لمياء المقدم
أفاقت هولندا صباح أمس على صدمة جديدة تمثلت في إقدام أحد أهم كتابها وأكثرهم شعبية، يوست زفاخرمان (51 عاما)، على الانتحار في الليلة الفاصلة بين الثلاثاء 8 والاربعاء 9 أيلول/سبتمبر 2015. قبلها بشهرين تقريبا انتحر كاتب وشاعر هولندي آخر اسمه روجي فيخ، وهو صديق مقرب من زفاخرمان، الذي نعاه في قصيدة قال فيها: «صديقي روجي لم يمت، حتى وان كانت هذه آخر رغباته».
ويوست زفاخرمان واحد من أكثر الكتّاب شعبية الى جانب الروائيين أرنون غرونبرخ ـ صاحب رواية «تيرزة» الشهيرة، الذي عاش فترة في العراق حيث عمل مراسلا للصحف الهولندية، ويتكلم اللغة العربية، والروائية المعروفة كوني بالمن، صاحبة أكثر الكتب مبيعا (صدرت لها منذ أسبوع رواية تتناول حياة سيلفيا بلاث).
تُرجمت أعمال زفاخرمان إلى الألمانية والفرنسية والهنغارية واليابانية، والتشيكية. وحصل في العام 2008 على جائزة السعفة الذهبية الأدبية الهولندية عن مجمل أعماله. وبرغم أنه أصدر أول عمل روائي له عام 1986، إلا أن شهرته بدأت مع رواية «ضوء خادع» الصادرة عام 1991، والتي حققت أكبر المبيعات، وتحولت لاحقا الى فيلم، وفي 1994 صدرت له رواية «إمرأة الخارج» التي بيع منها أكثر من 300 ألف نسخة.
إلى جانب أعماله الأدبية، كان زفاخرمان يكتب الشعر وله زوايا ثابتة في صحف هولندية عدة، من بينها صحيفة الشعب، وإن إر سي، وهولندا الحرة، وعرف عنه حبه وولعه الشديد بالفن والموسيقى، وزادت شهرته إثر مشاركته في فقرة ثابتة في برنامج منوعات تلفزيوني يومي يدعى”العالم يستمر في الدوران” يتحدث فيها عن الفن والجمال.
في عام 2012 تحدث زفاخرمان لأول مرة للصحف الهولندية عن مرض الاكتئاب الذي يعاني منه قائلا: «أحيانا تنهض قائلا: ماذا بقي لأنهض من أجله في هذا العالم؟». وفي حوار لاحق له وصف زفاخرمان الانتحار بانه «خاطرة الرحمة» التي بامكانك أن تهرب إليها دائما، عندما لا يقدر شيء على مواساتك». قبل أشهر قليلة من وفاته، وهب زفاخرمان أعماله الادبية لمتحف الأدب في أمستردام، الحركة التي اثارت فضول وانتباه الكثيرين، لكن لا أحد توقع موته المفاجئ بعد أشهر قليلة من انتحار صديق مقرب له، وكاتب هولندي آخر هو روجي فيخ، الذي وضع حدا لحياته في الخامس عشر من تموز/يوليو 2015، عن سن 52 سنة.
لزفاخرمان رواية عنوانها «ستة نجوم» تدور حول الانتحار، كما أصدر ديوان شعر بعنوان «بيديك» ويتناول فيه أيضا ثيمة الموت والانتحار.
السفير