خولة للفن والثقافة تنظم معرض «مقامات العشق»

خولة للفن والثقافة تنظم معرض «مقامات العشق»

فاطمة عطفة (أبوظبي)

تواصل مؤسسة خولة للفن والثقافة في أبوظبي احتضانها وتشجيعها للفن والثقافة والفكر، وافتتحت أول أمس في مقرها بأبوظبي معرض الخط الشخصي للفنان د. محمد النوري، وجاء بعنوان: «مقامات العشق» ويضم أكثر من 20 عملاً فنياً بخط «الثلث»، إضافة إلى كتاب مؤلف من 5 لوحات مخطوطة وهي قصيدة من قصائد الشاعر عبدالفتاح مصطفى، كتبت بخط الثلث العادي وبأسلوب مائل يتناسب مع التصميم الزخرفي الذي يحاكي زخارف القرن السادس عشر الميلادي، وقد تم تجليد هذه المخطوطات بجلد طبيعي وأسلوب كلاسيكي. ويستمر المعرض لغاية 25 من الشهر الجاري.
يذكر أن مؤسسة خولة للفن والثقافة راعية للفن والثقافة والفكر، أسستها سمو الشيخة خولة بنت أحمد خليفة السويدي حرم سمو الشيخ طحنون بن زايد آل نهيان نائب حاكم إمارة أبوظبي، مبادرة منها كمرفق يهدف إلى تفعيل الاهتمام بالفنون الكلاسيكية بجميع أنماطها، والتركيز على إحياء فن الخط العربي بجميع مدارسه وفنونه المصاحبة، ويسعى إلى صقل المواهب الشابة ورفدها بكل ما يستجد من المعارف على صعيد الفن والفكر والثقافة.

حبر وذهب

ومن اللوحات في المعرض لوحة «حبر وذهب» على ورق يدوي من أواخر سورة الفرقان، بخط الثلث المركب، وهي مذهّبة من الذهب الخالص على مبدأ المدرسة التقليدية القديمة. ولوحة ثانية بحجم كبير أيضاً خطت بخط الثلث الجلي وبتركيب حر تقول كلماتها: «ادخلوها بسلام آمنين» بحبر ملون ومذهّب على ورق يدوي، تذهيب الفنان إحسان غنام. ويأتي العمل الفني الثالث بعنوان «قلوب الأبرار كنوز الأسرار»، وهو بخط الثلث العادي وبأسلوب قديم يحاكي طريقة خط الثلث في القرن الحادي عشر الهجري، مع تذهيب على الطراز الصفوي، وهذه اللوحة من تذهيب الفنان إحسان غنام.
وفي لقاء لـ«الاتحاد» مع الفنان د. محمد النوري، تحدث عن المعرض قائلاً: سميت هذا المعرض «مقامات العشق» لأن فيه قصائد وجدانية من الشعر العربي وشعراء المتصوفة، كما جاء هذا المعرض بعد 40 عاماً على بدايتي بالخط، وهو المعرض رقم 30 بالنسبة لي، حيث قدمت العديد من المعارض في الإمارات وأوروبا ودول عربية أخرى. وأوضح الفنان النوري أنه يحاول في أعماله أن يركز على الشعر العربي لأن الشعر ارتبط بالخط، وهذه العلاقة بين الشعر والخط من قبل ظهور الإسلام حيث كتبت المعلقات بالشعر العربي، كما أن الشعر وفن الخط هما حالة وجدانية موجودة عند العرب الذين يتفاخرون بالشعر، ولذلك فنحن نفخر بالخط على أنه فن عربي فيه ارتباط روحي. ولفت إلى أن الكثير من الناس يستغربون أحياناً متسائلين: ما معنى الخط؟ أقول: الخط والشعر والموسيقى هي فن مشترك، ومن هنا انطلق عنوان المعرض.
ولأن الشعر إلهامٌ فهل أثر ذلك على شكل اللوحة؟ قال د. محمد النوري: أحياناً تأتي الفكرة من لمحة، وهنا بالمعرض جاءت من فكرة الكون أو الأكوان والمجرّات، أي فكرة اللانهاية، أي الشيء اللامنتهي والخروج عن القالب التقليدي وهو السطر والدائرة التي تعودنا عليها، ولكن فكرة اللانهاية باللوحة فكرة جديدة، مع أن اللوحة تكون كلاسيكية وتحافظ على الخط العربي الثلث وهو من أصعب الخطوط. وهذه الفكرة إلهام والخط العربي إلهام أيضاً مثل الشعر. وعن الزخرفة والألوان، وما تضيف للعمل الفني بالخط، أكد الفنان أن الزخرفة تزيد اللوحة جمالاً وتألقاً، وخاصة أن الخط مرتبط بالزخرفة منذ ظهوره، ولذلك فالزخرفة تضيف الكثير وكأنّ اللوحة حديقة ملونة، وأنا دائماً أحرص على أن تكون لوحاتي مزخرفة.
قصيدة وجدانية
أكد الفنان محمد النوري، أن اللوحة عمل مشترك بين الخطاط والمزخرف والمذهّب، حيث تكتمل اللوحة بالزخرفة والتذهيب، وهذا يتم بالتنسيق بين الفنانين المزخرفين. وتحدث عن الكتاب المرقم وهو قصيدة وجدانية للشاعر عبدالفتاح مصطفى: «مولاي، إني ببابك قد بسطت يدي»، فقال: هذه اللوحة اشتغلت عليها خلال فترة كورونا وكانت فترة إنتاج بالنسبة لي، وقد اشتغلت على العديد من الأعمال الفنية لأن الفنان بحاجة لفترة تجلٍّ وتوحد إيجابي.

  • عن جريدة الاتحاد

شاهد أيضاً

فرويد وصوفيا في جلسة خاصة

(ثقافات) فرويد وصوفيا في جلسة خاصة د. صحر أنور جلس سيجموند فرويد أمامها ينظر إلى …

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *