«ميتشل» يدفن كتابه الجديد


*كريستا واتسن – ترجمة: محمد الضبع


الكاتب الشهير صاحب رواية “سحابة أطلس”، و”ساعات العظم” ديڤيد ميتشل، قام بكتابة مسودة جديدة، ولكن الكتاب سيظل غير قابل للنشر، وغير قابل للقراءة حتى تنمو ١٠٠٠ شجرة نرويجية.
تم وضع عمل الكاتب ميتشل ضمن مشروع مكتبة المستقبل، ليتم حفظه ككبسولة زمنية للكتب، ويعتبر ميتشل الكاتب الثاني الذي يقدم كتابه لمكتبة أوسلو العامة بعد مارغريت أتوود في كتابها “قمر مخربش”، فيما كان مشروع مكتبة المستقبل فكرة الفنانة الاسكتلندية كيتي باتيرسون.
وتكمن أهمية هذا المشروع في المراهنة على بقاء الكتب الورقية حتى ذلك الوقت من الزمن، حيث سيُقرأ كتاب ميتشل سنة ٢١١٤، عندما تنمو تلك الأشجار حديثة الولادة، وتقطع لتوفر الورق اللازم لطباعة الكتاب، كل كاتب سيقوم بتسلق بقعة في الغابة فوق مدينة أوسلو، ليسلّم مسودة كتابه في مراسم سريعة.
وتحدث ميتشل إلى صحيفة الغارديان قائلًا: “كل شيء يخبرنا كبشر أننا ملعونون، ولكن مكتبة المستقبل تعتبر مرشحة ممكنة لمستقبل أفضل. إنها تبث الأمل لتجعلنا نشعر أننا أكثر مرونة مما نظن: أننا سنبقى هنا، وستبقى الأشجار، وستبقى الكتب، والقراءة، والحضارة.”
الكتّاب المختارون للمشاركة في مكتبة المستقبل يحق لهم الكتابة عن أي شيء يختارونه، وبأي لغة يفضلونها، القاعدة الوحيدة هي أنه لا يحق لهم الحديث عن محتوى مسوداتهم لأيٍ كان، وعليهم أن يحضروا معهم نسخة مطبوعة خلال مراسم دفن النصوص.
انتهى ميتشل من الكتاب عند الواحدة صباحًا في اليوم الذي غادر فيه إلى النرويج، حيث سلم نسخته المطبوعة يوم السبت الثامن والعشرين من مايو في الغابة.
تقول ليسا لو فيڤر: “علينا أن نثق بما قاموا بكتابته، لا أحد سيعلم من معاصريك أنك ربما قمت بكتابة الأحرف الأبجدية ١٠٠ مرة فقط لتنهي الكتاب. هل سيهتم الكاتب لاتهامه بعد ١٠٠ سنة بأنه كسول بعد، وهو لا يستطيع حتى سماع هذا النقد؟”.
____
*جريدة الرياض

شاهد أيضاً

أول رسالة دكتوراة رقمية تفاعلية في الأدب العربي

(ثقافات) أوَّل رسالة دكتوراة رقمية تفاعلية في الأدب العربي: أركيولوجيا الصورة في رحلة ابن بطوطة …

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *