الأديب جمال الغيطاني يغالب المرض بالتجليات


توافد عشاق الأديب الكبير جمال الغيطاني ومريدوه وجمهور الأدب والثقافة في مصر على زيارته في المستشفى والدعاء له بالشفاء العاجل بعد تعرضه لذبحة صدرية أخيراً ودخوله في غيبوبة استدعت وضعه على أجهزة التنفس الصناعي. وكان وزير الثقافة عبدالواحد النبوي والأمين العام للمجلس الأعلى للثقافة قد زاره.

أوضحت التقارير الطبية لحظة دخول جمال الغيطاني مستشفى الجلاء العسكري أنه تعرض لذبحة صدرية حادة أدت إلى توقف القلب لمدة ربع ساعة، أثرت على وظائف أعضاء الجسم المختلفة، وقام الأطباء بعمل تنشيط لعضلة القلب أدى لعودة القلب لنشاطه،وكأن الغيطاني يغالب المرض بتجليات الإبداع على جمهوره.
ويعد الغيطاني «9 مايو 1945» صاحب مشروع روائي فريد استلهم فيه التراث المصري ليخلق عالماً روائياً جديداً ويعد أحد أكثر التجارب الروائية نضجاً وقد أدى تأثره بصديقه وأستاذه الكاتب نجيب محفوظ دوراً أساسياً لبلوغه هذه المرحلة مع اطلاعه الموسوعي على الأدب القديم وساهم في إحياء كثير من النصوص العربية المنسية وإعادة اكتشاف الأدب العربي القديم بنظرة معاصرة جادة.
ولد جمال في جهينة، أحد مراكز محافظة سوهاج ضمن صعيد مصر، حيث تلقى تعليمه الابتدائي في مدرسة عبد الرحمن كتخدا، وأكمله في مدرسة الجمالية الابتدائية، في عام 1959 أنهى الإعدادية من مدرسة محمد علي الإعدادية، ثم التحق بمدرسة الفنون والصنائع بالعباسية وتعلم فن تصميم السجاد ليلتحق بعدها بالعمل كرسام في المؤسسة المصرية العامة للتعاون الإنتاجي حيث استمر بالعمل مع المؤسسة إلى عام 1965، تم اعتقاله في أكتوبر 1966 على خلفيات سياسية، وأطلق سراحه في مارس 1967، حيث عمل سكرتيرا للجمعية التعاونية المصرية لصناع وفناني خان الخليلي.
في عام 1969 عرض عليه محمود أمين العالم الذي كان رئيسا لمؤسسة أخبار اليوم وقتها، أن ينتقل للعمل في بلاط صاحبة الجلالة، وحقق نجاحاً كبيراً حيث عمل كمحرر عسكري لجريدة الأخبار، وقام بتغطية أخبار حرب الاستنزاف، وحرب أكتوبر 73، وصولا إلى حرب إيران والعراق في الفترة من 1980 إلى 1988، وفي عام 1985 أصبح محررا أدبيا بجريدة الأخبار، وبعدها رئيسًا لتحرير {كتاب اليوم}، ثم رئيسًا لتحرير أخبار الأدب مع صدورها عام 1993.
حصل الغيطاني على كثير من الجوائز منها:
– جائزة الدولة التشجيعية للرواية.
– جائزة سلطان بن علي العويس.
– وسام العلوم والفنون من الطبقة الأولى.
– وسام الاستحقاق الفرنسي من طبقة فارس، جائزة لورباتليون لأفضل عمل أدبي مترجم إلى الفرنسية عن روايته التجليات ، جائزة الدولة التقديرية عام 2007.
انفتحت تجربته الفنية في السنوات الأخيرة على العمل التلفزيوني مع الحفاظ على الملامح نفسها التي نجدها في الرواية، إذ كشف النقاب عن عالم آخر يعيش بيننا من المعمار والناس. يعتبر الغيطاني أحد أكثر الكتاب العرب شهرة على شبكة الإنترنت إذ إن معظم رواياته ومجموعاته القصصية متوافر في نسخات رقمية يسهل تبادلها أضافت بعداً جديداً إلى هذا الكاتب الذي جمع بين الأصالة العميقة والحداثة الواعية.
يذكر أن الغيطاني عندما بلغ الستين كتب على سبيل الاحتفال بستينه قصة قصيرة جدًا رأها كثر تصلح مدخلا لقراءة شخصيته.
تقول القصة: إن الغيطاني وهو طفل دون السادسة، ذهب لزيارة عائلته في جهينة بسوهاج، جلس شأن الأطفال يشاهد بعيون قاهرية طقوس الخبيز لدى الصعايدة، إحدى قريباته لم تجد شيئاً تسعرّ به نار الفرن سوى كتاب، كان الكتاب قديماً جداً، كاد قلبه يقفز خلف كتاب لا يعرف عنه شيئاً، ينهي الغيطاني القصة وهو يتحسس حلقه الذي طعنته غصة حرق كتاب في نار الفرن.
من مؤلفاته
«أوراق شاب عاش منذ ألف عام»، الذي لفت إليه أنظار النقاد بشدة بعدها توالت إبداعاته منها « متون الأهرام»، و»شطح المدينة»، و»سفر البنيان» التجليات «ثلاثة أسفار»، «دنا فتدلى»، «نثار المحو»، «خلسات الكرى»، وقائع حارة الزعفراني»، رواية الزيني بركات تحولت إلى مسلسل ناجح بطولة أحمد بدير، كما ترجمت الكثير من مؤلفاته إلى أكثر من لغة.
الجريدة الكويتية

شاهد أيضاً

أول رسالة دكتوراة رقمية تفاعلية في الأدب العربي

(ثقافات) أوَّل رسالة دكتوراة رقمية تفاعلية في الأدب العربي: أركيولوجيا الصورة في رحلة ابن بطوطة …

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *