48 ساعة في مومباي

(ثقافات)

48  ساعة في مومباي

معز ماجد

1

في كولابا،

على بعد خطوات من متجر “فويتّون”،

قطة تحاول الولادة.

أبعدَ قليلا،

يؤدّي طفل حركات بهلوانية خرقاء.

لم يبلغ الخمس سنوات بعد.

أمّه تضرب على الدفّ

من أجل عشر روبيات وابتسامة …

عشرة روبيات، لا شيء تقريبا،

لكنها تظلّ شيئًا ما، على كلّ حال.

رائحة القلي تغطّي اللحظة وتبدّد الأفكار.

هؤلاء الناس يزمّرون بلا سبب!

ليقولوا إنهم هنا، على ما يبدو.

القطّة ما زالت تحاول الولادة

تحت عربة إسكافيّ متجوّل.

تاجر عربيّ ثريّ

بائع أقمشة

يخرج من متجره.

اسمه عبد الرحيم بن خليل الموْلوي.

تعيش عائلته هنا منذ قرون.

يطرد المرأة

ودُفّها

وطفلها البهلوان.

فهما يسدّان مدخل محلّه.

القطة التي تلد في هذا الضجيج

لا تزعجه على الإطلاق.

عند وصولي إلى هنا،

أشار سائق التاكسي

إلى مبنى من خمسة عشر طابقا.

يعيش فيه خمسة أشخاص:

رجل،

وزوجته،

وولداه وابنته.

أبعد قليلا،

حيّ قصديري على شاطئ البحر

يوفّر لهم الخدم

والعشرات من الحراس.

يبدو أنّ الرجل في خصومة قضائية

 ضدّ أخيه.

تأتي بوابة الهند بمدّ متواصل من السياح

لم أدرك أنني كنت أحدهم.

قبالتها

يستعرض فندق “تاج محل” أبّهته.

مقابل سبعمائة دولار

يتيح لبائع سيارات شيفروليه مستعملة

في سانت لويس في ميسوري

أن يعيش

لليلة واحدة

كما لو أنه نائب ملك الهند.

2

غرام واحد من الزعفران النقيّ

يساوي، على ما يبدو،

ثمن ما يكفي لإطعام عائلة دليلي

لأكثر من أسبوع.

يغادر بابتسامة،

وخمسة كيلوغرامات من حبوب الأرز

ولتر من زيت النخيل.

منذ متى فقدنا صوابنا إلى هذا الحدّ؟

3

بعد منتصف الليل،

الأضواء خافتة

من الكوّة.

قلقين،

ندخل بحر العرب

كما ندخل في اتساع العدم.

(ترجمه عن الفرنسية: جمال الجلاصي)

شاهد أيضاً

ليتني بعض ما يتمنى المدى

(ثقافات) ليتني بعض ما يتمنى المدى أحمد عمر زعبار اعلامي وشاعر تونسي مقيم في لندن …

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *