الرواية السورية ..التجربة والمقولات النظرية


فيصل خرتش

يؤكد كتاب «الرواية السورية – التجربة والمقولات النظرية»، لمؤلفته الدكتورة شهلا العجيلي، أنه صار للرواية في سوريا قضاياها وفلسفتها، ذلك بسبب الأحداث التاريخية التي مرّت على الأمة العربية، من نكبة ونكسة وحروب واجتياحات، فضلاً عن التجارب الخاصة التي عاشتها سوريا داخليا، هذا عدا عن رياح المذاهب الفكرية والأطروحات والأيديولوجية التي هبت على ساح العرب، ولا سيما مع تطوّر علم السرد والشغل على أطروحاته، إذ بتنا أكثر جرأة في تناول قضاياها.

وتبين في الصدد، أنه كان ظهور رواية «المصابيح الزرق» لـ«حنا مينه»، نقطة انعطاف في تاريخ الرواية السورية، إذ يؤرّخ النقد بظهورها لظهور الرواية الواقعية في سوريا، والسبب الرئيسي الذي جعلها تشكّل انعطافاً تاريخياً – أدبياً، تحويلها مسار الرواية من السياق الرومانسي الذي كان سائداً إلى السياق الواقعي، وتبعت هذا النصّ مرحلة نهوض شهدت انطلاقها باتجاه تجارب فنية وفكرية واجتماعية عصريّة.
كما ان نصّ «مكاتيب الغرام» لحسيب كيالي، وحسب الكاتبة، نصّ حائر بين أن يكون فنياً روائياً أو فناً وعظياً.
وتشير المؤلفة انه استقطب أدب الضياع عدداً من الكتاب الشبان في سوريا، فمنذ أواخر خمسينيات القرن العشرين حتى حرب حزيران سنة 1967، ظهرت نصوص، مثل: «جيل القدر» و«ثائر محترف» لمطاع صفدي .. و«المهزمون» لـهاني الراهب، وفي «المنفى» لـجورج سالم.
وتبدو اليوم تجربة الضياع فقاعة تلاشت بالنسبة للرواية السورية. وتلفت المؤلفة الى انه طرح نصّ «المغمورون» لعبد السلام العجيلي رؤى متعدّدة، متوافقة ومتباينة ومتعارضة، وتخلّص النصّ من سلطة الواقع المباشرة، وأدخل الإنجاز الواقعي في السياق الفني، فصار مادة فنية..
كما أن نصّ نبيل سليمان «مدارات الشرق»، ينبني على أطروحة أيديولوجية واضحة، من دون أنّ يقدم قراءة جديدة أو رواية أخرى للتاريخ، ويفتقر النصّ إلى تعدد اللغات، حيث لا نجد سوى لغة واحدة للريف السوري المستغَل، في مواجهة لغة واحدة للمدينة المستغِلّة، وبناء على ذلك نجد عدم تمايز في المخزون الثقافي – الاجتماعي لتلك الفضاءات الجغرافية، وتجمّعاتها الاجتماعية..
وأفاد التقليدي في نصّ وليد إخلاصي «ملحمة القتل الصغرى»، من المفردات الحداثية نتيجة التزامن بين التقليدي والحداثي في الرواية منذ أواخر الستينيات في القرن الماضي.
البيان

شاهد أيضاً

“المثنوى”و”شمس” من كُنوز مَولانا الرُّومي

“المثنوى”و”شمس” من كُنوز مَولانا الرُّومي منال رضوان     المثنوى المعنوى، وديوان شمس لمولانا جلال …

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *