صور العيد

(ثقافات)

صور العيد

 مرزوق الحلبي

بيننا وبين العيد حرب كُبرى

وموت حادّ

بيننا وبينه خصومة بيّنة

وشعب يُباد

بيننا وبينه حفرةٌ هوى الوقت فيها

ودم كثير وأسماء الذين نُحبّهم

فلا نحن عُدنا من موتِنا ولا هو عاد

***

العيد، خُذوا منه قدرَ حاجتكم فقط

ثمّةَ أناسٍ لا تطالُهم منه

لحظةٌ واحدة

أو كعكة

**

سيكتمل العيد أقول لي

سيكتمل ويحلو لو أننا فكّرنا

بالذين ينتظرون على معبرٍ كي يدخلوا

الوقتَ

إلى حياتهم

**

العيدُ أبهى

في وجوهِ الناسِ

يُقيمُ أعشاشَه في العيونِ

هناك،

سأبحث عنه!

**

أنتنّ العيد

وأنتنّ مواعيده

وأنتن مَن يُضيء الوقتَ

والكونَ

أخواتي الثلاث

**

من الأشياء ما يُقسم على اثنيْن،

اليوم والغد،

والبرتقالةُ

والتفاحةُ

ورغيف الخبز

نصفٌ لأمّي ونصف لجارتها،

والمعرفةُ تُقسم على اثنيْن وأكثر

والعمرُ نصفه للذين أحبّهم

ونصفه للذين سأحبّهم!

***

وأشياء لا تُقسم أبدًا،

العيدُ مثلًا

وتهانيه ومعناه

وأثرُ الفراشةِ!

***

الضوءُ المعبّأ في البراميل،

وذاك المعلّق من رموشِه

على عامود وسطَ الميدان،

والضوء السائل من الشبّاك

ومن المداخل،

وحبالُه المتسلّقة كالحرباءَ على الأشجارِ القليلة،

كلّ هذه الأضواء، لا تٌنير أكثر من قنديل

كنّا نصنعه بأيدينا الصغيرة

وقلوبنا الكبيرة في ليالي العُشر

***

العيد لا يأتي

ولا يذهب

العيد لا يأخذُ ولا يُعطي

ولا يقسو ولا يحلو

ولا يحكي ولا يشكو

ولا يرنو إلى بُعد

ولا يبغي ولا يقصد

كل ما في الأمر أنه معنى جميل

أو كائنٌ طيّب القلب تكفيه كعكة واحدة

***

بين ذراعي كل ملقط غسيل،

أمنية للعيد أبعثها لحبيب،

لقريب

لغريب يُودِعُ غربَته بين ذراعيّ غريب

لصديق،

لرفيق

لجار لي يصبّحني في أول الطريق!

***

في كل سنة

أوصي العيد أن يمرّ على عتباتِكم

أن يضعَ عندَ البابِ أحلَى ما يحملُ

وأن يكونَ لطيفًا كضحكة أمّي

***

لا عيد للنازح

للهارب من براميل البارود

للّاجئ

للّذي فقدَ أطرافه في غارة

العيد هوّة تطلع منها الخسائر وتكبر

حيفا/ حزيران 2024

شاهد أيضاً

ليتني بعض ما يتمنى المدى

(ثقافات) ليتني بعض ما يتمنى المدى أحمد عمر زعبار اعلامي وشاعر تونسي مقيم في لندن …

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *