الشاعر المغربي مبارك وساط يصدر مجموعاته الشعرية في كتاب رقمي

(ثقافات)

الشّاعر المغربيّ مبارك وسّاط يُصدر مجموعاته الشِّعريّة في كتاب رقميّ 

 عن منشورات حِبر “، صدر للشّاعر المغربيّ مبارك وساط، قبل أيّام، كتاب رقميّ، عنوانه الدّيوان، يضمّ ستّ مجموعات شعريّة، هي التي صدرتْ لمبارك وسّاط ما بين سنتي 1990 و2017. المجموعات هي التّالية : – على دَرج المياه العميقة (الطبعة الأولى : دار توبقال، 1990- ط. ثانية : منشورات عكاظ، 2001 – طبعة ثالثة، رقميّة، عن منشورات حِبر، 20204) –محفوفاً بأرخبيلات (ط. أولى : منشورات عكاظ، 2001 – طبعة ثانية، رقميّة، عن منشورات حِبر، 20204) –راية الهواء (ط. أولى : منشورات عكاظ، 2001 – طبعة ثانية، رقميّة، عن منشورات حِبر، 20204)- فراشة من هيدروجين  (ط. أولى : دار النّهضة العربيّة، 2008 – طبعة ثانية، رقميّة، منشورات حِبر، 20204) – رَجُل يبتسم للعصافير  (ط. أولى : منشورات الجَمل، 2011-  طبعة ثانية، رقميّة، منشورات حِبر، 20204) – عُيونٌ طالما سافرتْ (ط. أولى : منشورات بيت الشِّعر في المغرب، 2017 –  طبعة ثانية، رقميّة، منشورات حِبر، 20204). هذا الإصدار هو من إنجاز المؤلّف.

 عدد صفحات الدّيوان” : 332. وكلّ من المجموعات التي يتضمّنها مُذيّلة بفهرس، كما نجد في آخره فهرساً عامّاً. وعلى سبيل التّقديم، هنالك حوارٌ مُطوّل كان قد أجراه النّاقد المغربيّ عبد المنعم الشّنتوف مع مبارك وساط، ونشرته صحيفة القُدس العربي“.

 

 هذه بعض من القصائد التي يحتويها الدّيوان” :

من مجموعة علـى دَرَج الميــاه العمـيقـة

خلف نافذتي

خلف نافذتي المرصَّعة بالبروق

تقصفُ أجنحةُ الفجر

نُجيماتٍ وليدة

 

في الحُقول المُنهَكة

حيثُ تتناجى بُقَعُ دَمٍ وأزْهار

يرسم بحَّارٌ مسلوخ

أشرعةً ومجاذيفَ

على صفحة جلده المتهدِّل

ويُحَدِّق عرَّاف بعينيه الزّجاجيتين

في غُضون إلهٍ مُحنَّط

بينما يتدلَّى جنديٌّ باسماً

من المشنقة

 

أولئك أَسْلافي

وما عادوا يتعرَّفون عليَّ

لقد قَصُرَتْ قامتي حقّاً

بسبب الصّباحات الشّاحبة

التي تضغط على كاهلِي

عند اليقظة

 

لستُ متوجِّساً من هذا

فما دام قلبُ المرآة ينبض

ثمَّة أملٌ كبير

في انبعاث الشِّفاه من رمادها

 

إذَّاكَ ستينَع القبل

وتستمتع عظام الموتى

بغناء النَّمل

 

أتنصَّت لأشْجان موجةٍ يتيمة

بعد قليل أخرج للتّجوال

سيكون لركبتيَّ شكلُ شعلة

أنا لا يُرعبني لُعابُ الفوانيس

ولا سُعال الذِّئاب

خلف الواجهات الأنيقة

 

لكنْ أَخْبِروني

لماذا يتدثَّر المرضَى

بمعزُوفة الرِّيح

وأين هي سُرَّة الصَّحراء

 

الحنجرة تنتظر لحظة نُضوج الصَّرخة

الجرادة تتأوَّه على قِمّة المدخنة

هنالك مفاجآت كثيرة في جنبات المدينة:

لقد شُرِع في صلب النّادل أمام المقهى

لقد تساقط ريشُ سنونو

على كتفيَّ الحالمتين

 

أنا رأيت ممرِّضِين عُراة

يُجلَدون داخل كهف

ومساءً يُوضَع في تابوتٍ من غبار

وزوجين سعيدين حقّاً

لهما ذرِّية من فلّين

 

وها أنت يا ذكرياتي

تتزحلقين

على ثلوج من حَرير

خيمةُ الغبـار

 من جديد، بدأتِ القوارب الكاسرة تخيط بمِسلّاتِها أفواهَ الأنهار، بينما الخريف ينسج علامات استفهام على وجوه العابرين! نبوءات وخيمة أستشفُّها في عيني يمامةٍ تُحتضر، وأخبارٌ غامضة تبثُّها إذاعة الزَّبد عن مصيري الأكثر غموضاً. أحياناً، أُقيم مع سَدنة العشب في ظلِّ أساطيرَ سامقة، بينما تتوغَّل أنفاسي في فَجوة الجبل العميقة، أو أمضي إلى كهفٍ بعيد، أرى فيه العلماءَ المُقْعَدين يَفكّون ألغازَ سَيْر الحقول. كنتُ، أيضاً، أُجالس صديقي الذي يشتغل بمنجم الدُّموع السَّوداء، لنستغربَ قليلاً من طُفولة النَّيازك وبُكاء الحجر اليتيم. لكنَّ القنَّاصين الدّهاة كمنُوا له ذات مساءٍ في خَيمة الغبار. ومُذَّاكَ، صرتُ أتطلَّع إلى كلّ هيكل عَظميّ يُدندن في حانة، وكلّ ميّت يُحمحم تحت نافذتي، إلى أن نسيتُ ملامحه كلِّيةً. بقيتْ دماءُ السَّنَاجب تَزورني. وساعي بريد المَرارة، الذي كان يحملُ لي رسائلَ على هيئة سلاسل، وبطاقاتِ بريد تسعُلُ فيها الغربانوطلع حرّاثو الأمواج الخِصبة، من أكواخهم في عمق المحيط، ليقوموا بمسيرة احتجاج من ساحة الألم العظيم حتى مقرِّ إقامة العَظْم المتلألئ. جاء الرُّعاة العميان أيضاً. وحُروف الجرّ المعذّبة. جاء حرّاس قوس قزح. وأناسٌ كثيرون، وغلايينُ سُودٌ كأنها من شُيوخُ بني حامومضتِ الحشود على ضِفَّة النّار، ضاربةً في أرض الوحشة الزَّرقاءفي ذلك الوقت، كانت الأزقّة الخلفيَّة تتلوّى على أعناق الذِّئاب، والمطرُ، مُشعَّثاً، يتقافز على إيقاع قَرْعِ الطُّبول.

 

*

 من مجموعة محفوفاً بأرخبيلات…”

رَحــيـل

حينَ سالتْ على جبيني

دماءُ الغَسق

اعترتْنِي رعشةُ اللحظة العَمْياء

انسحبتْ يدايَ

مِنْ طُفولة الذَّهب

وبدأ وجهي يُسافر بلا كَلل

نحو مهابِّ الألم.

 

كيْ لا ننـسى

يَحْدث

إذا ابْتعد الأعمى

مخفوراً بهسيس الظلام

أن تنبثق من بؤبؤيه

عصافيرُ بَرّاقة

 

وأحياناً

إذْ تَنْفتِح عيون الطَّلّ

تتقمَّص أزهارٌ

شفاهَ الغواني

 

ومرَّةً

رأينا عراَّفين

يسْمُلون عيون النّهار

وبغامض التَّعزيم

يَصنعُون من الرَّمادِ

ظلاماً

 

ومرّةً

فكَّرنا

في المصير الأسود

للطَّحالب الحمْقاء

فَنما قلقٌ كثيف

بأذقان أقزامٍ

يستعبدون المستنقعات

وأجراسَ أرواحنا

 

لكنْ

يتوجَّب نقشُ هذا

على آماقِ قوس قزح

كي لا ننسى

أنَّه يحدث

إذا ابتعد الأعمى

أقبـل الفجــر

أخيراً،

أقبل الفجرُ جريحاً، وقد حرَّرَ أجنحتَه من أصفاد الخرافة. وقتها سالَ الفرحُ قانياً من أنوفنا التي ما عادت تتعرَّفُ علينا.

لسنا وحدنا الحيارى!

 

من مجموعة: “رايـــة الـــهَواء

العين

الكأسُ المُترَعة بمِلْح اللّيل

تجرّعْناها

أَسْرَعَ قليلاً من الحُمّى

 

ثُمَّ عَيْنُكِ التي تذْرو

باروداً كثيفاً

على ألوانٍ كانتْ لِعيـنِي

 

ثمّة أقمارٌ

في فضاءِ بيتنا

تنبضُ وتضخّ دماً

في شرايين الهواء

 

– «إنهنَّ كنَّ قلوباً ـ تقولين ـ

أيّامَ كانتْ سنابلُ الحُبّ

تُصيخُ لهذيان الشّمس»

 

– «والآن،

إذْ سنرحل، فَلْتعلمِي

أنّ عيونَ المَها

هنَّ اللّواتي سيُسْعفننا

على الجِسر

الجسر الذي سنعبُرُه

أعلى قليلاً

من الحمَّى»

 

– «لا تَنْس

ما دُمنا سنرحل

أن تأخذَ السَّكاكين الذَّهَب

فثمّة في طريقنا

جبلٌ صامت

يَكنزُ أنفاسَ العصافير

ويرمي المُدْلِجين العُزّل

بِأَعْين

الجرائم»

 

– «اُنْظري

إنها البَبَّغاوات

المُنْبَجسة من خُطاك

تُؤلّف منظومةً من خَرَز

عن صعوبات الكلام»

 

الرّقْصُ أسهلُ حقّاً

لكنّ قلبَ الموسيقَى

مُثْقلٌ بِمِلح الليل

 

والعازف؟

 

جاء أطبَّاءُ

مختصّون في العين

والكعب والحنجرة

قيّدُوهُ شنقُوهُ

بحبالٍ

صَوْتِيّة

 

قدماه تتدلّيانِ تتدلّيانْ

تنقبضانِ تنبسطانْ

إنهما تُدَوْزِنَانْ

أوتارَ

ريح

الصَّــبَا!

من مجموعة فراشـة مـن هيدروجين

 

لفائف سحرية (2)

 

نُغنّي بألسنة الذين رَكضُوا

بِمُجرَّد ما وُلِدوا

فيما ثلاثُ غَيمات

تُحتضر حول رأسينا

الأمّهاتُ في هذا المقهى

أقلّ من أسمائهنّ

دخّنا ودخّنا

فمضتْ عظامُنا

لتؤازرَ أخانا المطر

أخانا السّاقط لكنّنا

نُبجّله

من الدّخان صُغْنا أطفالا

دلفوا إلى بطن أُمّ

وهناك تلألؤوا

 

لفائف سحريّة (3)

 

مِنْ حولنا قلوبٌ صغيرة تُشقشِق

وصناديقُ يُقالُ فيها الحديد فيه

بأسٌ شديد

لكنّنا ندخّن وجَداولُ النّسيم

بحُنُوّ تُلامس أكتافنا

نَعلمُ أنّ جسدينا

قد يَضيعان في هذه العاصفة من

التّصْفيق

الآبار محظورةٌ في هذا المكان

إنّه المقهى الذي وَأَدوا

تحْت آلام القمر

يومها، تركْـنـا رأسينا

في غابة

لتستعملها العنادل

المضروبة الأعناق

 

ذِكْـرى

 

 كان عليَّ أن أكون حاضراً

أثناء الاستقبال

أنْ أحتملَ كُلَّ تلك القَسوة

أنا الذي لمْ أقُلْ يوماً لِجَدول:

اصمُتْ

أنا الذي كنْتُ أشْتري النّوم

بِنقود مسكوكة من أعصاب الجبين

ولا أرى في الحُلم سِوى

شجرةٍ من ماء

فيها يغرقُ العُصْفور

وتنْطفِئُ جمرةُ الرّيح

قُمْ لتكون حاضراً للاستقبال

قال أبي

ذلك أنّ أحد أسلافنا

قدْ أبْحر

من ميناء

الموتى

                      

من مجموعة رَجُل يبتسِم للعصافير

مِرْوَحة

اِبْـقَ في بيتك فلا جديد في الخارج

أتُرَاك تريدُ أن تَخرج لترى المجنون

يتأمَّل في غيمةٍمِرآةٍ

نِصْفَ وَجْههِ الأثيرِ لديه

أو لترميَ بحجر

الخذروفَ الخَرِف

الذي لا يكفُّ عن الدّوران  

تحت أعمدة المصابيح

أمْ أنّك تريد أن تلتقط صورة أخيرة 

لمِرْوحتِك المسكينة 

التي تفكّكتْ عظامُها

بعْد أن لفظْتَها بلا رأفة

أيُّها القاسي

يا حفّارَ قبور القناني

هكذا تحدّثَ إليّ طيفُ أوفيليا

وأنا أمضي نحو الباب ومِنْ بعيد

يصِلُني هديلُ حمائمَ 

مِن نَبيذ

 

مقادير مجهولة

مَعَ الفجر جاءتْ من مغاوِرَ بالشاطئ

حِسَانٌ مُشاكسات

وبأنغام النّايات

شرعْنَ في تهييج أشجارِ

الشَّارعِ الكبير

في الصَّباح تَوَزّعَ في جنبات المدينة

أطفالٌ من مرجان

ليحرسوا باراتٍ يؤمّها عميانٌ 

وخيولُهم 

بعد الظهيرة كان من بيننا من أَغفى

في سينما مِيالِيسْ فيما كانتْ سَارَة مايْلز

في دَوْرِ ابنة رايَنْ تتلقّى الشّتائم

مذعورةً

بُعَيْدَ الغروب ظهرت أشْباحُ

درّاجاتنا القديمة

وبدافع الحنين اعترضتْ سُبلنا

في الليل ربّما تُوجَزُ المدينة

هل حقّاً ستُصبح

في حجم قبضة اليد

بعد أن عشنا فيها طويلاً

كمقاديرَ مجهولة

في مُعادلات الرّيح

والليالي

 من مجموعة عُيونٌ طالَما سافَرَتْ

أنا الآن

أنا الآن في قرية جدّي
أقتعد كرسيّاً صغيراً تحت حائط الجامع القديم الذي
يتدلّى حواليه صبّار كثير
وثمّة كلاب تقضي قيلولتها في ظلّ كومة تِبن
فيما تتحادثُ جماعة المقامرين تحت شجرة
خلف الجامع
بأصواتٍ خافتة ومتوتّرة
عن عبد السّلام بائع الكَيف
وكيف اعتقله الدَّرك في الصّباح
وكيف كانت الومضات تنثالُ من شَيب رأسِه
قويّةً
وتتناثر في الجوّ متأجِّجةً
أتُرَى كان ذلك من خوفٍ شديد
أمْ من حِقْدٍ عنيف
أمّا أنا فكنتُ أيضاً قدْ قامرتُ ذات صباح

بحصانٍ صغير
وسَاعَتَها كانتْ أنغامُ جازٍ تتنامى
في أذني اليمنى
وفي اليُسْرى كان يُسْمَعُ حدّادون
وهم ينهالون بمطارقهم على
حَدَواتٍ وخسرتُ حصاني
الصّغير
وها أنا تحت حائط هذا الجامع القديم
أتابع قراءة رواية
روايةٍ رهيبةٍ عجيبٍ أَمْرُهَا
ياه!

ما أكثر قتلاها

خِرفان الليل

 جوّ سبتمبر الجميل يتشرّبُ الضوضاء القادمة من وسط المدينة. من نافذة بيتي، تبدو لي سفينةٌ تُبْحِر. إنّ لها شَكْلَ قوقعةٍ كبيرة. والهضبة القريبة، كَأَنّها أضحتْ شفّافة، فهي لا تحجبُ عنّي البحر. لقد اقتعدَ سطحَها العَالي الشّخصُ طويلُ الشَّعر نفسُه، وهاهو يقوم، كالمعتاد، بحركات توحي بأنّه يَقطف غيماتٍ ثمّ يعصُرها وبعدها يُطلقُها لتعود إلى الفضاء مثلما حمائم. حين التقيتُه ذاتَ ليلة، قبل سنة، فوق صخرة تشرف على البحر، قال لي إنّه يُسمّي نفسه سيزيف الجديد. كانت الأمواج لحظتَها خرفاناً مُلْتهبة المزاج، ما تنفكّ تهرب، ثمّ تعود، ثمّ تهرب من جديد. وكان كلٌّ منّا قد جاء إلى ذلك المكان، بقنّينة نبيذه وكأسِه، ليَشْرَبَ ويُشْهِدَ البحْرَ على انْتِشائهوتحادثْنَا، فاكتشفْنا أنّنا، في بدايات الشّباب، درسْنا في نفسِ الثّانويّة، خلال نفْسِ السّنواتِ، وفي وقت ما، أحببنا نفس الفتاة.

كُلُّ تلك المُصادفات، والخِرفان المائيّة لا تَني تركُض وتركُضثُغاؤها يتشرَّبُه جوُّ سبتمبر الجميل.

بسبب أوراق ميّتة

كان ثمّة خفْقُ أَجنحة
يتناهى إليّ من حديقة تتمدّد فيها فتاة

على مصطبة
الفتاة كانت رفيقةً لي في قسم ما

بالابتدائيّ

وفي تلك الأيّام البعيدة، كانت قد أُصِيبت

بالنّحول بسبب أوراق ميّتة

سقطت من شجرة

على ركبتيها

ثُمّ التقيتُها بعد ذلك بزمن

في محطّة قِطار

وكانتْ تدخّن كثيرا

قالت يومَها إنّها في طور التّحوّل

إلى سيجارة ضخمة

سيجارة ذات فم وعينين

ذات أذنين ونهدين

وهي الآن على المصطبة

تبدو مديدةً وملفوفةً بالبياض كأنّها فعلاً

سيجارة ضخمة

فيما يتصاعد من ذاكرتها

دخان أبيض ورماديّ

ومع هذا، فلا داعي لأن نقلق

إنّها لا تزال من لحم ودم

على شفتيها ابتسامة

وتنظر إلى عصفور فوق سلك كهربائيّ

بعيد

 

يَغذُّ السّير في المِرآة

يا لَتوتّر حاملِ المظلّة الشّاحبِ القادم بسرعة.

إنّه يحثُّ الخطى في اتِّجاهِ رجلٍ طويلٍ ومُحتقِنِ الوجنتين،

واقفٍ أمام مرآةٍ، شِبه نائم، ويُدخّن.

حاملُ المظلّة يزيدُ من سُرعته ويتذكَّر المرأة

التي كانتْ عشيقةَ محتقِنِ الوجنتين:

إنَّها مَاشَا الجميلة التي غرقت في ذلك البلد البعيد

وهي الآن قابعة ولا شكّ في قعر نهر الفولغا.

ويدندن الرّجل الطّويل المحتقن الوجنتين

بقصيدة كان قد كتبها عن موت عشيقته الرّوسيّة.

إنّه واقف أمام مرآة الحمّام، في بيته بكازبلانكا

يُدخّن ويَحلق ذقنه، ويرنو

إلى حامل المظلَّة الذي يغذُّ السّير نحوه في المرآة

والذي لم يكن إلا هو نفسه، قادماً

نحو نفسِه

من شتاءٍ روسِيٍّ قديم!

ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ

لتحميل الدّيوان،

أو أيّ مِن مجموعات م. وساط :
رابط1

رابط2

شاهد أيضاً

ليتني بعض ما يتمنى المدى

(ثقافات) ليتني بعض ما يتمنى المدى أحمد عمر زعبار اعلامي وشاعر تونسي مقيم في لندن …

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *