” نزوة”

   ” نزوة”

   قصة قصيرة

 كونراد آيكين *

 ترجمة : إفلين الأطرش

 ترنّم “مِيتشل لويس” بينما كان يحلق ذقنه، مُتلهيّا  بالوجه الذي يطالعه في المرآة ـ الوجه الشاحب غير المتناسق، بالعين اليمنى الأعلى بكثير من اليسرى، وبحاجبها المتقوّس بشكل خاص،  كحرف ” يو” u  بالإنكليزية  مقلوبا رأسا على عقب. ربّما لن يكون هذا اليوم بسوء سابقه. في الحقيقة، لقد عرف أنّه لن يكون كذلك، ولهذا السبب فقد ترنّم. لقد كان هذا اليوم هو  يوم الهروب الأسبوعي، حيث يستطيع البقاء خارج البيت حتى حلول المساء،  ثم يلعب البريدج مع هروتز، براينت، وسميث. أيتوجب عليه إخبار “دورا” أثناء جلوسهما إلى مائدة الإفطار؟  لا، من الأفضل ألا يخبرها. بخاصة في ظلّ شجار البارحة حول الفواتير غير المدفوعة. ومن المحتمل أنّه سيكون هناك المزيد منها إلى جانب  طبق إفطاره : فاتورة الإيجار ــ  فاتورة فحم الوقود ــ فاتورة الطبيب الذي أُحضر للأطفال ــ يا إلهي، يا لها من حياة إ ربما حان الوقت من أجل قفزة جديدة… فلقد ابتدأت دورا تُظهر نزقاً وعدم راحة من جديد …

  لكنّه ترنّم، متفكّرا في لعبة البريدج. ليس لأنه كان يحبّ هروتز أو براينت  أو سميث ــ أشخاص تافهون، حقيقة ــ  مجرّد معارف شخصيين . لكنْ ماذا يمكنك فعله من أجل تكوين صداقات، حين يكون لزاما عليك دائما أن تَثِب من مكان إلى آخر، من أجل تأمين عيشك، ويكون القدر دائما مضادا لك ؟! لقد كانوا كافين تماما،  هم كفاية جيدة من أجل هروب صغير، حفلة صغيرة ـ ويوفّر هروتز شرابا جيدا.  وجبة الغداء في المطعم اليوناني، ومن ثمّ إلى غرفة سميث ـ نعم. لذا سينتظر حتى وقت متأخر من بعد الظهر، ثم يهاتف دورا وكأن ذلك كلّه حدث فجأة : “آلو،  دورا ـ أهذه أنت أيتها الصديقة؟ نعم هذا مِيِتشل ـ لقد طلب مني سميث التوقّف عنده من أجل لعبة بريدج ـ أنت تعرفين ـ لذلك سأتناول طعاما خفيفا في المدينة. سأعود في آخر سيارة كالمعتاد.  نعم ….  إلى اللقاء! …”

  وسار كلّ شيء على ما يرام، أيضا. كانت دورا هادئة، أثناء الإفطار،  ولم تكنْ معادية. كانت كومة الفواتير هناك، تؤكّد وجودها، لكنّه لم يقل شيئا بشأنها. وبينما كانت دورا منشغلة بتجهيز الصغار للمدرسة، تمكّن من التسلّل خارجا، متظاهراً بأنه قد تأخّر أكثر مما كان الأمر عليه في الواقع . كان ذاك العمل متقناً. ترنّم ثانية، حين كان ينتظر القطار ـ تي ـ لورا ـ  لورا ـ لو ـ فلتنتظر الفواتير، عليها اللعنة! لا يستطيع الإنسان توفير كلّ شيء مرة واحدة ـ أيستطيع ذلك حين يحاصره الحظ السيء في كل مكان؟ وإذا تمكّن من قضاء ليلة قصيرة خارج البيت، الآن وفيما بعد، فإنها راحة وتغيير، تحوّل صغير ـ ماذا سيكون الضرر في ذلك؟

  هاتف دورا في الرابعة والنصف وزفّ إليها الخبر. لن يكون في البيت إلا في وقت متأخر.

  ” أمتأكد أنك ستكون في البيت بأيّة حال؟” تساءلت ببرود.

 تلك كانت فكرة دورا عن المزاح. لكنْ ــ لو إنه قد تنبّأ أو حتى قدّر ــ !

 قابل الآخرين في المطعم اليوناني، ابتدأ بكأسين من  شراب الأوزو اليوناني ( ذي لون أبيض مقطّر من النبيذ … المترجمة) مما دفّأه. ثمّ تحوّل إلى النبيذ الأحمر، زيتون ردئ ، البيلاف  (طعام شرق أوسطي مكون من أرز ولحم وتوابل .. المترجمة)، وأطعمة أخرى باهتة غير مشهورة. وفي وقت متأخّر بكثير اجتازوا جميعا شارع بيللسترن إلى غرفة سميث. كانت ليلة باردة، درجة الحرارة دون الصفر بعدّة درجات، بثلج جافّ عذب ينخُل فوق الشوارع. لكنّ غرفة سميث كانت دافئة على نحو مريح. عرض عليهم بعض الجنّ وسيجار بورتو ريكان، أراهم لقطة فوتوغرافية لحبيبته على شاطئ الريفيرا، ثمّ استقرّوا من أجل لعبة بريدج حميمية طويلة.

  كان ذلك أثناء استراحة ما بين الشوطين، حين نهضوا جميعا  ليحرّكوا سيقانهم ويمدّوها ويجدّدوا كؤوسهم ـ حيث ابتدأ الحديث ـ لم يستطع مِيتشل أبدا أن يتذكّر أيّهم قد ابتدأ الحديث ـ عن “النزوة”. من المؤكّد أنّه يجب أن يكون هروتز، الذي كان ـ بطرق كثيرة ـ المثّقف الوحيد بين الثلاثة، مع أنّه من الصعب أن تصفه برفيع الثقافة. كان لديه حبّ استطلاعه اللعين، على أية حال، وكانت الفكرة قد بدأت تخطر في باله. على جميع الأحوال كان هو نفسه من طوّر الفكرة، وبحيوية بالغة.

  ” بالتأكيد”، قال. ” يمكن أن يقوم بها أي أحد. هل لديك دوافع؟ طبعا، لديك دوافع. كم مرة يخطر على بالك ـ  افرض إنني فعلتها؟ وأنت لا تفعل ذلك، لأنك تعرف جيدا أنك إن فعلتها فسوف تُعتقل. أنت تلتقي بشخص تحتقره ـ تريد أن تبصق في عينيه. ترى فتاة تودّ تقبيلها ـ تريد أن تقبلها. أو ربما أن تعتصر ذراعها حين تقف إلى جانبك في وسيلة نقل. أنت تعرف ما أعنيه”.

  ” هل أعرف أنا ما تعنيه!”. تنهّد سميث بحسرة. ” سأخبر العالم المخبول كلّه بذلك !…”

  ” ستفعل”. قال براينت. ” وكذلك سأفعل أنا”.

  ” سيكون ذاك الفعل سهلا”، أضاف هروتز. ” أن تستسلم لنزوتك. أنت تعرف ما أعني؟ بسيطة جدا. الإغراء قريب جدا. تلك الفتاة التي تراها جميلة بشكل جليّ ـ تقف قريبة جدا منك ـ إذا ما  أخرجت يدك فإنها تلمس ذراعها ـ ربما ساقها ـ لماذا تقلق؟ وتفكّر أنت، إذا لم يعجبها ذلك فلربما أجعلها تعتقد بأنني لم أقصدها …”.

   ” مثل هؤلاء الأشخاص الذين يشرطون معاطف الفراء بأمواس الحلاقة”، قال مِيتيشل. “نزوة فقط، في البداية، ومن ثمّ عادة”.

  ” مؤكّد … ومثل هؤلاء الأشخاص الذين يقصّون خصلات الشعر بالمقصّات. إنهم يشعرون برغبة في فعل ذلك … أو السرقة”.

  ” سرقة ؟” قال براينت.

  ” أكيد. لمَ لا؟  أشعر عادة بأنني أحبّ ذلك… أرى شيئا صغيرا لطيفا أمام عيني تماما على قاطع ما ـ أنت تعرف، سكّين صغيرة لطيفة، أو ربطة عنق، أو علبة حلوى ـ بسرعة، تضعها في جيبك، ثم تتجّه إلى القاطع الآخر، أو إلى نافورة الصودا لتشرب. ماذا أكثر من ذلك  إنساني؟ كلّنا نريد أشياء. لماذا لا نأخذها؟ لماذا لا نفعلها؟ فالتحضّر شيء سطحي فقط …”

  ” هذا صحيح.  إنّ الحضارة سطحية” قال براينت.

 ” ولكن إذا ما أُمسِك بك، بالله عليك!” قال سميث، فاتحا عينيه على اتّساعيهما.

  ” من يتحدّث عن الإمساك بك؟… من يتحدّث عن القيام بذلك؟ ليست المسألة أننا سنفعل ذلك، إنها فقط أننا نريد أن نفعل ذلك. بحقّ المسيح، كانت هناك مرّات كثيرة حين أفكر بعمق شديد في كلّ شيء، سأقبّل تلك المرأة إذا كان ذلك آخر شيء سأفعله ….”.

 ” من الجائز أن يكون”، قال براينت.

  كان مِيـتشل مندهشا ومستغربا لهذا التحوّل في الحديث. فهو لطالما شعر بهاذين الدافعين معا. وأن يعرف أن ذلك هو نوع من الرغائب البشرية العامّة فقد وقع عليه أثرها كصيغة  من  صيغ الانفراج  النفسي المريح.

 “طبعا، كلّ شخص لديه مثل هذه الأحاسيس”، قال مبتسما. ” أنا نفسي لدي هذه الأحاسيس… لكن افترض أنك تورّطت بها؟”.

 ” حسن. لا تفعل”، قال هروتز.

 ” أعلم ـ لكن افترض أنك قد فعلت؟”.

  هزّ هروتز كتفيه السمينتين لإظهار عدم المبالاة. ” أوه، حسنا”، أضاف، ” سيكون ذلك عمل ردئ”.
” يا إلهي، نعم” ، قال سميث، وهو يخلط أوراق اللعب.

 ” أوه”، قال براينت.

     استؤنفت اللعبة، مُلَئت الكؤوس ثانية، أُشعِلت الغلايين، وأُلقيت الأنظار على الساعات. كان على ميشيل أن يفكّر في آخر سيارة أجرة من ساحة سوليفان في الثانية عشرة إلاّ عشر دقائق. لكنّه أيضا لم يستطع التوقّف عن التفكير في تلك الفكرة الغريبة. لقد كانت مسليّة. كانت آسرة. هو ذلك، كلّ واحد يريد أن يسرق فراشي أسنان، كتب ـ أو أن يلاطف أنثى غريبة فاتنة في قطار ضاحية ـ الدافع في كل مكان ـ لماذا لا يكون هو كولومبس العالم اللاأخلاقي  ويفعل ذلك حقيقة؟… تذكّر سرقة صدفة محارة من غرفة جلوس جار لهم عندما كان طفلاً في العاشرة ـ لقد كانت إحدى الإثارات في حياته. لقد كوّمها في بلوزته البحرية وحملها بعيدا برباطة جأش فائقة. لكنْ فيما بعد حين حامت الشكوك حوله، هشّم الصدفة في ساحة بيتهم الخلفية. ودائما، حين كان يتطلّع بتمعّن إلى مجموعة طوابع باركر ـ الأمريكيون الأوائل ـ ….

 قَطعت اللعبة ذكرياته، وسرعان ما حان الوقت المعتاد لآخر سيارة ليليّة. أوصلهم براينت إلى شارع بارك. كان مِيتشل ثملاً بمقدار قليل، لكن ليس إلى الحدّ الذي لا يستطيع الثبات فيه على قدميه. لوّح بيده فرحا لبراينت وهروتز وبدأ بشقّ طريقه خلال الثلج إلى مدخل الضاحية. كانت الأضواء جميلة جدا على الثلج. كانت كنيسة شارع بارك تدق ، بأجراسها الرُبعية الناعمة اللطيفة، معلنة نصف الساعة. متّسع من الوقت، مزيد من الوقت. وقت كاف لزيارة متجر من النوع الذي تباع فيه السجائر والسندويشات، أدوات التجميل وأشياء كثيرة أخرى، واحتساء الشوكولا الساخنة ـ استطاع رؤية أضواء النوافذ الدافئة تتساقط على الممشى الجانبي المكسو بالثلج. قطع الشارع بشكل متعرّج ودلف إلى المكان.

  ومرة واحدة هوجم، باقتناع راسخ بأن السبب الحقيقيّ لدخوله المتجر لم يكن من أجل احتساء الشوكولا الساخنة ـ ليس على الإطلاق! بل ليقوم بسرقة شيء ما. كان سيضع النزوة أمام الاختبار، ويرى في ما إذا ( أولا) سيقدر أن يتدبّر أمر ذلك بمهارة  وكفاءة، و( ثانيا) في ما إذا كانت السرقة ذاتها ستعطي نفسه أي إرضاء حقيقي. كان المتجر مكتظّا بأناس حضروا لتوّهم من المسرح المجاور. كانوا يتدافعون ثلاثة في المرة الواحدة حول نافورة الصودا، وكشك المحاسبة.  وفي الخلف  من المتجر الواسع، حيث قسم المراحيض وقسم صرف الوصفات الطبّية، لم تكن تلك الكثرة منهم، لكنّها ليست على الأقل لإعطائه فرصة عادلة. كان جميع الموظفين منشغلين. وكانت يداه في جيبي معطفه الواقي الجانبيتين ـ جيبان عميقتان متّسعتان سوف تفيان بالغرض تماما.  مجرّد تفحصٌّ سريع فوق طاولة أو قاطع ، فراقت له الفكرة ــ.

   لغرابته الكافية ـ لم يكن في أدنى حالات الإثارة. ربما كان ذلك بسبب ما تناول من مشروب في بيت صديقه. بل على العكس، كان  في كليّة النشوة والتسلية؛ ولا يمكن القول إنه كان فرحا. كان يبتسم، حين سار ببطء على الجانب الأيمن من المتجر باتجاه الخلف، محدّدا طريقه بين الناس، بكتف واحدة إلى الأمام أولا ومن ثم الأخرى، بينما بعين متفحّصة ناقدة  ينظر إلى البضائع المكوّمة على القواطع وقوائم العرض المثبتة على منتصف بلاط المتجر. كان هناك بعض زجاجات عطر جذّابة فعلا أو بعض عبوات منعشة بفعل رذاذها ـ لكن من الممكن أن تخلق المصابيح المتدليّة مشكلة حقيقية. كان هناك أكداس من أوراق الرسائل الموضوعة في صناديق معلّبة. سلال  مليئة بفراشٍ للملابس، زجاجات مياه معدنية خضراء اللون، أباريق لغلي القهوة بطريقة الترشيح ـ كبيرة جدا، وخارجة عن الموضوع ، صينية بفراشي أسنان متعدّدة الألوان ممتزجتها، زجاجات كولونيا، أقلام حبر ــ ثمّ وقع في الحبّ من الرؤية الأولى. لن يكون هناك أدنى شكّ بأنّه قد  وقع على ضحيّته المنشودة. حملق، مفتونا، بالهدف الشهيّ ـ طقم حلاقة آمن فخم، من الذهب الخالص، في علبة من جلد أفعى مغطّاة بقماش البُلش الأحمر الذي يفوق المخمل في  وبريّته ….

   لن ينجح الأمر، إذا ما حملقتَ فيها طويلا ـ فمن الممكن أن يلاحظكَ أحد الموظفين. تفكّر في  خطته : عاينْ بسرعة الموضع الصحيح للعلبة ـ الذي كان قريبا جدا من حافة القاطع الزجاجية  ـ وتمثّل بصورة عقليّة دقيقة تماما، المشهد الذي يجب أن تكون فيه قريبا منها وتحرّكها في وقت واحد ـ السباّبة إلى الخلف ـ الإبهام في الأمام ـ وتسحب العلبة إلى الأمام وتنزلق أسفلا في الجيب ــ وحين أخرج فكرته الى الوجود بتمثّل تام، تجاوبت معه عضلات ذراعه الأماميّة. أكمل تقدّمه البطيء في أرجاء المتجر، مارّاً بقاطع  صرف الوصفات الطبّية، ومارّاً بقاطع الحلوى؛ تفحّص مُظهراً بعض الاهتمام  في عرض لولاّعات وأمواس حلاقة، وبعدئذ، باستدارة سريعة، عاد برويّة إلى ضحيّته.

   كان كلّ شيء مبشرّاً بخير. كان كلّ قسم ذاك القاطع خالٍ تماما تلك اللحظة، لم يكن هناك زبائن أو موظفون. وصل إلى القاطع، انحنى فوقه وكأنه سيتفحّص بعض علب أدوات التجميل المزركشة الرابضة في قاع خزانة العرض، ملتقطا واحدة منها بيده اليسرى، كما كان يفعل ذلك عادة. بهذا الشكل كان ينحني مباشرة فوق العلبة، وكان ذلك أكثر الأشياء سهولة في العالم أن يقبض على ضحيّته المنشودة كما خطّط بين إبهام وسبّابة يده الأخرى، أن يغلقها بلطف، ويزلقها أسفلا في جيبه. لقد قُضي الأمر كلّه في لحظة. بعد ذلك أكمل للحظة إدارة علبة مسحوق التجميل في دائرة الضوء، في هذا الاتجاه وذاك، وكأنّه سيراها إذا ما كانت تبرق ـ أبرقت بشكل لطيف جدا، ثم أعادها فوق كومة العلب. استدار، ووصل إلى نافورة الصودا ـ تماما كما كان اقترح هروتز.

                        **************************************

كونراد آيكين:  كاتب امريكي ولد عام  1889   عاش يتيما مع أخوته وهم أطفال في كنف خالته وزوجها راعي إحدى الكنائس  بعد انتحار الوالد الذي قتل الأم أولاً ، فوفّرا له الدراسة حتى تخرجٍ من هارفارد . شاعر، قاص وروائي،  له مسرحية واحدة كما كتب في النقد ألأدبي  متأثرا في نتاجاته الأدبية بالتحليل النفسي الفرويدي لعشقه كتابات فرويد في هذا المجال كما غيره من علماء النفس. أنهى منشوراته الإبداعية بسيرته الذاتية. نال العديد من الجوائز والألقاب الأدبية لتكريمه على مستوى الولايات المتحدة بعد الانتباه لعطائه.   رحل العام 1973.

شاهد أيضاً

رواية “قناع بلون السماء”…ملامح الهوية الفلسطينية بين التحقق والذوبان

(ثقافات) رواية “قناع بلون السماء”…ملامح الهوية الفلسطينية بين التحقق والذوبان  صفاء الحطاب تذهب بنا رواية …

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *