلة سهر – خلاص مسافر – الحنة – يا قطر الندي”.
ولحن لصباح: «حب الدنيا – عاشقة غلبانة – يانا يانا» .ولا ننسى أن بليغ حمدي اكتشف موهبة المطربة الكبيرة عفاف راضي عام 1970 ولحن لها روائع مازالت خالدة في وجدان الملايين منها: «والنبي ده حرام – ردوا السلام – كله في المواني – تساهيل – شبيك لبيك – راح وقالوا راح”.
كما كان لبليغ حمدي فضل كبير في اكتشاف موهبة المطرب الشعبي الكبير محمد رشدي حينما لحن له في منتصف الستينيات «عدوية – تحت الشجر يا وهيبة – ع الرملة» وغيرها من الروائع ولحن لمحمد العزبي «عيون بهية» أشهر أغانيه علي الإطلاق التي غناها عام 1971.
ولحن للمطرب الراحل محرم فؤاد العديد من الأغنيات الناجحة منها: «سلامات يا حبايب – آدي حالك يا هوا – تعب القلوب – يا غزال اسكندراني». واكتشف بليغ حمدي المطربة السورية ميادة الحناوي في أوائل الثمانينيات ولحن لها «الحب اللي كان – فاتت سنة – حبينا واتحبينا.”
كان لبليغ حمدي موقف رائع بمجرد نشوب حرب النصر في أكتوبر 73 أصر بليغ علي دخول مبني ماسبيرو منذ الساعات الأولي للحرب ليبدع روائع وطنية تعبر عن الحدث في نشيد «بسم الله» الذي لحنه يوم 6 أكتوبر 73 و«على الربابة» لوردة، و«عبر الهزيمة» لشادية.
يظل بليغ حمدي رمزا للإبداع المتدفق في عالم التلحين والأغاني التي لحنها كانت سابقة عصرها بل ومواكبة لكل عصر.. رحم الله بليغ حمدي في ذكرى رحيله الـ22.
بوابة الوفد