علي بن تميم: آثرنا الخروج عن الطابع التقليدي لمواكبة متطلبات العصر
صنع الدكتور علي بن تميم، فارقا في الحراك الثقافي الإماراتي والعربي من خلال شغله عددا من المناصب الثقافية البارزة، فهو رئيس مركز أبوظبي للغة العربية التابع لدائرة الثقافة والسياحة أبوظبي، وأمين عام جائزة الشيخ زايد للكتاب، وأدار من قبل مشروع كلمة للترجمة وشغل منصب المدير العام لشركة أبوظبي للإعلام من 2016 إلى 2019. إلى جانب عضويته في عدد من الجوائز الإبداعية المهمة من بينها مسابقة أمير الشعراء، وجائزة دبي الثقافية، وجائزة خليفة التربوية.
- ما طبيعة المشاريع التي يعمل عليها مركز أبوظبي للغة العربية التابع لدائرة الثقافة والسياحة لتحقيق أهدافه الاستراتيجية؟
يعمل مركز أبوظبي للغة العربية على مجموعة كبيرة من المشاريع والمبادرات النوعية، التي تصب بشكل رئيسي في تعزيز حضور اللغة العربية المعاصرة، وتطوير التعامل معها علميا وتعليميا وثقافيا وإبداعيا، والاسهام في توطيد التواصل الحضاري مع الثقافات الأخرى. كما يدعم المركز من خلال مبادراته المواهب في مجالات الكتابة والترجمة والنشر وصناعة المحتوى المرئي والمسموع باللغة العربية ويرعى جهود البحث العلمي والتطوير المتعلقة بها.
رؤية إبداعية
- ما هي الجوائز التي أطلقها المركز في هذا الإطار؟
إلى جانب “جائزة الشيخ زايد للكتاب” العلمية العريقة التي تُمنح كل سنة، وفق معاييرَ علميَّةٍ وموضوعية، لصُنَّاع الثقافة، والمفكِّرين، والمبدعين، والناشرين، والشباب، عن مساهماتهم في مجالات التنمية والتأليف والتحقيق والترجمة في العلوم الإنسانية التي لها أثرٌ واضح في إثراء الحياة الثقافية والأدبية والاجتماعية، أطلق المركز عام 2022 جائزة “كنز الجيل” بهدف تعزيز مكانة الشِّعر الشعبي، ولا سيما النبطي، وإبراز دوره مرآة للمجتمع، واستلهمت الجائزة اسمها وأهدافها من أشعار الأب المؤسِّس المغفور له الشيخ زايد بن سلطان آل نهيان، وتُمنح في ستَّة فروع هي: المجاراة الشعرية، والدراسات والبحوث، والإصدارات الشِّعرية، والترجمة، والفنون، والشخصية الإبداعية.
كما أطلق المركز هذا العام جائزة “سرد الذهب”، بهدف دعم فنون السَّرد والآداب الشعبية، وحفز المبدعين محلِّيّا وعربيّا وعالميّا، على رصد تاريخ وجوانب الحياة في الإمارات وموروثها الشعبي، ومسيرة تطوُّرها على مرِّ العقود؛ جمعا ودراسة بأساليب عصرية مبتكَرة، وتُمنح في ستَّة فروع هي: القصة القصيرة للأعمال السردية غير المنشورة، والقصة القصيرة للأعمال السردية المنشورة، والسردية الإماراتية، والرُّواة، والسرود الشعبية.
ويسعى المركز من خلال الجائزتين إلى الاحتفاء بالإبداع والمبدعين في مجالات الشعر النبطي بمختلف إبداعاته دراسة وفنا وشعرا، والسرود القصصية والحكايات الشعبية المتجذّرة في الثقافة الإماراتية والعربية، وذلك انطلاقا من الرؤية الإبداعية للمغفور له الشيخ زايد بن سلطان آل نهيان طيب الله ثراه، وبما يُسهم في الحفاظ على الموروث والهوية الإماراتية والعربية واكتشاف المبدعين في مختلف المجالات محليا وعربيا.
