مركبة فضائية تعمل باشعاعات الـ«مايكرويف» ولا تحتاج لأي وقود


نجحت مركبة فضائية خارقة تعمل باشعاعات الـ»مايكرويف» في الاختبارات الأولية، وبات من الممكن صناعة مركبات قادرة على غزو الفضاء وتعمل بالاشعاعات الصغيرة (مايكرويف) بدلا من الوقود التقليدي الذي كان أصلاً يسبب المشاكل لمركبات الفضاء بسبب إمكانية نفاده قبل أن تنهي المركبة رحلتها أو تصل إلى مقصدها.

وموجات الـ»مايكرويف» التي استخدمت في تجربة تشغيل المركبة الفضائية الأولى من نوعها في تاريخ العالم، هي ذاتها الموجات المستخدمة في المطبخ للاستخدامات المنزلية والتي تقوم بتسخين الطعام خلال فترة زمنية قياسية، إذ نجح العلماء المطورون للمركبة في ابتكار محركات تستقي الطاقة اللازمة للتشغيل من الحرارة التي تنبعث من موجات المايكرويف.
وقالت الشركة المطورة إنه «بفضل عدم الحاجة إلى حمل وقود على متن هذه المركبة فانها تكون ذات وزن خفيف وحجم صغير»، وهو ما يجعلها أكثر قدرة على التحليق لمدد طويلة، كما يجعل من الممكن إعادة استخدامها لأكثر من مرة خلافاً للمركبات الفضائية التقليدية التي يستخدمها رواد الفضاء حالياً، والتي تكلف مبالغ مالية باهظة.
وأكدت شركة (Escape Dynamics) الأمريكية التي طورت المركبة إن الاختبارات الأولية تمت بنجاح، فقد نجحت المحركات في المركبة المبتكرة في استسقاء الطاقة من موجات المايكرويف، مشيرة إلى أن الأداء الذي تحقق في التجربة كان عظيماً وفاق التوقعات السابقة، كما أنه تجاوز أداء الصواريخ التي تعمل بما يسميه العلماء «الاحتراق الكيميائي». 
وشرحت الشركة الأمريكية المطورة كيفية تحويل موجات المايكرويف إلى طاقة، حيث أشارت إلى أنه يتم بث الموجات لاسلكيا إلى مركز تحويل حراري موجود على متن المركبة، على أن الموجات تصل إلى المركز خلال عملية الانطلاق من نقاط بث موجودة على الأرض، ومن ثم تتحول إلى طاقة تقوم بتشغيل المركبة الفضائية خلال الرحلة.
وبدلاً من الاحتراق الكيميائي المستخدم في الصواريخ التي تصعد إلى الفضاء، فان المركبة الجديدة تحصل على قوة الدفع من خلال حركة الهيدروجين الذي يتم تسخينه بواسطة موجات «المايكرويف»، فيتم تسخينه في مركز التحول الحراري الذي يقوم باستقبال موجات «المايكرويف» ومن ثم يتحول إلى وقود عالي الجودة وينتج كمية كبيرة من الطاقة التي يتم استخدامها في عملية دفع وتحريك المركبة الفضائية.

وبعد أن تصل المركبة الفضائية إلى مدارها وتستقر فيه، تقوم بالانزلاق مرة أخرى إلى الخلف، ومن ثم تقوم بالاستعداد مجدداً من أجل الانطلاق في رحلة فضائية جديدة.
وبحسب التجارب الناجحة التي اجريت على التكنولوجيا الجديدة حتى الان فقد تمكن مركز التحويل الحراري الموجود في المركبة من التقاط نحو 90٪ من إشعاعات «الميكرويف» التي يتم ارسالها له، وهو ما يعني أن نسبة الفاقد في الاشعاعات المستخدمة يعتبر متدنياً ولا يزيد عن 10٪ فقط. وقالت رئيس شركة (Escape Dynamics) ليتيتيا جاريوت: «بهذه التكنولوجيا الجديدة نستطيع أن نطرح في السوق وبشكل فريد جداً مركبة فضائية قابلة لاعادة الاستعمال، كما أنها يمكن أن تصل إلى مدارها بمرحلة واحدة، وتخفض تكلفة السفر إلى الفضاء بصورة كبيرة جداً. كما يمكن أن تنشر في الفضاء حمولة تصل إلى 200 كيلو غراماً».
وأجريت التجارب على المركبة الفضائية الجديدة في ولاية كولارادو الأمريكية، حيث تمكنت من التفوق على الصواريخ التي تعمل بالاحتراق الكيميائي والتي تستخدم في غزو الفضاء، أو في عمليات إرسال الكبسولات الفضائية إلى مداراتها. 
وتعتبر هذه التكنولوجيا الجديدة تطورا ثوريا في عالم غزو الفضاء، كما تمثل وسيلة جديدة لابتكار الطاقة عالية الجودة والأداء، فضلا عن أنها تؤدي إلى خفض التكاليف المترتبة على غزو الفضاء بصورة كبيرة وحادة.
______
*وكالات

شاهد أيضاً

كيف تعلمت الحواسيب الكتابة: تطور الذكاء الاصطناعي وتأثيره في الأدب

كيف تعلمت الحواسيب الكتابة: تطور الذكاء الاصطناعي وتأثيره في الأدب مولود بن زادي في كتابه …

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *