بذلت دار نورشتيدس السويدية للنشر قصارى جهدها لإحاطة التكملة المرتقبة لسلسة الروايات البوليسية «ميلينيوم» بالسرية التامة، بعد 11 عاما على وفاة مؤلفها.
ويترافق هذا الكتاب الواقع في 500 صفحة مع انتقادات كثيرة في حين لم يطلع عليه أي شخص باستثناء حفنة من الناشرين والمترجمين. واكتفت دار النشر ببعض التفاصيل القليلة.
وفي مقدمة المنتقدين ايفا غابرييلسن التي عاشت 32 عاما مع ستيغ لارشن مؤلف الأجزاء الثلاثة الأولى التي صدرت بين عامي 2005 و2007. وقد استبعدت من تركته لأنهما لم يكونا متزوجين ولم تتمكن من التوصل إلى اتفاق مع شقيقه ووالده وهما ورثته.
ولن تحصل من خلال الجزء الجديد وهو بعنوان «الشيء الذي لا يقتلنا» على أي مردود كما كانت الحال بالنسبة للثلاثية الأولى التي عرفت نجاحا هائلا توج باقتباسات سينمائية في السويد وهوليوود.
والرواية الجديدة من توقيع ديفيد لاغيركرنتز الذي وضع السيرة الذاتية للاعب كرة القدم السويدي زلاتان ابراهيموفيتش.
وقد اتخذت كل الاحتياطات خلال مراحل إعداد الكتاب. فقد استخدم الكاتب حاسوبا غير موصول بالإنترنت لكتابة تكملة مغامرات ليزبيث سالاندر التي تتمتع بموهبة خارقة لكنها عاجزة عن التواصل اجتماعيا ومايكل بلومكفيست الصحافي الاستقصائي.
وقالت ليندا التروف بيرغ الناطقة باسم دار النشر «لقد رأينا كيف تمت قرصنة «سوني بيكتشرز« في العام 2013 وأردنا تجنب ذلك.”
وأضافت «هذا زاد الكلفة علينا». فمن أجل ترجمة الكتاب سلمت الراوية باليد إلى دور النشر التي كانت تحظى بحقوق الترجمة للأجزاء الثلاثة الأولى.
وقد وقعت الكثير من الاتفاقيات التي تلزم بالسرية التامة ولا يمكن نشر أي مقابلة مع ديفيد لاغيركرانتز قبل صدور الكتاب.
ومنذ البداية لم يرق المشروع للأشخاص الذين يعتبرون أن نورشتيدس وورثة ستيغ لارشن وديفيد لاغيركرانتز يستغلون النجاح الذي حققته أعمال لارشن السابقة. ففي صحيفة «داغنز نييتر» اعتبر اصدقاء طفولة لستيغ لارشن أنها «عملية نهب لقبره«.
أما التروف بيرغ فتؤكد أن الكتاب الجديد لا يسيء إلى ذكرى ستيغ لارشن لأن ديفيد لاغيركرانتز «ليس كاتبا مأجورا قلد اسلوب ستيغ. بل هذا العمل هو كتابه الخاص«.
إلا أن ايفا غابرييلسن فتعتبر أن تحقيق الأرباح هو الذي يقف وراء صدور هذا الكتاب الجديد. وقد ردت الناطقة باسم دار النشر بالقول «كل دار نشر في العالم تصدر الكتب لكسب المال. فهي ليست جمعيات خيرية«.
ولم يرشح أي شيء عن المبيعات المتوقعة. ويعرف فقط أن ورثة لارشن سيقدمون عائداتهم من الكتاب إلى مجلة «اكسبو» المناهضة للعنصرية التي شارك ستيغ لارشن بتأسيسها.
ويعتبر ماتس سفنسن الناقد الادبي أن الكتاب يعكس السياسات التجارية الهجومية المعتمدة في أوساط النشر في السويد.
ويقول «دور النشر السويدية الكبيرة شأنها في ذلك شأن دور النشر في الدول الناطقة بالأنكليزية، بدأت اكثر فأكثر تدار على أنها شركات عادية مع إلزام بتحقيق العائدات العالية. نورشتيدس انتقلت من شركة لانتاج الكتب الى شركة لتحقيق الربح«.
وتؤكد ساره كارهولم أستاذة الادب في جامعة لوند «انه كتاب أراده الورثة والناشر فهم يريدون الاستمرار بتحقيق الارباح بالاستناد الى النجاح الذي حققته الثلاثية الاولى.”
وتعتبر أن الرواية الجديدة لن تواجه مشاكل في جذب القراء «لأن ثمة اشخاصا كثر احبوا الشخصيات (..) ويريدون ان يعرفوا ما حل بها”.
وتضيف «يمكن مقارنة تكملة ميلينيوم بموسم جديد في مسلسل تلفزيوني فثمة مطالبة بتكملة لان المشاهدين يريدون ان يستمروا في متابعة الشخصيات”.
وتؤكد دار النشر أنها لا تفكر في جزء خامس محتمل وهي تحاول قبل أيام قليلة من صدور الكتاب أن تخفف من التوتر قبل مواجهة النقاد مؤكدة «أنه مجرد كتب ولنترك الحكم للقراء”
وقد طبعت 2,7 مليون نسخة من الكتاب الجديد في 25 دولة. وكانت بيعت أكثر من 80 مليون نسخة من الأجزاء الثلاثة الأولى. ومن المتوقع أن يصدر الكتاب في شهر سبتمبر الجاري.
المستقبل