مناهج الغة العربية
- أطلق مركز أبوظبي للغة العربية تقريرا عن مناهج اللغة العربية في العالم العربي: “تجارب الحاضر وآفاق المستقبل”. وهو يتناول في أبحاثه وتحليلاته مناهج اللغة العربية في الإمارات ومصر والسعودية والأردن وتونس، ويبين خصائصها وأبرز التحديات التي تواجهها. ما أهمية مثل هذه الدراسة في تمكين اللغة العربية وتعزيز استخدامها في العالم العربي؟
بداية، إن اختيار هذه الدول الخمس لم يكن عشوائيا، بل لأنها بدأت تراجع مناهجها وتطورها. وهذا التقرير رغم أنه تقرير عام إلا أنه يقدم خريطة طريق جيدة أمام المتخصصين وصُناع القرار لتعزيز حضور العربية وتلبية التطلعات المستقبلية لتطوير مناهج تعليمها، من خلال بناء إطار متجدّد يواكب احتياجات القطاع التعليمي المتغيرة، ويمكن الرجوع إليه لدعم رؤى التطوير وخططه، خاصة أن التقرير بُني على أسس علمية ومنهجية، بهدف رصد وتحليل المناهج الخمسة لهذه الدول واستخلاص خطة تناسب تطلّعاتنا لمستقبل تعليم اللغة العربية.
كما أن الجيد في هذا التقرير أننا نقارن كيفية تدريس اللغة العربية أو اللغة الأم مثل الصينية أو الفرنسية أو الإنكليزية، أي نأخذ خبرات تدريس لغات أخرى حتى تكون مفيدة لنا، لأن هذا المجال يتطوّر بشكل كبير وبعضه يظهر كمقترحات بمعزل عن الجهات المسؤولة عن التعليم، وبعضه يُصنع داخل المؤسسات. وقد ارتأت بعض الدول أن المناهج توضع وتكون مستقلة عن التدريس، بينما ارتأى البعض الآخر أن هناك جهة خارجية تتابع ممارسة المنهاج. ومن هنا، كان من الجيد أننا ركزنا على الفرص بمجال التعليم والمناهج في هذه الدول الخمس، حيث تعمقنا في هذه المناهج في الإمارات وخارجها للاستئناس بها حتى لا تتكرر الجهود.
خلال جلسة الموهوبين
يصدر مركز اللغة العربية مجلة “المركز: مجلة الدراسات العربية”. ما دور هذه المجلة المتخصصة؟
مجلة “المركز” مجلة أكاديمية مُحكَّمة يُصدرها مركز أبوظبي للغة العربية، بالاتفاق مع دار نشر “بريل” في هولندا، وتُعنَى بالدراسات العربية لغة وأدبا وثقافة، وتغطِّي مساحة زمنيَّة تمتدُّ من فترة ما قبل الإسلام إلى الفترة المعاصرة. وتولي اهتماما بالدراسات البَينيَّة والمقارِنة، وتحرص على الإلمام بشؤون اللغة الفصحى واللهجات المحكيَّة، وبالإرثَيْنِ: المكتوب والشفويِّ شعرا ونثرا.
تصدر المجلة مرتين في العام، وهي الأولى التي تحمل اسم “المركز” كوننا نؤمن بأهمية ومركزية اللغة في صناعة الفكر. وتضم الهيئة الاستشارية للمجلة قامات ثقافية وفكرية ومتخصصين من أنحاء العالم. وقد نجحت المجلة أن تثبت حضورها في الساحة الأكاديمية كما أظهرت المتابعات أن مواد المجلة صارت من ضمن أكثر المواد تنزيلا على خادم الموقع ومن كافة أنحاء العالم.
منصة دولية
- تنظمون سنويا معرض أبوظبي الدولي للكتاب، لأي مدى تحرصون على مواكبة كل جديد وتحقيق التطور عاما تلو الآخر؟
يمثِّل معرض أبوظبي الدولي للكتاب، الذي افتتح دورته الأولى عام 1981 المغفور له الأب المؤسس الشيخ زايد بن سلطان آل نهيان رحمه الله، مِنبرا ومنصَّة إقليمية ودولية رائدة، ومظلَّة رئيسة تجمع سنويَا أقطاب صناعة النشر والصناعات الإبداعية لتبادل الأفكار وتحديد الفرص المجزية. ويستضيف الحدث سنويّا أبرز دور النشر العربية والإقليمية والدولية، وينظم مجموعة من الفعاليات والأحداث بمشاركة أهم دور النشر العالمية؛ مما يُسهِم في تطوير قطاع النشر، ويفتح أمام الناشرين المحليين والعرب آفاقا جديدة واعدة.
ويُوفِّر المعرض فرصا واعدة للمُنتمين لهذا القطاع لعَقْد شراكات جديدة، والاطِّلاع على أحدث اتجاهات وتطوُّرات السوق، ومناقشة أولوياته الأساسية، من خلال برنامج مهني متميِّز.
كما يُقدِّم المعرض برنامجا متكاملا من الفعاليات، يستهدف فئات المجتمع المختلفة، وتشارك فيه نخبة من الأسماء اللامعة في عالم الفكر، والأدب، والثقافة، والرياضة، والموسيقى- من مختلف أنحاء العالم.
ويحظى المعرض بدعم كبير من القيادة الحكيمة، كونه يرتبط بقطاعات الكتاب وصناعة المحتوى والنشر والثقافة والفكر، وهي المجالات التي تدخل في صلب الرؤية التنموية الفريدة لدولة الإمارات. وهي قطاعات متجددة تحتاج إلى متابعة دقيقة ومستمرة وتنويع في الموضوعات والطروحات وزوايا النقاش. لذا نحرص دوما على ابتكار وإطلاق مبادرات ومشاريع جديدة منها المؤتمر الدولي للنشر العربي والصناعات الإبداعية الذي أطلقناه سنة 2022، وهو فعالية مهنية سنوية تهدف إلى تأسيس منصة للتواصل الفكري والمهني لروَّاد صناعة النشر والمحتوى الإبداعي، على الصعيدَيْن: الإقليمي، والعالمي؛ لتمكين الحوار في العديد من التَّخصُّصات المهنية، واستعراض أحدث التوجُّهات في مجال النشر، وتسليط الضوء على الكتاب والمحتوى ونشره، بصيَغِه الإبداعية المختلفة. إلى جانب تطوير برامج المعرض الثقافية والمهنية والفنية والمخصصة للأسرة لتكون دائما على تماس مع التطورات التي تشهدها الحياة.
ويحرص معرض أبوظبي الدولي للكتاب على عقد الشراكات مع المؤسسات والجهات ذات الخبرة والحضور في المجالات المرتبطة باللغة وبصناعة الثقافة والكتاب وصناعة النشر وأبرزها معرض فرانكفورت الدولي للكتاب، صاحب التاريخ العريق والتجربة المميزة.
ولعلي لا أبالغ إن قلت إن معرض أبوظبي الدولي للكتاب بدعم القيادة الحكيمة نجح في تطوير مفهوم معارض الكتاب العربية ودفعها من كونها بنية ساكنة تكتفي بعرض الكتب إلى أن تكون منصات ثقافية فكرية مهنية تفاعلية تخدم الجمهور والمجتمع وكافة أطراف صناعة الكتاب وتحمي كافة الحقوق المرتبطة بالكتاب والصناعات الثقافية.
جائزة الشيخ زايد
تشغل منصب الأمين العام لجائزة الشيخ زايد للكتاب، وقد أخذت على عاتقك مذ توليك هذا المنصب مسؤولية الكشف عن القوائم الطويلة والقصيرة في الجائزة، قبل الإعلان عن الفائزين في فروع الجائزة. ما أهمية هذه القوائم في اقتراح عناوين مميزة للقارئ العربي؟
القوائم تقليد أصيل، وأظن أن حاجتنا في العالم العربي تزداد لاستعادته وبذل الجهود من أجل جعل هذه القوائم أداة تقدير لمزيد من المبدعين، وكذلك أداة نشر المعرفة بهم وبإنجازاتهم بين جمهور القراء، لخلق حراك حقيقي وإعطاء مزيد من الفرص لكتب مميزة. وهو أمر قد يساعد في تخفيف بعض سلبيات فوضى النشر والاعتداء على الحقوق التي يشهدها العالم العربي. وهو تقليد ندعمه كذلك في جائزتي كنز الجيل وسرد الذهب.
تقيم جائزة الشيخ زايد للكتاب عددا من الفعاليات السنوية في الكثير من الدول لأهداف مختلفة. إلى أي مدى تحقق هذه الفعاليات تقاربا مع الثقافات غير العربية، خاصة بعد أن أوجدتم فرع “الثقافة العربية في اللغات الأخرى” عام 2013 والذي يشمل جميع المؤلفات الصادرة باللغات الأخرى عن الحضارة العربية؟
الثقافة العربية في اللغات الأخرى فرع مهم، والمقصود بها أهم الكتب التي تصدر عن العرب وتراثهم وتاريخهم في اللغات الأخرى. وقد حققنا إنجازات مهمة في هذا المجال، وكان من الجيد أن تزودنا لجان علمية بهذه المؤلفات. وفي الوقت نفسه يسهم هذا في تعزيز عملية الترجمة إلى العربية، والتعرف على واقع الثقافة العربية وما تشهده من أطروحات، ونحن ندعم ونشجع ونقدر الباحثين في هذه اللغات على جهودهم إلى جانب الاحتفاء بها طبعا. ومما يجدر ذكره وهو حقيقة وإن كانت تدعو للأسف من جانب آخر، أن الكثير مما يصدر عن الثقافة العربية من دراسات وبحوث ومؤلفات في اللغات الأخرى، أكثر انضباطا ومنهجية وأهمية من كثير مما يصدر باللغة العربية، وقد تخلص الكثيرون أو تجاوزا مرحلة النظر الاستشراقية وانتقل البحث إلى مساحة ما بعد الاستشراق والهدف أصبح معرفيا علميا، ولعلنا بتسليط الضوء على بعض المميز من هذه النتاجات نسهم في دعم مناهج البحث والتأليف العربية.
أثناء توقيع مذكرة تفاهم
في حضرة الشعر
ارتبط اسمك ببرنامج “أمير الشعراء” منذ دورته الأولى في العام 2007 كواحد من أعضاء لجنة تحكيم البرنامج، فما خصوصية هذا التجربة بالنسبة لك؟
يحظى الشعر بمكانة خاصة في مسيرة الحضارة العربية، وفي الإمارات تحديدا تزاد رفعة هذه المكانة بحضور اسم الأب المؤسس المغفور له الشيخ زايد بن سلطان آل نهيان، جنبا إلى جنب مع كبار رموز الشعرية العربية من أصحاب التجارب الملهمة من أمثال أبي الطيب وأحمد شوقي وغيرهما، فقد خلف لنا رحمه الله -من ضمن ما خلف من موروث عظيم- ديوانا هو كنز بلاغي ومعرفي كبير.
وكان من دواعي سروري أن أكون من ضمن المساهمين في مسيرة الرعاية الكبيرة التي توليه القيادة الحكيمة للشعر العربي، من خلال برنامج أمير الشعراء، وهي تجربة فريدة، منحتني شخصيا فرصة التعرف عن قرب على المشاريع الشعرية وواقع الشعر العربي عند الشباب وذائقتهم واهتماماتهم.
والحق أني أرى في النجاح الكبير الذي حققه برنامج “أمير الشعراء” وكذلك برنامج “شاعر المليون” التلفزيونيين، قدوة مهدت الطريق وأكدت مدى نجاعة الإعلام في الوصول إلى الأجيال الجديدة بأساليب جذابة ومشوقة. فمن كان يظن أنّ أمسية شعرية يبثّها تلفزيون أبوظبي تحظى بمتابعة ملايين الناطقين بلغة الضّاد في أرجاء العالم الفسيح. لقد نجحت أبوظبي في تقديم تجربة فريدة للعالم بأن الجماهيرية يمكن أن تتحقق بمحتوى جاد ورصين وأصيل.
ثمة خصوصية لأبي الطيب المتنبي عندك حتى أنك سجلت عددا من قصائده بصوتك، فما علاقتك بتجربة المتنبي؟
لم يخطئ ابن رشيق حين وصف شاعر العربية الأول أبو الطيب بأنه جاء فملأ الدنيا وشغل الناس، ويقول عنه ابن الأثير إنه خاتم الشعراء، ومهما وُصف به فهو فوق الوصف وفوق الإطراء. وقد كان أبو العلاء المعري عندما يتحدّث عن أي شاعر يذكره بالاسم كالبحتري أو أبي تمام وغيرهما، أما حين يقصد أبا الطيب فيكتفي بقول: الشاعر. وفي حضور أبي الطيب متوقِّدا في الشعرية العربية على امتداد أكثر من عشرة قرون، الدليل الساطع على مدى تغلغله في بنية الثقافة العربية، هذا الحضور لم يكن بسبب أنه امتلك ناصية اللغة فحسب، لكن بسبب ثقافة أبي الطيب الفذَّة، واطِّلاعه الشامل على العلوم في عصره، فقد كان قارئا نهما منذ صِغَره، ومن الحكايات الشهيرة عنه أنه قرأ كتابا عند بائعٍ وحفظه، بينما هو واقف، لأنه لم يكن يملك ما يكفي لشرائه. ولا أجد لوصفه أبلغ مما وصف به نفسه، يقول: ما نالَ أَهلُ الجاهِلِيَّةِ كُلُّهُم/ شِعري وَلا سَمِعَت بِسِحرِيَ بابِلُ. وهو هنا يصف نفسه بالبلاغة والفصاحة والاختراع، أي أنه جاء بما لم يأتِ به كل شعراء الجاهلية؛ مثل امرئ القيس وزهير وطرفة ولبيد، بل إنه يقول إنه يَفضُلهم. فهم لم يأتوا بمثل ما أتى به، وكذلك أهل بابل ما سمعوا بمثل سحري؛ لِعِظَم ما أستنبط من المعاني. وأراد: أن شعري أجود الأشعار وأرقُّ من السِّحر. ومن يقرأ مدونة الشعر العربي على امتداد عصوره يعرف حجم تأثير المتنبي في مجايليه، ثم في من جاءوا بعده من شعراء نمثل فقط بالبارودي وشوقي والجواهري وأدونيس ودرويش، ولا شك أن أثر أبي الطيب بما أبدع في الحكمة والجمال والفلسفة وغيرها لم يقتصر على الشعر فحسب؛ بل تجاوزه إلى نسيج الفكر العربي فتجلى في كافة أشكال الإنتاج الأدبي والفني.
في ظل مشاغلكم ومهامكم كلها، هل هناك وقت لمشروعكم الشخصي، ما الذي تعملون على إصداره في هذه الفترة؟
انتهيت من كتاب عنوانه “عيون العَجائِب في ما أَوْرَدَهُ أَبو الطَّيِّبِ مِنَ اخْتِراعاتٍ وَغَرائِب” يصدر قريبا، ويهدف الكتاب إلى التعريف بأبي الطيب بوصفه مخترعا فريدا في البلاغة والأدب، من خلال أربعين بيتا ممَّا قاله، يحوي كلٌّ منها اختراعا شعريّا لم يأتِ به غيره، وابتكارا حار لأجله الشُّرَّاح، وطرحا شعريّا ونقديّا وفكريّا وحضاريّا كان له السبق فيه.
والكتاب دراسة منهجية أعدّها دعوة للنظر في تطوير البلاغة، وأن تكون فاتحة لدراسات أخرى عن طرائق الاختراع المختلفة عند أبي الطيب، بل وعن مفهوم الاختراع في الأدب العربي عامَّة.
- عن مجلة المجلة