يا بومة اخرسي

(ثقافات)

 

يا بومة اخرسي

 تغريد عطاالله*

اسمي تغريد

 لطالما قالت امي إنّ من أسماني هو والدي ، ولكن والدي قال لي يومًا إني بومة ،ولست تغريد !

لطالما تعجبت من اسم تغريد ، واحيانا كنت اطالب بمناداتي بغناء الطيور ، معنى اسمي تغريد. هل نتفاءل ام نتشائم ؟ ام الواقع له سطوته القاسية ، فلا تعود هناك معاني او مفردات للاسم ، ونبقى على لعنة الاسم ، ولعنة مطالبته بالتلويح بالفرح والغناء والتهليل للحياة وجمالياتها ، المسألة ليس مسألة رغبة في اسم آخر، كنت قديمًا استخدم ثلاثة اسماء ، تغريد وسلمى وريما ، وكنت أحب فيما بينهم اسم سلمى ، اسم درامي لطيف رقيق المعنى ، انسيابي من ناحية اخرى ، ما العمل ؟ كيف نتقبل انفسنا نحن واسمائنا ؟ من تغريد.؟ من سلمى؟ من ريما ؟

نغوص في الوجود ولعنات الاسماء عليه ، المهم ان تغريد هو اسمي ، ولم اجدا فرحًا في حياتي يُواكب هذا الاسم ومعانيه ، والامر فعلا مرهق ومتعب الى حد كبير ،بالذات مع شخص يعيش حياة كئيبة طويلة المدى ،مستمرة متواصلة ، ما العمل ؟ التقبل ؟ لماذا ؟ لماذا اتقبل واقعًا لا يشبهني ؟ لماذا اعيشه ؟ هل يعلم احد أني فكرت بقتل نفسي ، لأعرف ان كان هناك قوة تساعدني على الاستمرار في حياتي ، هي خدعة جميلة ، نقطة صفر ، وبعدها يقرر الواحد ان كانت تهم حياته احد في هذه الايام المتسارعة الوتيرة ام لا ؟ عصر السرعة نعم ؟ تتكالب الهموم والاعباء ويظهر وجه الالات الالكترونية اكثر سعادة من البشر ، هل يجب ان اتقبل حياتي والمطلوب مني ، بالذات أني م أعد أفهم ما هو المطلوب مني ، يا ليت هناك من يحرر روشيتة طبية ، تجعلني على وفاق مع اسمي ومعانيه ، ربما تصبح الحياة افضل واكثر تعبيرا عني، هل هذا متاح في الافق ؟ هل يمكنني الحصول على تلك الروشيتة ؟ هل يمكنني دفع ثمنها ؟ ربما تعيد لي صوابي وتقبلي للاشياء التي امامي.

  • كاتبة من غزة

شاهد أيضاً

فرويد وصوفيا في جلسة خاصة

(ثقافات) فرويد وصوفيا في جلسة خاصة د. صحر أنور جلس سيجموند فرويد أمامها ينظر إلى …

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *