إضاءة للمجموعة القصصية “مجرد صديقة” للأديبة صبحة علقم

(ثقافات)

إضاءة للمجموعة القصصية “مجرد صديقة” للأديبة صبحة علقم

هدى أبو غنيمة 

إذا وصف الفن بأ نه إعادة صياغة الواقع بصورة مؤثرة فإن العمل الابداعي قد يتجاوز التعريفات النظرية ,بل يضيف إليها . من هذه الرؤية بدت لي تجربة الدكتورة صبحة علقم في ((مجرد صديقة)) تجربة مختلفة بحمولتها الثقافية ولماحية ,ما احتوته القصص القصيرة جدا والقصص الأخرى في أنساقها المضمرة ما يجعلها نصوصا  قابلة لأن تكون مشاهد مسرحية أو نصا مسرحيا واحدا.

قد تبدو كلمة مجرد خطأ لغويا شائعا يخالف المألوف اختارته الأكاديمية للتعبير عن جرح غائر في الأعماق فرضته منظومة اجتماعية  تنادي بحقوق المرأة علنا وتقهرها وتهمشها سرا .في قصة ((ذبول)) وهي ومضة مكثفة الإيحاء كتبت ((بعد عقد من الهيام والوصال فاجأها بقوله:((أنت مجرد صديقة )) بكت قليلا,ضحكت كثيرا,ركنت إلى إحدى زوايا القلب ترتجف))

يبدو العالم في وعي الكاتبة أوسع أفقا من سلطة رجل, أو سلطة مجتمع يحصي حركتها وسلوكها ,ويحكم غالبا على ماتنتجه فنياحسب شكلها وعمرها ,فقد تميزت معظم القصص في المجموعة بإظهار قدرة المرأة على أخذ زمام المبادرة في معظم  المشاهد  ,وعلى وعيها بذاتها كإنسانة مكتملة وليست ضحية. في قصة ((أمومة)) : الجمهور في حالة ذهول,فالممثلة غادرت العرض قبل أن ينتهي المشهد المسرحي. المخرج يهرول بسرعة يرجوها بصوت عال لتعود,الممثلون يحاولون اللحاق بها,وهي تسابق الريح. طفل في وسط المسرح يبكي ((ماما )) لا أحد يلتفت إليه الجمهور يتهامس الطفل يجهش في البكاء . المخرج يعتذر من الجمهور بثقة مصطنعة  .المخرج والممثلون والجمهور يحاولون إسكات الطفل,الممثلة تصرخ ابتعدوا عن ابني تضمه إلى صدرها ثم تعود إلى خشبة المسرح.

إن خصوصية ماتكتبه المرأة لا يأتي من جعل همومها وأزماتها الذاتية محور اهتمامها فحسب ,بل من وعيها بذاتها , وثقتها بقدراتها ووعيها بمشكلات مجتمعها وتفاعلها الثقافي مع الاتجاهات الحديثة.والتحولات الاجتماعية.

شاهد أيضاً

فرويد وصوفيا في جلسة خاصة

(ثقافات) فرويد وصوفيا في جلسة خاصة د. صحر أنور جلس سيجموند فرويد أمامها ينظر إلى …

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *