قصيدتان لإميلي ديكنسون

(ثقافات)

قصيدتان لإميلي ديكنسون 

ترجمة : د. سارة حامد حواس 

مَعَ وَرْدَةٍ 

خَبَّأْتُ نَفّسي دَاخِلَ  وَرْدَتِي

 التي تَرّتَدِيها على صَدْرَك

و تَرْتَدِيني معها أيضًا من دونِ شكٍّ

أمَّا  الملائكةُ فتعرفُ البَقِيَّةَ جيدًا

خَبَّأْتُ نَفْسي دَاخِلَ وَرْدَتِي

التي سَقَطَت  ذابلةً من مزهريتِكَ

تَشْعُرُ بي من دون شكٍّ

وحيدةً تمامًا .

2

لو أَسْتَطِيعُ أنْ أَمْنَعَ قَلْبًا من الانّكِسَارِ

…………………….

لو  أسْتَطِيعُ أنْ أَمْنَعَ قَلْبًا منْ الانْكِسَارِ

إذَنْ لن أَعِيشَ من دُونِ جدوى

لو أسْتَطِيعُ   أنْ أُخَفِّفَ  عن أحدٍ أَوْجَاعهِ

 أُزِيلَ آلامه؛

أنْ أُنْقِذَ طَائِرَ ” أبو الحِنَّاء ” المُغْشَى عليهِ

 أَعِيدَهُ إلى عُشِّهِ  ثانيةً

إذن لنْ أَعِيشَ من دُونِ  جَدْوَى .

إميلي ديكنسون ( ١٨٣٠-١٨٨٦)

وُلدت إميلي ديكنسون في ولاية ماساشوستس في الولايات المتحدة الأمريكية عام ١٨٣٠.تلقت  تعليمها في أكاديمية أميرست و التي يُطلق عليها الآن كلية أميرست .استمرت دراستها في هذه الأكاديمية  سبع سنوات ، و بعد ذلك انتقلت إميلي إلى مدرسة ماونت هوليووك للإناث و استمرت فيها  عاما واحدا ، و تردد كثيرا حينها أن السبب الرئيسي في تركها للمدرسة حالتها العاطفية المتدهورة .نشرت إميلي في حياتها إحدى عشرة  قصيدة و قد أوصت شقيقتها ليفينيا بحرق جميع قصائدها و رسائلها بعد وفاتها و بالفعل أحرقت لفينيا  معظم أعمال إميلي و لكن تبقى منها أربعون  مجموعة شعرية بالإضافة إلى بعض الصفحات المتفرقة .بدأت إميلي الكتابة في سن المراهقة ، و قد تأثرت في بداية حياتها بمدير مدرسة  أميرست ”ليوناردو هامجري”و أيضا بصديق العائلة ” بنجامين فرانكلين”.

في عام ١٨٥٥ تعرفت إميلي إلى  وزير يُدعى ”تشارلز وادسووت” في أثناء رحلتها في فيلاديلفيا و بينسلفانيا و بعد ذلك تحولت صداقتهما القوية إلى علاقة عاطفية و تعلقت به كثيرا و راسلته بعد ذلك .

كانت ”سوزان جلبرت” صديقة إميلي المقربة و التي تزوجت شقيقها ويليام فيما بعد عام ١٨٥٦ في منزل مستقل و خدمت إميلي و أختها لفينيا والدتها المريضة حتى توفيت عام ١٨٨٢.كانت إميلي في عزلة دائمة عن البشر بسبب إصابتها بالخوف المرضي و القلق و جاء ذلك نتيجة لرعايتها لوالدتها أثناء مرضها كما أنها بعد ذلك تلقت علاجا خاطئا تسبب في إصابة عينيها ، و قد بلغ إنتاج إميلي أوجه في أواخر خمسينيات  القرن التاسع عشر و حتى منتصف الستينيات ، و قد احتلت  منزلة عالية ككاتبة منذ نشر الطبعة الأولى من قصائدها و قد أثرت بشكل كبير في اتجاه الشعر في القرن العشرين .

أثرت حياة العزلة و الوحدة التي عاشتهما إميلي على قصائدها فكثيرا ما عبرت عن وحدتها ؛ و على سبيل المثال في قصيدة ”With a Flower’’ ؛ عبرت إميلي عن إحساسها بالوحدة في السطر الأخير من القصيدة ” Almost a loneliness’’ .

إميلي كانت شاعرة متقدة الأحاسيس و قد وضح ذلك بصورة كبيرة في شعرها كما أن حبها للطبيعة كان له أثر كبير أيضا في شعرها و قد بدا ذلك واضحا في الكثير من قصائدها.

امتازت إميلي بقصائدها القصيرة التي تمردت من خلالها على قواعد الصرف و أشعارها لا تنطبق على قواعد النظم و امتاز شعرها أيضا   بالمعاني الرمزية المضمرة ، كما أن قصائدها  تحتوي على سطور قصيرة  مستخدمة قافية مائلة في أغلب قصائدها ،  تكتبها بالأحرف الكبيرة و تستخدم علامات ترقيم غير تقليدية.

،و قد نُشرت أول مجموعة شعرية لإميلي عام  ١٨٩٠ و قد قام صديقاها توماس هيفنسون و مابل تود بنشرها  و قد قاما بعد ذلك أيضا بنشر كتاب إميلي و الذي حمل عنوان “The Poems of Emily Dickinson”و من ثم أصبح إنتاج إميلي متاحا للقراء و قد عرفت قصائدها بأنها بلا عناوين لكنها كانت مرقمة بتسلسل ، و برغم الانتقادات التي وجهت ضدها في كل هذه المسيرة الحافلة والتي شككت في براعة إميلي الأدبية  فإنها أعظم شاعرة بين النساء .

توفيت إميلي ديكنسون في عام ١٨٨٦  بعد إصابتها بالفشل الكلوي عن عمر يناهز ٥٥ عاما .

شاهد أيضاً

ليتني بعض ما يتمنى المدى

(ثقافات) ليتني بعض ما يتمنى المدى أحمد عمر زعبار اعلامي وشاعر تونسي مقيم في لندن …

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *