أ. د. عنتر صلحي عبداللاه: ترجمات القرآن ليست تفاسير

أ. د. عنتر صلحي عبداللاه: ترجمات القرآن ليست تفاسير

حاوره: ناصر أبوعون 

الأستاذ الدكتور عنتر صلحي عبداللاه طليبة، أستاذ اللغويات التطبيقية وتعليم اللغة الإنكليزية، حاصل على ثلاث درجات ماجستير الأولى في «تعليم اللغة الإنكليزية» من جامعة جنوب الوادي المصرية، والثانية «في علم اللغة ونظرية الترجمة» من جامعة لندن البريطانية، والأخيرة في «الفلسفة والأديان» من جامعة كارتون الكندية، وكان موضوع رسالته في الدكتوراه عن «إعداد مناهج الترجمة في الجامعات العربية»، اشتغل بتدريس «اللغويات التطبيقية والترجمة» في العديد من الجامعات العربية ودرّس «اللغة العربية لغير الناطقين بها» في جامعة «لندن» في بريطانيا وكان أستاذاً زائراً في جامعة «نيو مكسيكو» الأميركية، وهو حالياً مدير برنامج اللغة العربية بجامعة «كونكورديا» الكندية. نشر 25 كتاباً في اللغويات والترجمة وتعليم الإنكليزية وتعليم العربية والأدب الإنكليزي والتاريخ والسيرة النبوية، منها: «من أسرار اللغتين الإنكليزية والعربية في جزءين»، و«نحو نظرية حضارية في تعليم اللغات الأجنبية» و«لمحات من المعالم النبوية» و«نظرات في ترجمة معاني القرآن الكريم»، وقدم برنامج «المدينة التاريخ الحيّ» من ثلاثين حلقة على اليوتيوب، ونشر أكثر من 50 بحثًا ومقالًا في مجلات علمية عالمية. ومن أهم ترجماته:«دليل كامبريدج للذكاء»، و«تاريخ تطوير التعليم في أميركا»، و«إعداد معلم اللغات مدخل دراسة الحالة» وقد التقيناه ودار معه الحوار التالي: 

 المكافئ الدلالي

● يعاني المترجمون الحاذقون من صعوبات إيجاد المكافئ الدلالي والتركيبي والثقافي المناسب لألفاظ الأصل وتراكيبه.. فما الحال إذن مع ترجمة النصوص الدينية والتراثية، وما أهم الإشكالات التي تضج مضاجعهم؟

– أسعد بهذا اللقاء مع «القبس الثقافي»، وأثني على كلامكم أن إيجاد المكافئ الدلالي من أكبر صعوبات الترجمة، والأمر يتعاظم عند الترجمة الدينية والتراثية لأسباب كثيرة؛ منها ضعف إعداد المترجمين في فهم لغة التراث والتعرف على دلالاتها، فالمترجم – في غالب الأحيان – قليل البضاعة في الاطلاع على التراث وفهم التصور المفاهيمي الذي يكتنف النصوص المختلفة، وبالتالي فعند إقباله على ترجمة هذه النصوص إلى لغة أجنبية يحتاج المرور بمرحلة وسيطة هي تحويل المفاهيم والألفاظ والعبارات التراثية إلى معانٍ حديثة يفهمها أهل عصره، ومن ثمّ تحويل هذه المعاني الحديثة إلى اللغة الأجنبية. وهو بذلك ينقل المعنى لكنه يضحي بجانب كبير من روح النص التراثي. على سبيل المثال، قرأت عبارة قبل فترة تقول «التعاليق في الحواشي كالشنوف في آذان الأبكار» مثل هذه العبارة لا يمكن ترجمتها دون معرفة الدلالات الثقافية المختلفة لكل كلمة وردت في النص. فالتعاليق جمع تعليق وهو ما يكتب على حاشية المخطوطات، أما الحواشي فهي جمع حاشية وهي ما يكتب في هامش متن المخطوطات، وفي الغالب تكون التعاليق تمثل حكماً وفرائد ولطائف كتبها المعلق على كلام المحشّي، ثم الشنوف وهي من أدوات الزينة الصغيرة التي توضع في الجزء الأعلى من أذن المرأة بخلاف الأقراط التي تكون متدلية من أسفل الأذن، والأبكار يعني النساء اللاتي لم يتزوجن. فانظر إلى الصورة البديعة للتشبيه، وبدون هذه العملية للبحث عن المعاني وفهم الدلالات لن يفلح المترجم في ترجمة مثل هذه العبارة، وقد يحتاج إلى شروحات في هامش الكتابة.

فهم النصّ التراثي

مثال آخر على ضرورة فهم النص التراثي هو هذا البيت الشهير في قصيدة لسان الدين بن الخطيب:

والذي أجرى دموعي عندما

عندما أعرضت من غير سبب

كنت دائما أتساءل لماذا كرر الشاعر كلمة (عندما)، وختم بها شطر البيت وبدأ بها الشطر الآخر، وكنت أقول ربما للوزن الشعري وربما لتأكيد الحالة الشعورية، حتى علمت أن الكلمة لم تُكرر وإنما هما كلمتان مختلفتان، الثانية هي المشهورة (عِندما) بكسر العين بمعنى (حينما)، أما الأولى فهي (عَندما) بفتح العين، وهي من (العندم) وهو اسم لشجرة (دم الأخوين) وهي شجرة نادرة إذا قُطعت ساقها نزفت مادة حمراء تشبه الدم، فالشاعر يقول إن دموعه جرت مثل دم العندم، وهي هنا تمييز أو حال، لذا أضيفت لها الألف للتنوين، وسقطت نون التنوين في النطق للوقف على آخر شطر البيت، فظن من يقرأها أنها (عِندما) وأنها كُررت.

ومن المشكلات كذلك، صعوبة الترجمة إلى اللغة المستهدفة، فالترجمة الطبيعية تكون إلى لغة المترجم لأنه – في المفترض – مالكٌ لناصية التراكيب والتعبير في لغته أكثر من اللغة الأجنبية، لذا عليه فقط فهم النص الأصلي ومن ثمّ يسهل عليه ترجمته وصياغته بشكل جديد. وعند ترجمة النصوص التراثية والدينية، ينبغي عليه بذل المجهود في عمليات الفهم والبحث عن المعاني، ثم تحويل هذا إلى فهم معاصر، وبعد ذلك تحويل هذا الفهم المعاصر إلى لغة أخرى لها قوانينها وأساليبها المختلفة، وربما تزيد مرحلة أخرى هي محاولة إضفاء طابع القدم والتراثية في النص المترجم بما يحمل قبسا من روح الأصل. إذن كما ترى فالعملية مركبة وأكثر تعقيدا من ترجمة النصوص المعاصرة.

ومن الأسباب كذلك، الرهبة والخوف عند الإقبال على النصوص الدينية، لأن الخطأ في ترجمتها قد تترتب عليه مخالفة لأحكام الدين، فيأثم المترجم بسبب عدم فهمه وتقصيره في البحث والتحري. ولذلك لا تعهد المؤسسات الكبرى بالترجمات التراثية أو الدينية سوى للخبراء في المجال الذين تخصصوا فيه معظم حياتهم وحصَّلوا بجواره لغة أجنبية تمكنهم من التعبير عن مصطلحاته ومفاهيمه بلسان آخر.

ترجمة النصّ القرآني

● تظهر ما بين فينة وأخرى ترجمة حديثة لمعاني القرآن الكريم وسبقتها عشرات الترجمات بلغات متعددة.. لماذا تبقى كل هذه الترجمات قاصرة عن توصيل معاني النص القرآني ودلالاته؟

– القرآن الكريم له خصوصية ليست لأي نص ديني آخر، فهو كلام الله سبحانه وتعالى بلفظه ومعناه، وهو «المتعبد بتلاوته» وعند أهل العقيدة «ليس بمخلوق يعني متعالٍ عن الزمان والمكان» ولا يمكن نقل ألفاظه إلى لسان آخر. لاحظ قولنا «لا يمكن نقل ألفاظه» وليس معانيه، فالمعاني يمكن ترجمتها، فالترجمة هي في الأساس تفسير للقول، والقرآن الكريم تعددت تفاسيره عبر العصور. وكما لم نتوقف يوماً ونقول جاءنا التفسير الكامل ولا تفسير بعده، كذلك لا يمكن أن نقول جاءتنا الترجمة الكاملة ولا ترجمة بعدها. فالنص القرآني بطبيعته له دلالات ومعانٍ وأسرار وأنوار ولا ينقطع التدبر فيه ولا تنقطع فيوضات وفتوحات التأمل فيه. وأهل اللغة العربية أنفسهم – وهي حاملة القرآن- لا يمكنهم أن يؤدوا معاني القرآن وسطوته وسكينته بغير النظم القرآني الفريد، وكان هذا هو التحدي الأكبر لأهل البيان وأهل الفصاحة بين العرب، فما استطاعوا أن يأتوا بمثله. بل تحداهم القرآن أن يعيدوا كلاما هم أنفسهم قالوه، فما اسطاعوا أن يفعلوا على سنة القرآن في النظم. فقد قالوا «لَن نُّؤْمِنَ لَكَ حَتَّىٰ تَفْجُرَ لَنَا مِنَ الْأَرْضِ يَنبُوعًا (90) أَوْ تَكُونَ لَكَ جَنَّةٌ مِّن نَّخِيلٍ وَعِنَبٍ فَتُفَجِّرَ الْأَنْهَارَ خِلَالَهَا تَفْجِيرًا (91) أَوْ تُسْقِطَ السَّمَاءَ كَمَا زَعَمْتَ عَلَيْنَا كِسَفًا أَوْ تَأْتِيَ بِاللَّهِ وَالْمَلَائِكَةِ قَبِيلًا (92) أَوْ يَكُونَ لَكَ بَيْتٌ مِّن زُخْرُفٍ أَوْ تَرْقَىٰ فِي السَّمَاءِ وَلَن نُّؤْمِنَ لِرُقِيِّكَ حَتَّىٰ تُنَزِّلَ عَلَيْنَا كِتَابًا نَّقْرَؤُهُ» قالوا هذا الكلام ولما نزل قرآنا لم ينكروا أنهم قالوه، ثم تحداهم القرآن أن يأتوا بمثله، فما عليهم سوى أن يعيدوا كلامهم، لكنه لما صار قرآنا يتلى عجز عنه الأنس والجن.

أصعب اللغات

فإن كان هذا هو الحال داخل اللغة التي نزل بها القرآن، فهو بالتأكيد أصعب في غيره من اللغات، لذا لا يتجرأ مترجم أبدا – مسلم أو غير مسلم – على القول إن ترجمته هي القرآن البديل باللغة الإنكليزية أو الفرنسية أو غيرهما، وأنه لا حاجة للرجوع للأصل. فالقرآن لا يُتلى ولا يُصلى به إلا باللغة العربية، وما ترجمة معانيه سوى البوابة الأولى لفهم معاني هذا الكتاب العظيم.

ولا بد لنا من تحديد الهدف من الترجمات، فهي ليست تفاسير كاملة مفصلة بل ترجمة موجزة لمعاني الآيات، وكما يتجه المسلم العاميّ إلى قراءة تفسير مختصر أو مبسط أو معاني الكلمات، ثم يتوسع بالاطلاع على التفاسير المفصلة، فكذلك القارئ غير العربي يتعلم تلاوة القرآن بالعربية ويبدأ رحلة الفهم بقراءة ترجمة المعاني ثم ينطلق في قراءة ترجمات التفاسير المطولة. وهناك محاولات جيدة في ترجمة معاني القرآن مثل ترجمة المرحوم الدكتور محمود غالي وعبدالله يوسف وبكتال وعبدالحليم ومحسن خان وتقي الدين والدولية الصحيحة وترجمة مؤسسة جسور الأخيرة التي ركزت على ترجمة المعاني حسب القراءات المختلفة، ولكن الكمال لا يكون لبشر، فمهما كانت جودة الترجمة في جوانب أو آيات معينة، فهي قاصرة في جوانب أخرى. كما أن هناك ترجمات مغرضة يجب التحذير منها لأنها تشوه المعنى سواء بقصد أو بغير قصد مثل ترجمة ليلي بختيار النسوية وترجمة رشاد خليفة العلمانية والترجمة الإصلاحية الجديدة وترجمة شير علي، وغيرها.

المستتر وراء الألفاظ

● ننتقل من «القرآن» إلى «الشعر» لمناسبة المقال والمقام حيث مشقة البحث في بواطن النصوص، والمستتر وراء الألفاظ، والعنت في اصطياد المعاني المضمرة.. كيف لغير الشاعر المشتغل بالترجمة استكناه النصّ وتقديمه بما يقارب رؤى وعوالم القصيدة؟

– الشعر من أظهر النصوص التراثية، فهو ديوان العرب وبه كانوا يتفاخرون، والشعر –عند العرب القدامى– هو في الأصل موسيقى قبل أن يكون معاني، ويتجلى الشعر الأصيل في جمال المعنى وجزالة اللفظة ورصانة التعبير وروعة الموسيقى، فإذا ترجمنا هذه التركيبة إلى لسان آخر، تكسرت الألفاظ وضاعت الموسيقى ولم يبق إلا المعنى عاريا يتيما، ولذلك لا يُقبل على ترجمة الشعر سوى من لديه الموهبة الشعرية، وهي موهبة وليست دراسة ولا فصاحة، فهو وحده –الشاعر– من يستطيع أن يصيغ الأفكار المقروءة شعرا صافيا، وتعد الترجمة عندئذ من مؤلفات الشاعر وليست مجرد ترجمة. مثال على ذلك ترجمات مسرحيات شكسبير، رغم أنها ترجمت مرات عدة من أدباء كبار ومترجمين يُشار إليهم بالبنان فإن أجمل هذه الترجمات وأوقعها –في رأيّ الشخصي– ما قام به المرحوم عامر بحيري شيخ الشعراء، وانظر إلى ترجمته لمقطع بسيط من أبيات مسرحية «مكبث» يستعرض فيه عبثية الحياة:

غدٌ يمر وفي آثـاره أبدا *** غدٌ تمر به للدهر خــطواتُ

هو السجل كتبنا في صحائفه *** لكل مبتدئ فيه نهاياتُ

فلينطفئ ذلك القنديل مقتصدا *** في ضوئه إنما الدنيا خيالاتُ

ممثلون تلهوا فوق مسرحها *** حتى انقضوا وتلاشت فيه أصواتُ

وكان حافظ إبراهيم شاعر النيل لا يجيد الإنكليزية، فكان يطلب ممن درس مسرحيات شكسبير أن يحكي له معاني المسرحية، ثم يصوغ هو بعضاً من أبياتها شعرا عربيا نضيدا، كما فعل في ترجمة مناجاة مكبث لخنجره في نفس المسرحية.

على أنه من الضروري ملاحظة أن الشعر في النصوص التراثية لا يكون مقصودا لذاته، وإنما يكون منثورا إما للتأكيد على حكمة من مآثر العرب وإما للتنبيه على استخدام نحوي لأحد الشواهد. وعند ترجمة مثل هذه النصوص، ينبغي النظر في الهدف من الترجمة، فإن كان الهدف هو توصيل معنى النص وروحه – كما هو الحال في ترجمة المخطوطات النادرة والكتب النفيسة القديمة – فلا بد من ترجمة هذه الأبيات بقدر المستطاع. أما إن كان الهدف هو توصيل المعنى فقط – كما هو الحال في ترجمة الأبحاث الدينية إلى اللغة الإنكليزية للنشر في مجلات عالمية، فإن مثل هذه الأبيات تسقط ويشار إلى معانيها إشارات عابرة.

ترجمات المستشرقين

● اشتغل فريق من المستشرقين من أمثال «أربري» و«بلاشير» و«كزيمرسكي» وآخرهم «بيرك» على ترجمة معاني القرآن، واهتموا بوضع مقدمات منهجية لترجماتهم؛ إلا أنّ معرفتهم بنحو العربية وعلوم البيان كانت ضحلة وانعكست هذه المعرفة على أدائهم.. هل تعتقد أن وراء المدارس الاستشراقية نوايا غير بريئة تجاه القرآن؟ أم إن الجهل باللغة العربية وراء كل كبوة؟

– لا نعمم القول إن ترجمات المستشرقين كلها مغرضة، فبعضهم كانت نواياهم حسنة وأخرجوا لنا جانبا كبيرا من نصوص التراث في الأدب والأحاديث النبوية، وبعضهم كانت تعوزه الدقة اللغوية، والجانب الأكبر كانت أغراضهم مشبوهة. مثال على النوع الأول ما يقوم به المستشرق الألماني الحالي سبستيان غوتنر وهو متخصص في التربية الإسلامية وله موسوعة التربية والتعليم في الإسلام، وله مقال رائع حول معنى أمية النبي صلى الله عليه وسلم يؤكد فيه على معنى أصالة الرسالة وأصل النبي العربي origin and originality. ومن الجميل أنه يضع عناوين كتبه وأبحاثه مشتقة من آيات القرآن أو الأحاديث أو الآثار، فعنوان أحد أبحاثه «كُونُوا رَبَّانِيِّينَ بِمَا كُنتُمْ تُعَلِّمُونَ الْكِتَابَ وَبِمَا كُنتُمْ تَدْرُسُونَ: دراسة في التربية والتعليم في الإسلام». ورغم ذلك فقد وقع في خطأ عندما ترجم آية «قُلْ أَتُعَلِّمُونَ اللَّهَ بِدِينِكُمْ؟» إذ ظن أن معنى التعليم هنا هو التدريس teaching ولم يفهم أنها من الإعلام informing وقد راجعته في هذا، واعترف بخطئه ووعد بتصويبه في قابل الطبعات.-

الترجمات المشبوهة

أما الأمثلة على الترجمات المشبوهة، فهي كثيرة، منها أول ترجمة للغة أوروبية وهي التي قام بها ربورت الكتنوني RobertusKetenensis إلى اللغة اللاتينية عام 1143 ميلادية وأسماها Lex Mahumetpseudoprophete «تعالى الله ورسوله عما يقولون علواً كبيراً». وعن هذه الترجمة اللاتينية البيّنِ غرضُها ترجم الكثير من الأوروبيين القرآن إلى لغاتهم، فقام André du Ryer بالترجمة منها إلى الفرنسية في 1647، وعن هذه الترجمة الفرنسية قام Alexander Ross بأول ترجمة إلى الإنكليزية في 1649، وكما ترى فإن أول ترجمة إنكليزية لم يطلع مترجمُها على الأصل العربي، بل ولا على النص الأوليّ المنقول إلى اللاتينية، لكنه اكتفى بالنقل عمن نقل عن اللاتينية التي هي أصلاً ترجمة يكتنفها العوار وعدم الموضوعية. والعجيب أنه عن هذه الترجمة الإنكليزية ظهرت ترجمات هولندية وألمانية بعد ذلك.

وهكذا ظلت ترجمات القرآن إلى اللغات الأخرى عملاً يقوم به أعداءُ الدين بداعي تنفير الناس – في أوروبا – من الدين الإسلامي، أو التمتع بقراءة ما أسموه بـ«الخيالات» و«الضلالات».. بل إنّ أحدهم – Alexander Ross في طبعة لاحقة – تجرأ ووضع صورة بحار تركي بعمامة.. واستمر هذا الحال حتى مطلع القرن العشرين، حيث تجرأ Richard Bell في 1937على النص القرآني وأعمل فيه التغيير والتبديل وإعادة الترتيب، ظناً منه أن القرآن بوضعه الأصلي يفتقر إلى تناسق المعنى، فكتب عنوان ترجمته: The Quran, Translated with a critical rearrangement of the surahs، وهذا كله يبين الغرض المشبوه في الترجمات الاستشراقية.

ضوابط الترجمة

● يطالب المُتبحرون بالترجمة الدينية «التفسيرية أو النسبية» وأنت واحد منهم بوضع رزنامة من الضوابط الصارمة تكون ملزمة للراغبين في خوض تجربة ترجمة النصوص التراثية والمقدسة، لا سيما «القرآن».. ما أهم هذه الضوابط؟

– من جوانب صعوبة الترجمة أن على المترجم أن يحيط بعدد من علوم القرآن ليحسن الفهم، ومن ثمّ يبدأ في محاولة النقل. من هذه العلوم – بل أولها – علوم اللغة العربية، نحوها وصرفها وبلاغتها وأساليب تأليف الكلام فيها وما يترتب عليه من تقديم وتأخير وإجمال وتفصيل، وإسقاط وإتمام، ثم هناك علوم التفسير التي تشمل معاني الكلمات المجردة ومعاني الآيات ودلالاتها وتفسير القرآن بآيات أخرى من القرآن، أو تفسيره بالأحاديث النبوية المبيّنة للمعاني والمفصلة في جوانب التشريع، أو التفسير بالمأثور عن الصحابة والتابعين، وكذلك أسباب النزول ومناسبات الآيات لبعضها، ومناسبة فواتح السور لخواتيم السور السابقة، بالإضافة إلى علوم الناسخ والمنسوخ، وعلوم العقيدة، وعلوم السيرة النبوية. كما ينبغي على المترجم الاطلاع على الترجمات السابقة لدراستها وفهم جوانبها المختلفة، ونقدها وبيان الأخطاء التي وقع فيها – أو ربما تعمدها – المترجمون، وتقصي أسباب قراراتهم الاستراتيجية في الترجمة.

بيان المعارف

ولبيان أهمية هذه المعارف، ننظر إلى لفظ «اليقين» في الآية الكريمة: «وأعبد ربك حتى يأتيك اليقين» [الحجر: 99]. ففي معظم التفاسير، «اليقين» هنا يعني «الموت»، وهذا ما اختاره مترجما مجمع الملك فهد (الهلالي وخان):

And worship your Lord until there comes unto you the certainty (i.e. death)

فقد بيّنا بين القوسين المعنى المقصود (الموت). في المقابل، اختار بيكتال أن يصف الموت بـ(المحتوم) في محاولة لإيجاد مقابل ثقافي للوصف القرآني للموت بـ(اليقين):

And serve thy Lord, till the Inevitable cometh unto thee.

لاحظ أنه كتب (المحتوم) بحرف استهلالي كبير ليعني أنه أمرٌ معلوم ومعروف. لاحظ كذلك أسلوب بيكتال الذي يتوسل بالإنكليزية التراثية الأدبية ليحاول إيجاد معادل أدبي في اللغة الإنكليزية. وهو يعبر بشكل خفي عن الموت بما يشابه الأسلوب القرآني في وصف الموت من دون التصريح به.

وبينما وضع خان والهلالي كلمة death بين القوسين، صرح بها مترجم آخر (شير علي) من دون الإشارة إلى أي وصف:

And continue worshiping thy Lord till death comes to thee.

اختار عبدالله يوسف علي – في المقابل – تفسيراً آخر، وهو أن (اليقين) هو وصف لساعة الموت التي يوقن كل من تأتيه بالحق، ويرى ما لم يكن يراه وما كان محجوباً عنه في الدنيا، لذا لم يذكر الموت، بل وصف ساعة حلوله:

And serve thy Lord until there come unto thee the Hour that is Certain.

وفي وصف يوسف علي للساعة بـ(الحق) أو (اليقين) يحتمل الأمر أن يكون المقصود ساعة القيامة عامة، أو ساعة الموت لكل شخص خاصة، وبهذا يضيف أبعاداً أكبر للمعنى.

رأى محمد حبيب شاكر أن يقدم الوصف بلا موصوف – كما في الأصل القرآني – ليترك المجال لعقل القارئ أن يتصور المقصود من دون التصريح به:

And serve your Lord until there comes to you that which is certain.

القراءة السنيّة

وكل الترجمات التي ذكرناها لا تبتعد كثيراً عن القراءة السنيّة لمعنى الآية. نأتي الآن للقراءات المغايرة، وأولاها قراءة محمد سروَر التي تعتمد على مصادر باطنية في تفسير القرآن، وترى «اليقين» في هذه الآية حالةً من الحالات الروحية التي يصل إليها الإنسان بترقيهِ في العبادات، وهي – هنا – من المصطلحات الصوفية، مثلها مثل الشهود والإشراق وغيرهما. فاختار أن يحدد هذه الحالة في ترجمته:

Worship your Lord until you achieve the ultimate certainty.

ومعنى «اليقين الأعظم» في الترجمة يشير إلى هذه الحالة التي ذكرناها، كما أن بها زيادة عن النص الأصلي بوضع صفة لليقين غير موجودة بالآية وإضافة فعل غير موجود (achieve).. وقريبٌ من هذه الترجمة ترجمة رشاد خليفة، الذي اختار أن يضيف فعلا (attain) كما أضاف سرور:

And worship thy Lord, in order to attain certainty.

وانظر كيف جعل (حتى) للسببية لا للغائية فترجمها بـ in order to، وهو معنى مخالف لطبيعة اللغة العربية في سياق هذه الآية، ثم انظر إلى الفعل الذي أضافه attain وأنظر إلى كتابته لليقين بحرف صغير certainty للدلالة على أنه لا يوجد معنى خاص بالكلمة وإنما هي تعني حالة التأكد من الإيمان.

احتمالات المعاني

هذا مثالٌ واحد في ترجمة كلمة واحدة ترى فيه خطورة الذهول عن الرجوع للمعاجم اللغوية، والتفاسير والآثار والأخبار. قد يقول قائل، لكن اللغة العربية تحتمل هذا المعنى. نقول له إنّ احتمال اللغة للمعنى المجرد يختلف عن احتمالها للمعنى في السياق. فالكلمة عند تجردها قد تعطي معاني كثيرة، لكن عندما تدخل في سياق جملة لا يكون لها إلا دلالة واحدة (وربما تتعدد إذا قصد الكاتب بلاغة التورية). فاللغة العربية فيها كلمة (ما) مثلا قد تستخدم للنفي (ما في الدار أحد)، وقد تستخدم بمعنى (الذي) (رأيت ما عندك من كتب). فإذا قرأت (وما عند الله خير للأبرار) لا يمكن أن ينصرف ذهنك إلى النفي، لأن المعنى لا يستقيم، إذ كيف لا يكون عند الله خيرٌ للأبرار؟ فلمن يكون الخير إذن؟ ويكون المعنى الصحيح بالتالي هو «إن الذي عند الله هو خير للأبرار» ويتأكد المعنى في السياق الذي يعدد الخيرات التي للأبرار عند ربهم: «لَٰكِنِ الَّذِينَ اتَّقَوْا رَبَّهُمْ لَهُمْ جَنَّاتٌ تَجْرِي مِن تَحْتِهَا الْأَنْهَارُ خَالِدِينَ فِيهَا نُزُلًا مِّنْ عِندِ اللَّهِ وَمَا عِندَ اللَّهِ خَيْرٌ لِّلْأَبْرَارِ» [آل عمران: 198].

مثال آخر، هو كلمة «سائحات» في الآية الكريمة: عَسَىٰ رَبُّهُ إِن طَلَّقَكُنَّ أَن يُبْدِلَهُ أَزْوَاجًا خَيْرًا مِّنكُنَّ مُسْلِمَاتٍ مُّؤْمِنَاتٍ قَانِتَاتٍ تَائِبَاتٍ عَابِدَاتٍ سَائِحَاتٍ ثَيِّبَاتٍ وَأَبْكَارًا [التحريم: 5]. ذكرت بعض كتب التفسير أن «سائحات» تعني مهاجرات إلى النبي صلى الله عليه وسلم إلى المدينة، فهي من السياحة في الأرض. وبعض كتب التفسير ذكرت أن المعنى «صائمات» على لغة هُذَيل من قبائل العرب. إذن في الحالتين، السياحة هنا تعني الهجرة إلى الله ورسوله (مرة واحدة) ولا تعني الخروج في الأرض على إطلاقه خاصة مع الأمر الإلهي (وقرن في بيوتكن)، والسياق القرآني للآية يبين أن المعنى الأقرب هو «صائمات» لأنه في معرض ذكر محاسن هؤلاء الزوجات وقد سبق الكلمة صفات الإسلام والإيمان والقنوت والتوبة والعبادة، فناسب ذلك ذكر الصيام كذلك.

ذات المعنيين

فلننظر ما فعل بعض المترجمين:

اختار يوسف علي السلامة بذكر المعنيين من دون تفريق بينهما:

It may be, if he divorced you (all), that Allah will give him in exchange consorts better than you,- who submit (their wills), who believe, who are devout, who turn to Allah in repentance, who worship (in humility), who travel (for Faith) and fast,- previously married or virgins.

لاحظ أنه لم يفصل بين المعنيين ولم يرجح أحدهما على الآخر، بل ترجم الكلمة بفعلين travel and fast وبيّن بين القوسين طبيعة السياحة المقصودة بالفعل travel فأكد أنها للإيمان.

اختار بيكتال معنى واحداً، هو الصيام

It may happen that his Lord, if he divorce you, will give him in your stead wives better than you, submissive (to Allah), believing, pious, penitent, devout, inclined to fasting, widows and maids.

ولأن الكلمة «سائحات» في العربية اسم فاعل يشير للدوام والاستمرار وليس فعلاً، فقد اختار ألا يترجمه بالفعل fast بل بالحال التي تعني «يحببن الصوم». وشبيهٌ من ذلك ما فعل محمد حبيب شاكر الذي اختار اسم الفاعل agent في الإنكليزية:

Maybe, his Lord, if he divorce you, will give him in your place wives better than you, submissive, faithful, obedient, penitent, adorers, fasters, widows and virgins.

في مقابل ذلك، انظر إلى ما فعله مترجمو النسخة الإصلاحية:

If he divorces you, his Lord will substitute other wives in your place who are better than you; peacefully surrendering (to God) acknowledging, devout, repentant, serving active in their societies, responsive, and foremost ones. (66:5).

تشويه المعنى

لقد شوهوا المعنى تماماً، حيث صار المعنى «نساء نشطات في خدمة مجتمعاتهن»، وهذا المعنى غريب وغير مقصود بالمرة، ويبدو أن المترجمين لم يطلعوا على المعاني المختلفة لكلمة «سائحات»، والحقيقة أنهم – سواء اطلعوا أم لم يطلعوا – فمقصدهم سيئ وغير بريء، لأنهم غيروا كذلك في معنى «ثيبات وأبكاراً»، فلم يعرضوا لمعنى العذرية أو الزواج مطلقاً، وإنما اعتبروا الثيب هي التي تستجيب لخدمة الناس responsive والبكر هي التي لا أحد مثلها foremost، وواضح أن هذه القراءة الحداثية قراءة دنيئة متعمدة التشويه والتغيير، فهم قد لا يرون تعدد الزواج سواء ممن سبق لهن الزواج أو الأبكار، فحولوا المعنى إلى معنى مجازي، بل حتى معنى القنوت والعبادة حولوه ليكون منصباً على خدمة المجتمع والاعتراف بفئاته المختلفة.

ولهذه الإشكالات كلها، قدمت عدداً من القواعد العاصمة من الزلل عند الإقبال على ترجمة النصوص الدينية في كتابي «نظرات في ترجمة معاني القرآن الكريم»، وهي مقتبسة من قواعد الاستدلال في أصول الفقه وقواعد التفسير كذلك، أهمها: تطلب مراد المتكلم، وإجراء النص على الظاهر ما لم تكن هناك قرينة صارفة، وفهم النص وفق معهود الأميين الذين نزل فيهم القرآن، ورد المتشابه إلى المحكم، وإدراك الجوانب الثقافية للمقابلات، وغير ذلك.

مهارات الترجمة

● الاشتغال بالترجمة، خصوصاً «الدينيّة» و«الأدبيّة»، يتطلب مهارات وقدرات خاصة وخلفية ثقافية رصينة، وتقنيات حداثوية.. أليس هناك مناهج مواكبة في إعداد المترجمين؟ وهل يمكن تعميمها عربياً؟

– مشكلة برامج إعداد المترجم في الترجمة الدينية هي حساسية الجامعات من دراسة الدين على العموم، لأنه من المعلوم أن الترجمة الدينية ستكون منصبة على ترجمة مصطلحات وتعبيرات داخل سياق دين معين، والطلاب – على العموم – ليسوا على دين واحد، وربما يكون من غير المناسب تقديم مقررات في الترجمة الإسلامية لغير المسلمين أو العكس. والحقيقة أن هذه ليست مشكلة، لأن مثل هذه المقررات في الترجمة تعتبر مقررات متقدمة، لذا يمكن أن تقدم كمقررات اختيارية تُدرس لمن يختارها من الطلاب. كما يمكن أن يقدم المقرر في صورة مقدمة عامة عن علم الأديان والمصطلحات المشتركة بين الأديان، ثم تكون التطبيقات بها خيارات لنصوص أديان مختلفة (وهي في الحقيقة الإسلام والمسيحية فقط في العالم العربي)، بل ربما يكون من المفيد أن يطلع الطالب على مذاهب غير مذهبه وطوائف غير طائفته (السنة والشيعة أو الأرثوذوكس والكاثوليك مثلاً) من خلال تحليل ترجمات داخل هذه السياقات الدينية. ولا أعرف جامعة غير دينية تقدم مقررات مستقلة في الترجمة الدينية في العالم العربي حتى الآن، ولكن الغالب هو أن يُعرّج عليها في مقررات الدراسات العليا أو دروس الترجمة الأدبية. نستثني من ذلك الجامعات الدينية مثل الأزهر الشريف الذي يوجد به تخصص الدراسات الإسلامية باللغات الأجنبية في كلية اللغات والترجمة وتنصب الدراسة فيه – بطبيعتها – على الترجمة الدينية بشكل دائم، لأن الهدف هو تخريج أئمة ودعاة ومترجمين دينيين. ولكن كما ذكرت، لا ينبغي أن يقتصر الأمر على طلاب المعاهد الدينية، ومن المفيد أن يُستقدم في برامج الجامعات غير الدينية.

سبب آخر لزهد الجامعات في تقديم هذا البرنامج هو عدم الدراية بمجالات العمل والفرص المتاحة في سوق العمل لمترجم النصوص الدينية.

الترجمة الدينية

● تمثل البطالة كابوساً يجثم على صدور الحكومات قبل الشعوب.. وبمقارنة عدد المشتغلين بالترجمة الدينية والترجمات المهنية الأخرى تخفّ كفة المتخصصين ولا نصيب لهم يُذكر داخل سوق العمل.. لماذا؟ وكيف نواجه المشكلة؟

– الحقيقة أن مجال العمل في الترجمة الدينية كبير ومتسع، لكنه غير معروف بشكل كبير. وينبغي أن نفرق بين العمل في الترجمة الدينية والبحث في الترجمة الدينية. فالعمل في الترجمة الدينية في الوقت الحالي لا ينصب على ترجمة النصوص المؤسسة للدين مثل معاني القرآن أو السنة أو السيرة أو كتب الفقه أو التفسير أو العقيدة أو حتى الأذكار، فأمهات الكتب في هذه المجالات قد ترجمت بالفعل ترجمات تختلف جودتها، لكنها تحقق المطلوب منها. تتبقى ترجمة المخطوطات النادرة والكتب القديمة المجهولة، وهذه تقوم على رعايتها دور نشر كبيرة ومراكز بحثية جامعية، وتختار مترجميها من بين المتخصصين في العلم أو من خلال مسابقة تختار فيها أفضل المترجمين، من مثل مركز إسهامات المسلمين بجامعة حمد بن خليفة في قطر، ومركز التأليف والترجمة في جامعة الملك سعود بالسعودية، ومركز الترجمة بجامعة الكويت، وغيرها. كما أن هناك مراكز بحثية مستقلة تهتم بالترجمة الدينية إلى العربية، عن طريق انتقاء الأعمال التي تتناول الدين بغير اللغة العربية وتترجمها إلى العربية عن طريق مترجمين باحثين مجيدين، مثل مركز مؤمنون بلا حدود، ومركز تكوين، ومركز براهين، ومركز بصائر، وهذه المراكز الثلاثة الأخيرة تختص بترجمة ما يصدر لمواجهة الإلحاد خصوصاً.

العمل الحر للمترجم

فإذا تركنا هذا الجانب، نجد أن العمل الحر للمترجم free lancer به سعة أكبر، حيث يتجه الباحثون في الدراسات الإسلامية إلى نشر أبحاثهم باللغة الإنكليزية في مجلات عالمية للحصول على تأثير عالمي impact factor ييسر لهم عمليات الترقية طبقاً لتوجهات وزارات التعليم العالي بالدول العربية، ولأن معظم الباحثين لا يجيدون الكتابة الأكاديمية باللغات الأجنبية، فإنهم في حاجة دائمة إلى من يترجم لهم بحوثهم الدينية وما بها من مصطلحات متخصصة ترجمة أمينة. ويمكنني القول إن هذا هو المجال الأكبر لعمل المترجم الديني الحر الآن. تضاف إلى ذلك الحاجة الدائمة إلى المترجم الديني الفوري في المؤتمرات والأماكن الدينية السياحية – مثل المساجد التراثية أو مزارات الحج والعمرة وغيرها – عندما يريد السائحون من يجيب أسئلتهم على الأماكن والرموز ودلالاتها، وفي معظم الأحيان يكون رجال الدين بهذه الأماكن غير مجيدين للغات الأجنبية.

كل هذه الجوانب هي أعمال جادة يومية قائمة في سوق العمل، ويبقى المجال الخصب الرحب أمام الباحثين في الترجمة الدينية للمقارنة بين الترجمات، واستكشاف الإشكالات، واقتراح الاستراتيجيات للتغلب على كثير من المشكلات الثقافية والدلالية والتداولية للألفاظ والتعبيرات الدينية والتراثية. والله أعلم.

  • عن القبس الكويتية

شاهد أيضاً

ليتني بعض ما يتمنى المدى

(ثقافات) ليتني بعض ما يتمنى المدى أحمد عمر زعبار اعلامي وشاعر تونسي مقيم في لندن …

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *