قصائد للهولندي (فيم هوفمان)


*ترجمة: ميادة خليل
فيم هوفمان: كاتب وشاعر ومصمم هولندي ولد في 1941. ترجم أعمال الشاعر جاك بريفير الى الهولندية. حصل على جوائز محلية عديدة منها جائزة الزرافة الذهبية عام 1998 عن مجموعته الشعرية “أسود مثل الحبر” وجائزة زيوسه عام 2000 عن اعماله الفنية وتصميماته. شعره أو نثره يمتاز بشكله الفريد. شكل يجمع فيه ذكرياته, طفولته, والده, البيئة في زيلاند حيث عاش. بمرح أو سخرية, بجدية أو لطف. بأمكان هوفمان أن يجمع كل هذا في قصيدة واحدة.. (ميادة خليل).

قصائده:

أبي

يوم أمس أصبح عمره تسعين عاماً
والآن هو مستلقٍ على سريره
هكذا بدأ خريف عمره الواحد والتسعون
الشمس أشرقت من خلال النافذة على ورق الجدران
وعلى لوحة تطريز صنعها بنفسه ذات مرة:
صورة زيتية لخوخ وعنب أخضر مؤطر بإطار مذهب.
الليل, كما يقول:
الليل هو الأسوء.
يصيح, إنه متعب.
لا يحب أن يقول شيئاً, مع أنك تظن أنه لم يقل كل شيء.
شعر أبيض خشن
يبرز من بين الشراشف بسرعة وجاذبية.
نَم يا أبي,
أحلُم بشيء جميل
أجمل شيء رأيته طوال حياتك القصيرة,
شمس الغروب بلونها الذي يشبه عصير التوت في فليسينن,
الإنارة في الليل فوق البحر قرب الأسماك.
القمر وكأنه سمكة فضية قفزت من السماء.
في اللحظة التي كنت تعض فيها السمكة
يحدث شيء غير متوقع,
كما لو أنها تريد أن تقول:
مرحباً هوفمان,
هل لا زلت هناك!

ملاحظات للسفر

إذهب الى F
لأنها مكان هادئ جداً, قالوا,
وهكذا هو فعلاً.
ولأن الشمس تشرق هناك.
لأن السماء هناك بلون العزلة.
لأن البحر هناك
سيكون لديك بحر وصخور.
الموجات تتحرك,
لكنها لا تعاني من المشاعر.
ليس لأنها هناك
هي كانت هناك
لأن المكان هادئ هناك.
لأن أحدهم قال:
الشوارع هناك فارغة.
لديك البحر والصخور.
وعند انخفاض مستوى المياه هناك شاطئ صغير
حقاً ستحب ذلك.
أو شيء من هذا القبيل.

تجلس تحت الشمس
على الرمال البيضاء
ترفع تنورتها الى أعلى
لأشعة الشمس,
وليس من أجلي.
رأيتها هناك
لكنها لم ترني.
لا تنظر الى من حولها.
أخذت بعض الرمال
وظلت تنظر لها وهي تهرب
من بين أصابعها.

إهدأ, المكان هو F
خاصة في الليل
عندما تنظر من النافذة.
القمر ينزل هناك ببطء على البحر.
بنعومة, تقريباً, بوعي.
حتى لا تنساها.

عندما كنا في الحرب

عندما سمعنا الحرب
غطينا رؤوسنا بأكياس البطاطا
وبدأنا نمشي بين بعضنا, ونلوم بعضنا
ولا نقول لبعضنا إلا كلاما قبيحا وصراخا.
نصرخ بقوة الى درجة أننا لا نفهم بعضنا.
ثم نمشي معاً, الأسباب كافية.
لنقذف بعضنا بالبطاطا, الحجارة والمسامير
ونحاول أن نلامس بعضنا
بالعصي والمطارق والقضبان
وبكل شيء يمكننا أن نمسكه بأيدينا.

طويلاً وبقوة نضرب بعضنا
حتى انتهينا جميعاً دون استثناء الى جثث
منهكين سقطنا على الأرض
وشعرنا بالرضى العميق
وأومأنا الى بعضنا
مسحنا جراحنا
وبصقنا دماءنا في علب
مع أسناننا المتساقطة والمتكسرة
جمعناها وأحصيناها بدقة
حتى إذا انتهى الصراع
يمكننا بسهولة إثبات النتيجة.
________
*العالم الجديد

شاهد أيضاً

كتاب “في حديقة الملك، سيرة مكان”: سيرة مكان؟… سيرة وطن!

(ثقافات) كتاب “في حديقة الملك، سيرة مكان”: سيرة مكان؟… سيرة وطن!   * د. خالد …

ابن عربي الحائر بين الفتوحات والمنقولات – فيديو

(ثقافات) ننشر تالياً المحاضرة الكاملة للباحث والروائي الأردني يحيى القيسي عن “ابن عربي الحائر بين …

حوار مع الباحث والروائي يحيى القيسي حول تجربته الوجودية

الباحث والروائي يحيى القيسي حول تجربته الوجودية: رواياتي تشكل خُماسيّة عِرفانيّة ومَعرفيّة… وتطرح الأسئلة الكبرى  …

في ظلال المئوية “تل الذّخيرة” ملحمة تستحق مكانة عالية في الذاكرة الشعبية والمخيال الحكائي للأردنيين

مجدي دعيبس مع حلول المئوية الأولى للدّولة الأردنيّة تتنازعنا أفكار ومواضيع شتّى للحديث عنها في …

في مئوية الدولة: الثقافة مرتكز أساسي للتأسيس والنهضة

( ثقافات ) مجدي التل  فكرة بداية مأسسة الحالة الثقافية والابداعية في الدولة الاردنية الحديثة؛ …

ليتني بعض ما يتمنى المدى

(ثقافات) ليتني بعض ما يتمنى المدى أحمد عمر زعبار اعلامي وشاعر تونسي مقيم في لندن …

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *