*مهند النابلسي
خاص ( ثقافات )
تجري أحداث فيلم الرسوم المتحركة هذا، في تضاريس جبال الأنديز الشهيرة بأمريكا الجنوبية، وبأزمنة سحيقة للأمبراطوريات القديمة، حيث يتحول الإمبراطور الشاب “كوزكو” إلى حيوان “اللاما” الشهير، بعد أن تسحره امرأة شريرة (يازما) بهدف الاستيلاء على عرشه، وبعد أن يتوه ضائعا في الغابات، يتعرف بمحض الصدفة على مزارع بسيط يدعى “باشا” حيث يعده بتقديم المساعدة، وبعد سلسلة شيقة من المغامرات، يتمكن الصديقان من تحقيق هدفهما.
“الحيز الجديد للإمبراطور” هو فيلم تحريك جميل من إنتاج “والت ديزني”، وإخراج “مارك ديمدال”، وتأليف جوناثان روبرتس ودافيد رينولدز، مع أصوات الممثلين دايفيد سبايد وجون غودمان وايرثا كيث.
ربما تمثلت فكرة فيلم التحريك الطريفة هذا بفكرة تقديم جماليات القارة الأمريكية الجنوبية (لأول مرة) قبل وصول كولومبس اليها، وهنا تكمن أهمية هذا الشريط وريادة فكرته، ويبدو العمل ناجحا وممتعا بفضل الإخراج الرائع للمشاهد المتتابعة ، وبفضل الموسيقى التصويرية الملائمة ، التي لعبت دورا تكامليا جوهريا (وضعها المؤلف الموسيقي والمغني ستينغ).
يتميز الفيلم بالمشاهد الطريفة الجذابة والحوارات الكوميدية السلسة، ويظهر الممثلون وكأنهم انغمسوا بالشخصيات وتماثلوا معها، لدرجة عالية من الصدقية والجمالية الاحترافية، بحيث بتنا لا نصدق انفصال الأداء الصوتي عن “الشخصيات الكرتونية” التي بدت حية تنبض بالطاقة والتفاعل.
ينغمس “الإمبراطور المسحور” مع صديقه الفلاح بمتاهة في الأدغال والتضاريس الساحرة، حيث ينقذه من مخاطر جمة تمثل بعضها بمجموعة جائعة من الفهود المفترسة، وكذلك من العقارب والوطاويط، ومن دهاء ومثابرة الساحرة “يازما” (الطامحة بالسلطة) ومساعدها “كرونك”، كما يقوده برحلة حافلة بالمخاطر (عبر تضاريس جبال الأنديز الخطرة) تستغرق أربعة ايام للوصول إلى بر الأمان، ليعود فيتحول ثانية لأمبراطور “متواضع”، يبني كوخا صيفيا بسيطا للعيش بجانب منزل المزارع المخلص “باشا” وعائلته، وبدلا من القضاء على الشريرة يازما ومعاونها كرونك كما نشاهد عادة في الأفلام، يتحولان إلى كشاف بسيط وهريرة صغيرة (وبهذه النهاية السعيدة، يحقق الفيلم متعة المشاهدة للكبار والصغار معا)!.
تمثلت نقطة ضعف الفيلم بتجاهل حضارة الآنكا المذهلة، وظهرت بعض اللقطات متسرعة، وربما حدث ذلك بقصد إخفاء الوجه البراق لهذه الحضارة “الاستثنائية ” البائدة!.
_____
*كاتب وناقد سينمائي من الأردن.