ندوة علمية في المغرب حول فلسفة الحق: رؤى متقاطعة ومسارات تاريخية

(ثقافات)

تقرير حول الندوة العلمية : “فلسفة الحق رؤى متقاطعة ومسارات تاريخية”

إعداد: عبد الصمد زهور

تقديم

تفعيلا لبرنامجه العلمي السنوي نظم مسلك الفلسفة التطبيقية ندوة علمية وطنية حول موضوع “فلسفة الحق رؤى متقاطعة ومسارات تاريخية”، وذلك يومي الجمعة والسبت 17 و 18 ماي 2024، علما أن هذه الندوة تأتي بعد الدرس الافتتاحي حول موضوع “في أفول المفهوم وعودة الصورة: تأملات في ضرورة الفلسفة التطبيقية” والذي قدمه الدكتور محمد حجاوي منسق مسلك الفلسفة التطبيقية، وأيضا بعد الحلقة العلمية التي نظمها المسلك تحت عنوان “منزلة المنطق في الدرس الفلسفي” والتي عرفت مشاركة الدكتور أحمد مونة من جامعة عبد المالك السعدي، والدكتور حمادي هباد من جامعة القاضي عياض، والدكتور أحمد الفرحان من جامعة ابن طفيل.

توزعت أطوار الندوة العلمية “فلسفة الحق: رؤى متقاطعة ومسارات تاريخية” على خمس جلسات علمية مسبوقة بجلسة افتتاحية، حيث انطلقت أطوار اليوم الأول على الساعة الرابعة بعد الزوال، وشهد هذا اليوم الجلسة الافتتاحية وتقديم مداخلات الجلسة العلمية الأولى، فيما شهد اليوم الثاني تقديم مداخلات باقي الجلسات بمعدل جلستين علميتين خلال الفترة الصباحية، وجلستين علميتين خلال الفترة المسائية. وقد قدمت خلال مختلف هذه الجلسات رؤى متقاطعة لمفهوم الحق من منظورات متعددة فلسفية وحقوقية وسياسية وأخلاقية، كما تم تتبع تطور هذا المفهوم تاريخيا بالانتقال من الفكر الفلسفي والسياسي اليوناني إلى الفكر الفلسفي والسياسي الحديث والمعاصر في السياقين العربي والغربي على حد سواء. ويمكن عموما تقريب أطوار كل جلسة من جلسات هذه الندوة العلمية على النحو الموالي.

  1. الجلسة الافتتاحية

تكلف بتسيير أطوار هذه الجلسة الدكتور خالد النعامي من مسلك الفلسفة التطبيقية بالكلية متعددة التخصصات الرشيدية، وقد شهدت هذه الجلسة تقديم كلمة باسم السيد عميد الكلية، وكلمة للسيد الكاتب العام للكلية، كما شهدت تقديم كلمة من طرف السيد عميد كلية العلوم والتقنيات بالرشيدية، وكلمة للسيد مدير المعهد العالي للمهن التمريضية وتقنيات الصحة بالرشيدية، وأيضا كلمة للسيدة رئيسة اللجنة الجهوية لحقوق الإنسان بجهة درعة تافيلالت بصفتها طرفا داعما لتنظيم هذه الندوة، كما شهدت هذه الجلسة تقديم كلمة من طرف السيد رئيس المجلس الجماعي، وكلمة باسم الضيوف قدمها نيابة عنهم الدكتور عبد النبي الحري من جامعة الحسن الثاني، وأيضا كلمة اللجنة التنظيمية قدمها الطالب أشرف قباش من مسلك الفلسفة التطبيقية، ثم كلمة للدكتور محمد حجاوي منسق مسلك الفلسفة التطبيقية.

أكد مختلف المتدخلون على أهمية مقاربة موضوع فلسفة الحق في ظل التحولات التي تعرفها المجتمعات اليوم على مختلف المستويات السياسية والاقتصادية والاجتماعية والثقافية والرقمية، كما أكدوا على فعالية مقاربة هذا الموضوع انطلاقا من رؤى متقاطعة ومتنوعة في نفس الوقت، بحكم اختراق هذا المفهوم لمجالات متعددة، كما عبروا عن استعدادهم للانخراط في مختلف المشاريع المستقبلية لمسلك الفلسفة التطبيقية لما أبان عنه منذ فترة اعتماده القصيرة من قدرة على استشكال الواقع المحلي والكوني بعمق وفعالية.

  1. الجلسة العلمية الأولى

تكلف بتسيير أطوار هذه الجلسة الدكتور بريمي عبد الله من الكلية متعددة التخصصات الرشيدية، فيما شغل الطالب الباحث زيد الحديوي موقع مقرر للجلسة، وقد شهدت تقديم مداخلات متنوعة أطرها عنوان بارز وهو “تأملات في ماهية فلسفة الحق“. افتتحت أطوار هذه الجلسة بمداخلة تحت عنوان “التفكير في القانون فلسفيا” قدمها الدكتور أحمد الفرحان من جامعة ابن طفيل، ثم مداخلة ثانية بعنوان “الحق في الدفاع” قدمها الأستاذ عز الدين حسان من هيئة المحامين بالرشيدية، وقد وقف من خلالها على التخوم بين الفلسفي والحقوقي في سياق التفاعل بين القانون كممارسة والقانون كتنظير. أما المداخلة الثالثة فقدمها الدكتور سعيد كريمي من الكلية متعددة التخصصات الرشيدية وكانت بعنوان “فلسفة الحق والأعراف الثقافية والأنثربولوجية في الجنوب الشرقي: الأسس والتمثلات“، قبل أن يقدم الدكتور حمزة بولحسن من شعبة القانون بالكلية المتعددة التخصصات الرشيدية مداخلة بعنوان “فلسفة القانون“، تعززت بتقديم مداخلة أخرى للدكتور علي المغراوي من نفس الشعبة وقد تمحور حول مفهوم الحق في صلته بالتطورات الرقمية وبأشكال الفعل والتصرف التي تحتضنها مواقع التواصل الاجتماعي، قبل أن تختتم أطوار هذه الجلسة وبالتالي أطوار اليوم الأول لهذه الندوة بمداخلة قدمها الدكتور عبد الفتاح كموني من مسلك الفلسفة التطبيقية وهي مداخلة تتقاطع مع مداخلة الدكتور أحمد الفرحان حيث تتمحور أيضا حول “التفكر في مفهوم الحق فلسفيا”. مع العلم أن مختلف هذه المداخلات كانت موضوعا للنقاش من قبل الحاضرين الذي كشفوا عن حس نقدي وتفاعل جدي أغنى هذه المداخلات وعمق فهم ما جاءت به تبعا للتوضيحات والردود التي قدمها السادة الأساتذة المتدخلون.

  1. الجلسة العلمية الثانية

تكلف بتسيير فعاليات هذه الجلسة العلمية الدكتور عبد المجيد طلحة من الكلية متعددة التخصصات الرشيدية، أما موقع المقرر فقد شغله الطالب الباحث بجامعة ابن طفيل عبد الرفيع عبد المجيد. علما أن هذه الجلسة هي الأولى خلال اليوم الثاني للندوة “فلسفة الحق”، بحيث انطلقت أطوارها على الساعة التاسعة صباحا وقد عرفت مشاركة متدخلين من مشارب فكرية ومن تخصصات علمية متنوعة، وقد أطرها عنوان “رؤى متقاطعة”، حيث كانت المداخلة الأولى للأستاذ عبد السلام تزلي عضو اللجنة الجهوية لحقوق الإنسان بجهة درعة تافيلالت وقد أطرها عنوان “قلق العلاقة بين الفلسفة وحقوق الإنسان“، وقد تلتها مداخلة ثانية للدكتور الحسن أخويا علي من الأكاديمية الجهوية بدرعة تافيلالت والتي تمحورت حول إشكالية القوانين العرفية بمنطقة آيت عطا ودورها في الحفاظ على الهوية. أما بخصوص المداخلة الثالثة فقد قدمها الدكتور محمد بلمقدم من كلية الآداب والعلوم الإنسانية ظهر المهراز فاس وكانت تحت عنوان “الحق في فلسفة القانون: محاورة كلسن وفولر”، في حين قدمت المداخلة الرابعة من طرف الدكتور الهادي قيوع من المدرسة العليا للأساتذة التابعة لجامعة مولاي إسماعيل مكناس، وكانت تحت عنوان “الحق في نسق يوهان جوتليب فيخته”، قبل أن يقدم الدكتور رشيد بن السيد مداخلته التي تمحورت حول “الأساس الميتافزيقي للحق في فلسفة سبينوزا”. أما بخصوص تمثيلية مسلك الفلسفة التطبيقية ضمن هذه الجلسة فقد كانت من خلال مداخلة الدكتور الزهرة شلاط التي جاءت على شكل تحليل مختصر لنظرية العدالة، ثم مداخلة الدكتور خالد النعامي التي استشكل من خلالها مفهوم الحق من خلال دراسة مقارنة بين التوجه السوفسطائي والتصور الفلسفي.

تكاملت مختلف هذه المداخلات العلمية القيمة في إبراز دلالات ومعاني مفهوم الحق، تبعا لتعدد مجالات حضور المفهوم وتبعا لاختلاف الأنساق الفلسفية التي تتم من خلاها مقاربة الوجود الجماعي للإنسان بالانطلاق منه بوصفه ركيزة من ركائز تدبير هذا الوجود الجماعي أخلاقيا وسياسيا.

  1. الجلسة العلمية الثالثة

تكلف بتسيير هذه الجلسة الدكتور مروان لحميداني من كلية الآداب والعلوم الإنسانية التابعة لجامعة مولاي إسماعيل بمكناس، وقد شغلت طالبة من مسلك الفلسفة التطبيقية موقع مقررة للجلسة، وقد كانت المداخلة الأولى للدكتورة نضال بنعثو من مسلك الفلسفة التطبيقية وقد حملت عنوان “إشكال الحق في فلسفة ميشيل فوكو”، فيما قدمت المداخلة الثانية من طرف الدكتور عبد المجيد طلحة تحت عنوان “الحق في التفلسف وواجب الائتمان”. أما بخصوص المداخلة الثالثة فقد كانت من نصيب الدكتور رشيد طاهري من كلية الآداب والعلوم الإنسانية ظهر المهراز بفاس وقد أطرها عنوان “الحق في المدينة بين لوك وهيوم”. أما الدكتور عبد النبي الحري فقد قدم المداخلة الرابعة التي حملت عنوان “تأملات في نظرية ليبرالية حقوق الأقليات أو مواطنة الثقافات المتعددة”. فيما قدم الدكتور حمادي هباد من جامعة القاضي عياض مداخلة خامسة حملت عنوان “العدالة الاجتماعية في فلسفة بوافنتور سانتوس“، قبل أن يقدم الأستاذ زايد المودن من الأكاديمية الجهوية لمهن التربية والتكوين درعة تافيلالت مداخلة بعنوان “أهمية الفلسفة في دعم ثقافة حقوق الإنسان”.

لقد تنوعت المداخلات المقدمة وشكلت أرضية لنقاش مهم حول الأساس الفلسفي لمفهوم الحق وحول رهانات هذا المفهوم ودوره في تدبير الوجود الجماعي للإنسان خصوصا عندما يتعلق الأمر بالأقليات وبفضاءات اجتماعية يحكمها التعدد الثقافي والهويات المركبة درءا لمختلف أشكال الهيمنة والتعصب التي يمكن أن تعبر عن نفسها في صيغ تهدد ماهية مفهوم الحق.

  1. الجلسة العلمية الرابعة

هذه الجلسة هي الجلسة العلمية الثالثة خلال اليوم الثاني والجلسة العلمية الرابعة من مجموع جلسات الندوة العلمية “فلسفة الحق“، تكلف بتسييرها الدكتور امراني علوي محمد من الكلية متعددة التخصصات الرشيدية، فيما شغلت الطالب محمد حمادة من مسلك الفلسفة التطبيقية موقع مقرر للجلسة. عرفت هذه الجلسة تقديم أربع مداخلات علمية الأولى قدمها الدكتور عبد المالك بنعثو من جامعة القاضي عياض وقف من خلالها عند مفهوما “الحق والحرية في فلسفة توماس هوبز“، فيما قدمت المداخلة الثانية من طرف الأستاذ الصادقي العماري من الأكاديمية الجهوية لمهن التربية والتكوين درعة تافيلالت، وقد جاءت تحت عنوان “حقوق الإنسان لدى فلاسفة التعاقد الاجتماعي“. قبل أن يتم الانتقال للمداخلة الثالثة التي قدمها الأستاذ حدو أشملال من الأكاديمية الجهوية لمهن التربية والتكوين الرباط القنيطرة وحملت عنوان “نيتشه المشرع“، فيما قدمت المداخلة الأخيرة ضمن هذه الجلسة من طرف الأستاذ عبد الصمد زهور من مسلك الفلسفة التطبيقية وقد جاءت تحت عنوان “مفهوم الحق في الفلسفات التطبيقية“.

تمحورت جميع هذه المداخلات حول مفهوم الحق في الفكر الفلسفي الحديث والمعاصر في محاولات للكشف عن المسارات التاريخية التي سلكها هذا المفهوم في صلته بمفاهيم سياسية وأخلاقية متنوعة كما هو الشأن بالنسبة للعقد الاجتماعي ولمفهوم الحرية والنظرة الفلسفية لمفهوم الإنسان، كما تمت الإشارة إلى أم مفهوم الحق في السياق المعاصر أصبح يتجاوز حدود تدبير علاقة الإنسان بالإنسان ليكون فاعلا في تدبير علاقة الإنسان بغيره من الموجودات.

  1. الجلسة العلمية الخامسة

أدار هذه الجلسة الأستاذ عبد الصادق من الأكاديمية الجهوية لمهن التربية والتكوين بجهة درعة تافيلالت، فيما شغلت الطالبة سناء أعخو من مسلك الفلسفة التطبيقية موقع مقررة للجلسة، وقد عرفت هذه الجلسة تقديم مداخلات متنوعة حيث كانت البداية مع الدكتور محمد حجاوي منسق مسلك الفلسفة التطبيقية من خلال مداخلة استشكل فيها مفهوم الحق بالانطلاق من إشكالات تثيرها فلسفة كل من نيتشه وفوكو حول الجسد والذاتية، فيما قدمت المداخلة الثانية من طرف الدكتور مروان لحميداني وقد حملت عنوان “مداخل إلى نقاشات الحق والحقيقة في القرن العشرين“، قبل أن يتقدم الدكتور أحمد الطايعي من الكلية المتعددة التخصصات الرشيدية بمداخلة حملت عنوان “الذات المنتجة لخطاب الحق في الشعر“. أما بخصوص المداخلة الرابعة فقد قدمها الأستاذ عبد الرحيم البرواكي من كلية الآداب والعلوم الإنسانية التابعة لجامعة مولاي إسماعيل بمكناس وقد جاءت تحت عنوان “النظرية المحضة للقانون عند هانس كلسن: بين التأسيس الوضعي والتأويل الأخلاقي“. وبخصوص المداخلة الخامسة فقد قدمتها الطالبة الباحثة بالكلية متعددة التخصصات الرشيدية أسمهان ارجال وكانت حول فلسفة الحق وحرية التعبير، فيما قدمت المداخلة الأخيرة من قبل الطالب الباحث سفيان حمدي من نفس الكلية وكان مدارها التفكير في مفهوم الحق من خلال رواية السقوط لألبير كامي. وقد اختتمت هذه الجلسة بمناقشة المداخلات المقدمة خلال جلستي الفترة المسائية مع تركيز واضح على حدود الاتصال والانفصال بين المجالين النظري والتطبيقي في صلتهما بمفهوم الحق وبين النظرة الكونية لهذا المفهوم ومتطلبات المجال التداولي الخاص الذي ننتمي إليه.

  1. التوصيات والجلسة الختامية

أدار الجلسة الختامية الدكتور سعيد كريمي وقد شهدت هذه الجلسة تقديم عدة توصيات من أهمها التأكيد على أهمية المقاربة البينية المتعددة التخصصات للإشكالات المجتمعية لما لها من أهمية في إبراز مختلف وجهات النظر ومختلف الحيثيات التي من شأنها أن تقود لمعالجة شاملة لها، وهو أمر نجح فيه مسلك الفلسفة التطبيقية بشهادة المتدخلين جميعا. كما تم التأكيد في نفس السياق على أهمية طبع ونشر الأوراق البحثية الخاصة بهذه الندوة وهو أمر أكده السيد منسق المسلك الدكتور محمد حجاوي ودعا المشاركين إلى إرسال أوراقهم في أقرب وقت بعد مراجعتها.

بعد ذلك تفضل الدكتور محمد حجاوي بإلقاء كلمة ختامية شكر فيها جميع المشاركين خصوصا الذين تحملوا عناء السفر إلى مدينة الرشيدية، وضرب لهم موعدا مع نشاط قادم مع بداية الموسم الجامعي المقبل، قبل أن يعمل على تقديم شواهد المشاركة لفائدة المشاركين. مع العلم أنه تم تأمين حق الطلبة الدكاترة الحاضرين في الحصول على شهادات الحضور وفي تسجيل حضورهم بدفاتر مواكبة أعمالهم البيداغوجية والعلمية.

خاتمة

لقد نجح مسلك الفلسفة التطبيقية مرة أخرى في تنظيم ندوة علمية متميزة عرفت حضورا قياسيا، خصوصا في يومها الأول، كما تعدد المشاركون فيها، بين مشاركين من جامعات أخرى وجامعة مولاي إسماعيل، وبين أساتذة باحثين وطلبة دكاترة وأساتذة بالأكاديميات الجهوية لمهن التربية والتكوين فضلا عن حقوقيين ومحامين وطلبة، وهو التنوع الذي جعل الاستفادة حاصلة على نحو عميق من قبل الحاضرين والمشاركين.

لقد تمت مقاربة مفهوم الحق فلسيفا من خلال استشكل أشكال حضوره عبر تاريخ الفكر الفلسفي في مستوياته السياسية والأخلاقية مع السفسطائيين وأفلاطون وأرسطو والفارابي وفلاسفة التعاقد الاجتماعي خصوصا هوبس وروسو وسبينوزا وصولا إلى هيغل ونيتشه وفوكو وهابرماس وصولا على المقاربات الفلسفية الراهنة للمفهوم، كما تم استشكاله من خلال تفكيك دلالاته انطلاقا من مجالات استعماله الواسعة التي تتراوح بين أن تكون كونية موحدة ومخصوصة متعددة بتعدد الأنساق والبنيات الثقافية التي يحضر ضمنها أو يحضر كآلية لفهم الروابط التي تتأسس عليها.

شاهد أيضاً

ليتني بعض ما يتمنى المدى

(ثقافات) ليتني بعض ما يتمنى المدى أحمد عمر زعبار اعلامي وشاعر تونسي مقيم في لندن …

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *