*عبد السلام عطاري
( ثقافات )
لا شيءَ جديد أذكرهُ لك، لا شيءَ يستحقُ أنْ نبذلَ ما بوسعِنا من كاتمِ الكلام، وتنمو على شفتيّ أزهارُ معانيكَ التي كانت في طريقِها إلى الله تبحثُ عن مصيرِها، وتصعدُ من غيرِ سوء، تومضُ إذ صارتِ العتمةُ ظلّ غياب طويل عن قراءةِ تعويذةِ القولِ المبينِ الذي تركتُه بين دفتي كتاب، يثيرُ غضبَ السؤالِ الذي ما زالَ الجوابُ المائعُ يسيلُ بلزوجةٍ تكتمُ الشفتينِ؛ كلما أعّدْتَ علينا خطأنا المقصودَ؛ المنقوعَ بالخوفِ؛ والمبللَ بالخذلان.
كم مرّةٍ وقفت فينا وناديت من خلفِ طورِك، وأعَدْتَ علينا النّديّةَ التي تنقذُنا وتكونُ منفذَنا إلى وادِ الخلاص، وقلتَ لا بأسَ إن زرعتُم حنطتكَم في رحمِ الأرضِ البتولِ، وناجيتم سُحبَ السماءِ أن تَتَهَطّل بمائِها حرثكم؛ فهذا البحرُ اتساعُ المدّ فسيحوا في مراكب الخلاصِ واحرثوا ماءَه لتورقَ الموجةُ يقطينَها وتستظلوا إن استقرتِ الشمسُ بجرنِ النّار لتطفئوا ظمأها بكؤوسٍ من فَخّار.
قُلنا ما أصبرَنا على الجوع، وعلى ظُلمِ ذوي القربى، والسنواتُ لا قطاف فيها، والمواسمُ عجافٌ منذ أن زرعتَ في الأرضِ جنتَنا، وقضيتَ أجلَك المفخخَ بالحبّ لأجلِها.
وتشيرُ ثانيةً وخامسةً وتعبرُ سنينَ عَددًا وأبدًا، والعدّادُ يضربُ أرقامًا تقيسُ الزمنَ المنسيَ من ذاكرتِنا، ونستدرجُ التاريخَ ثانيةً من ساعةِ ما زالت تدقُ نبضَ مِعصمك العَفيِّ الذي أنزلَ علينا تعاليمَ كيف تكونُ قبضةُ اليّدِ المُضرّجةِ بالأملِ وتدّقُ جدرانَ الخزانِ وعتمتُنا المُطلقةُ في متوالياتِ النكوصِ المُتماثل بالنقصانِ الذي يزيد كُلّما عَبرنا ذكراك.
___________________________________
رام الله 8/7/2015