*ديبورا كوباكين/ ترجمة : آماليا داود
خاص- ( ثقافات )
تشهير وشتائم وعدم احترام : مرحبا بكم في الحياة الأدبية في أمريكا للمؤلفات الإناث في القرن الحادي والعشرين.
عندما رشحت روايتي الاخيرة لجائزة المرأة البريطانية للرواية التي تعرف رسمياً بجائزة اورواج ، انزعجت كثيراً و قمت بالبحث عن الجائزة ووجدت أن الجائزة تأسست رداً على جائزة البوكر عام 1991 وكان جميع المرشحين من الرجال، من المثير للجدل حاجتنا لجائزة منفصلة للكاتبات.
” جائزة اورواج هي خدعة تمييز جنسية ” هكذا وصفها الأديب تيم لوت ، “الماضي ذهب تجاوزوا ذلك”، ويمكننا أن نستعرض في مجال هذا الحديث عدد المراجعات للكتاب أكثر من الكاتبات وعدد المراجعين الرجال أكثر من النساء ، إذن باختصار الرجال ما زالوا متحكمين في الأذواق والثقافة والمستفيدين من أي اهتمام بالكتب.
لقد أعلنت أن هذه القضية هي معركتي الشخصية ، رغم كل التحذيرات بأن لا أفعل ذلك ، وأن هذا الفعل هو انتحار وظيفي ، والتحدث علناً ضد المؤسسة الأدبية سوف يشوه سمعتي ، لكن لم أهتم وأعتقد بالذي كتبته كارول هانيسش عام 1969 عندما استخدمت مصطلح ” الشخصي هو السياسي” وهو حجة سياسية استخدمتها الحركة الطلابية وبعدها الحركة النسوية في ستينات القرن الماضي وتشدد على الربط بين التجربة الشخصية والبنى الاجتماعية والسياسية الكبرى .
ولذلك دعونا نلقي نظرة على حياتي وعلى ما يسمى بـ”النسوية ” في الآداب والفنون.
ولدت في الستينات في فجر الثورة ، ومن المفترض أن نحقق نتائج أكبر من حبوب منع الحمل وحمالات الصدر.
وفي عام 1988 تعرضت للاغتصاب قبل يوم من تخرجي من الجامعة ، وفي صباح اليوم التالي توجهت إلى الخدمات الصحية للإبلاغ عن الجريمة ، نصحتني المختصة النفسية بعدم توجيه اتهامات وقالت ” سوف يشوهون سمعتك ” و لم أكن اريد تشويه سمعتي لدي حياة لأعيشها”.
بعد خمسة وعشرين عاماً كنت اشاهد برنامجاً عن تأثير الاغتصاب و كانت من وجهة نظر المغتصب وليس من وجهة نظر الضحية ، اكتشفت أن شيئاً لم يتغير وتمنيت لو كنت شجاعة و رفعت دعوى حينها ، و قررت البحث على الانترنت عن اسم الشخص الذي اغتصبني واكتشفت انه شخص ناجح ولديه زوجة ويعيش حياة طبيعية.
في عام 1989 عندما كان عمري 23 عاما كنت مصورة حرب وشاركت في مهرجان “فيزا للصورة فى بربينيان” وشاركتني في المعرض المصورة الكسندرا أفاكيان ودعينا وقتها ” فتيات على خطوط الجبهة” من بين 26 مصوراً مشاركين بهذا المهرجان نحن النساء الوحيدات.
في عام 1999 بعت الكتاب الأول لراندوم هاوس وهو مذكرات لسنوات حياتي كمصورة حرب ، وشعرت بسعادة بالغة : وظيفة جديدة ، الاعتماد على الذات وأصبح لدي الوقت لأعمل على كتاباتي أكثر ، وبيع الكتاب على أساس تسمية أول فصل بعاهرة الأخبار وهي إهانة نلقب بها من الرجال وأحياناً من النساء أيضاً ، وهذا مزيج من العار والفكاهة السوداء ، بالطبع راندوم هاوس وضعت العنوان الذي لم يعجبني للكتاب والغلاف كان رسماً كرتونيا لجذع فتاة تضع الكاميرا في أسفل الصورة ، ولقد قلت لهم اني التقطت الصورة بعينيّ وليس عن طريق عضو آخر في جسمي ، ولقد غيرت الغلاف بعد مناقشات طويلة معهم.
والآن كل المراجعات النقدية لكتبي تشير إلي بكلمة ” ربة المنزل” أو ” معركة باربي ” أو ” أم تحت التدريب ” ، بشكل عام المراجعات النقدية لكتبي جيدة بعيداً عن تلك الألقاب لكن المحاولات لاغتيال شخصيتي مكثفة ، في اجتماعات بريل والمراجعة النقدية للكتب من قبل المرأة ، تكلمت عن الاغتصاب الذي تعرضت له وجرائم أخرى تعرضت لها على أيدي الرجال مثل السطو وضربة قاضية إلى الجمجمة من مدمن مخدرات ، وبعد تلك الجلسة تعرضت لتشويه سمعة وتشهير ، وبعض الإشاعات تروج إلى أنني إهانة للنساء لأنني تخليت عن مهنة واعدة، والحقيقة عكس ذلك فكتابي من أكثر الكتب مبيعاً ويدرس في كليات الصحافة ، وأنا لم أترك مهنة واعدة كانت تنتظرني بل بدأت شيئاً جديداً ، وبدأت بالظهور على التلفاز وبرامج الواقع والإنترنت ، قبل أن أصبح موضوع الزوجة المغتصبة وربة المنزل والباربي وإهانة النسوية، وأنا بكلامي هذا لا أطلب ردة فعل من الناس لكن لا أريد أن لا يتم تشويه سمعتي بصورة منتظمة وأطالب بإعادة النظر بالمراجعات النقدية للكاتبات ، فهل مثلاً نطلق على الكتاب الرجال مصطلح “أب يبقى في المنزل ” اسأل هذا السؤال والكثير من الأسئلة المشابهة.
لا توجد تغطية تسويقية لائقة للكاتبات هذا بالإضافة إلى الشتائم و الفضائح والتنابز بالألقاب ، واختيار أغلفة غير هادفة على الرغم من تطلعاتي الأدبية العالية بدأت معنوياتي تنخفض ، وسألت نفسي عن كل شيء : قدراتي مستقبلي حياتي ؟ هذا ما يفعله التمييز على أساس الجنس الشعور بالجنون والرغبة في التكافؤ الميؤوس من تحقيقه أكثر من أي وقت مضى ، لكني سوف أدافع عن حقوقي وحقوق الكاتبات فلا يوجد لدي ما أخسره.
أكثر الكلمات التي لاحقتني في حياتي ” سوف يشوهون سمعتك” ، لقد وعدني المحرر في قسم المراجعات النقدية في مجلة نيويورك تايمز بمراجعة نقدية لروايتي لكن بعد ثمانية شهور من وعده لم أجد أية مراجعة لكتبي، وكما كتب فوكنر “إن الماضي لم يمت، إنه حتى لم يمضِ” .
أخيراً أنا فخورة بترشيحي لجائزة أدبية بريطانية مرموقة تعطى فقط للكاتبات، وأنا كقارئة ممتنة جداً لتعريفي بالكاتبات ، وهذه الجائزة لها مصداقية وليست خدعة جنسية على العكس من ذلك إنها نتيجة قرون من التمييز على أساس الجنس والإقصاء والتحيز الثقافي والتجاهل ، ولهذه الأسباب طلب الناشرون من ج.ك رولينج أن تستخدم الاختصار في اسمها الأول بدل جوان و لهذا السبب استخدمت ماري آن إيفانس اسمها المستعار جورج إليوت ، و لهذا كتب الشاعر روبرت سوثي للأديبة شارلوت برونتي :” الأدب لا يمكن أن يكون في أعمال المرأة ولا ينبغي أن يكون ” لذلك في الواقع أنا أفكر في تأسيس جائزة مماثلة للنساء في الولايات المتحدة على أن تعطى لمرة واحدة في السنة لحين تحقق التكافؤ في مجال الفنون.
__________
thenation.com