خاص
هاجس الحرية المفقودة يشكل ملمحا هاما، ورئيسا في رواية ” أوراق ميت”، الصادرة، عن ” دار ساوند ” بالقاهرة، للكاتب المصري ممدوح عبدالستار، حيث تتجمع عناصر هذا الفقد من خلال تداعيات العلاقات مع الواقع المحيط المرتبط بحقبة تاريخية، على نحو ما يصنع فكر الأزمة لشخص النص الرئيس، الذي تشكل رحلته أيضا مع المكان والزمان.
تدور أحداث رواية “أوراق ميت”، للروائي ممدوح عبدالستار، حول التاريخ الشفهي لبلدة “الدلجمون” في أواخر أيام الملك فاروق حتى أيام نكسة 1967، من خلال أسرة مصرية بسيطة، عائلها الحاج عبدالواحد صاحب سيارات النقل وتاجر العلف، والذي مات له ستة أولاد، ولم يرزق بذرية إلا بعد موت أولاده الستة، ليكون صبحي الابن الأول له.
ويكبر صبحي ويكون مع الثورة، ووالده مع الملكية، ويكون الصراع بين الفكرتين داخل الرواية، كل واحد من منظوره. كما تستعرض التاريخ الثوري، ومدى تعامل البشر العاديين مع القرارات الفوقية، وكيفية صياغتها، بما يتناسب مع واقعهم، الذي لا يعلمه أحد غيرهم، وأيضا التاريخ الشخصي لعبدالواحد وطريقة حياته، والتاريخ الشخصي لصبحي -الابن- من الطفولة حتى تاريخ النكسة.
كما نلاحظ في الرواية زخما من الأحداث الذي يؤجج صراعات تلك الأطراف المتشابكة، والتي تشهد بخلفياتها المختلطة بين العام، والخاص، على مرحلة من تاريخ وطن مرتبط بالثورة، ومن ثم مفهوم الحرية المفتقد في هذا الفضاء، المؤجج لفكر الثورة.
ويقول عنها الروائي إبراهيم عبدالمجيد في الغلاف الخلفي للرواية “في هذه الرواية صبوات للروح لشخصيات ريفية، تتوزع بين الغنى والفقر، بين التجار والمزارعين والبسطاء، في مجتمع تحركه ثورة يوليو، فيدفع بالطموحات للأجيال الجديدة، وتجسد الحيرة في الجيل الأقدم، ويتغير شكل المجتمع والناس، في الوقت الذي يتحرك فيه المجتمع وراء أهدافه. مسار، ومصير الوطن، هو أرض الرواية وعالمها، واللغة التي يقترها الكاتب تقتيرا، تعطي الجو حالة من الغرائبية الفاتنة”.
يذكر أن ممدوح عبدالستار، روائي وقاص مصري، ولد في الدلجمون عام 1960، صدرت له عدة أعمال منها: السمان يستريح في النهر، مقامات التفرد والأحوال، السامرى، ظلال. وقد حصل على عدة جوائز منها: جائزة إحسان عبدالقدوس في الرواية، وجائزة سعاد الصباح في القصة القصيرة، والرواية، بالإضافة إلى جائزة مجلة دبي الثقافية، وأخبار الأدب، ونادي القصة بالقاهرة.