الإبداع الأردني بعيون ليبية

(ثقافات)

الإبداع الأردني بعيون ليبية 

 زينب السعود

تربوية وكاتبة

            من الدراسات النقدية التي أستطيع الجزم أنها كتبت بمقدار كبير من مشاعر المحبة والتقدير كتاب أهداه إليّ كاتبه . وهو دراسة نقدية لمجموعة من الإصدارات الأدبية لأدباء أردنيين تحديدا .

وعندما نعرف أن الدراسة كتبت بقلم لييبي ومن طرابلس تحديدا ، هو قلم الأديب والناقد يونس شعبان الفنادي نشعر بالتشوق لقراءة ما كتبه الناقد الليبي عن بعض الأقلام الأردنية .

الدراسة التي وصلتني من الكاتب الليبي القدير معنونة بـ ( إبداعات أردنية وقراءات ليبية ) . ولا أستطيع وصف شعور البهجة الذي أثاره العنوان في نفسي في ظل وسط ثقافي عربي تكاد وشائج الترابط والتواصل بينه أن تكون متهالكة تماما أو محصورة على فئة قليلة من المهتمين .

ومن أكثر ما بعثه العنوان في نفسي مشاعر التفاؤل والأمل بإمكانية تحقيق الوحدة الثقافية التكاملية التي نحلم أن تكون واقعا ملموسا على امتداد وطننا العربي من شماله إلى جنوبه فمشرقه ومغربه .

فأن يُعنى مثقف وكاتب ليبي من الشمال الأفريقي في الدول المغاربية على خريطتنا العربية ، بتناول مجموعة من الأقلام والإصدارات الأردنية  ، بالدراسة والنقد والبحث والكشف عن خفايا النصوص وإظهار ما فيها من إبداع وصنعة على مستوى المعاني واللغة والأفكار ، فهو أمر يثير الاهتمام  بمعرفة أصداء الكتابة الإبداعية الأردنية لدى نخبة المثقفين والنقاد العرب والذين ينوب عنهم في هذا المقال شخص الدكتور يونس الفنادي الذي وجد في عدد من الإبداعات الأردنية مادة خصبة لكتابه النقدي الذي قدم له الدكتور سلطان الزغول بمقدمة أنيقة عرّفت القارئ بالكتاب بشكل مختصر وجميل.

كتاب ( إبداعات اردنية وقراءات ليبية ) ليونس شعبان الفنادي الصادر عام 2018 تضمن قراءات ناقدة لسبعة إصدارات اردنية في مجال القصة القصيرة جدا متمثلة بـمجموعة ( شبابيك ) للأديب محمد عارف مشه ، والقصة القصيرة ، واختار الفنادي مجموعة ( ضيوف ثقال الظل ) للقاص والأديب جعفر العقيلي و(أنثى تشبهني ) للدكتورة نهلة الشقران ، وثلاث مجموعات شعرية هي (أنثى الفواكه الغامضة ) للشاعر عاطف الفراية ، وديوان ( ولروحك ألملم حروفي ) لسهى حدادين و( سأكتفي بعينيك قمحا للطريق ) لغدير حدادين ، وأخيرا في مجال الرواية وقع اختياره على دراسة رواية فادي المواج الخضير ( انثى افتراضية ) .

التنوع الذي لجأ إليه الفنادي في اختياراته يترك لدى المطلع انطباعا برغبة الكاتب في عرض صورة مقطعية أفقية للإبداع الأردني يشمل نموذجا من كل جنس ، من الأجناس الأدبية التي تزخر بها ساحة الثقافة الأردنية شأنها شأن فضاءات الإبداع العربي .

وكما ذكر الشاعر والناقد الدكتور سلطان الزغول في مقدمته فإن الكاتب الليبي الفاضل يقيم في كتابه هذا  جسره الخاص مع الأدب الأردني  عبر انتقائه لإبداعات متنوعة يتضح تماما اعتماده  على ذائقة واعية تماما .

ومطالعة المشهد الثقافي في أي بلد عربي بعيون مثقفي ونقاد بلد عربي آخر هو من أجلَ ما يمكن أن يسهم في رسم بوادر مشهد عربي متكامل نحلم يوما أن يقال  في عناوينه العريضة ( الأدب العربي ) على غرار الأدب العالمي الذي يعبر – شئنا أم ابينا – عن قومية مشتركة في التاريخ والفكروالحضارة على غرار الأدب الروسي ، والأدب الإنجليزي وغيرهما ، بعيدا عن الجغرافيا الضيقة ، والقطرية المختزلة لعمومية اللوحة الثقافية في الوطن العربي.

ختاما من الجدير بالذكر أن للدكتور يونس شعبان الفنادي دراسة نقدية بعنوان ( من بستان الخضراء ) تناول فيه قراءة لبعض الإبداعات التونسية وربما في هذا إشارة بالغة التفاؤل إلى الحرص الواعي بالاطلاع على إبداعات الأشقاء في دول الخريطة العربية الممتدة .

شاهد أيضاً

ليتني بعض ما يتمنى المدى

(ثقافات) ليتني بعض ما يتمنى المدى أحمد عمر زعبار اعلامي وشاعر تونسي مقيم في لندن …

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *