(ألفة الوحدة ) : إصدار قصصي جديد للأديب مجدي دعيبس

(ثقافات)

(ألفة الوحدة) : إصدار قصصي جديد للأديب مجدي دعيبس

 صدر مؤخراً عن المؤسسة العربية للدراسات والنشر في بيروت مجموعة قصصية بعنوان ” ألفة الوحدة “، للروائي والقاص مجدي دعيبس .

في المجموعة القصصيّة (ألفة الوحدة) للقاص مجدي دعيبس ملامح غرائبيّة تبرز للقارئ من القصّة الأولى، وقبل ذلك من صفحات التصدير التي تظهر فيها العبارة التالية: (يظلّ الإنسان إنسانًا حتى يعقره كلب مسعور..). هذه عبارة ملتبسة تفتح باب الاجتهاد على مصراعيه أمام التفسير والتّأويل؛ ما المقصود بالكلب المسعور؟ هل هو رفيق السوء؟ أم الجوع والعوز؟ أم هو مجرد كلب غفلت عنه البلديّة فراح يعقر الطالبات في طريقهن إلى المدرسة؟ ما الذي يدفع الإنسان للتّخلي عن إنسانيته؟ ثم لماذا الكلب المسعور بالذات وليس حيوانًا أو شيئًا آخر؟

يقول الكاتب عن هذه المجموعة: «أنا أؤمن بتطور التجربة من خلال ممارسة الكتابة والنشر بعد أن تأخذ المرحلة حقّها من التدقيق والمراجعة. التردّد والتّخوّف من الوقوع في المحظور لن يؤدي لنتيجة أفضل، فما يراه الكاتب بعد النشر لن يراه قبله. في هذه المجموعة، كنت أكتب وعيني على القارئ؛ في اللحظة التي أكتشفُ فيها أنّه سبقني أو وصل قبلي إلى خط النهاية أتخلّى عن القصة. الأدب المكشوف منفّر تمامًا مثل الأدب الموغل في رمزية غير قابلة للتفكيك حتى بعد القراءة العاشرة».

وقد اختار المقطع التالي من قصة معنونة بالعتبة لتظهر على الغلاف الخلفي وهي إشارة أخرى للقارئ تدلّل على خط القص المنحاز لوجع الإنسان وتشرذمه في دوامة من الفقر والخوف والهواجس الموجعة:

«وقف أمام العتبة التي ارتفعت هذه المرّة حتّى سدّت الباب تمامًا. كان عاجزًا أمام هذه العقبة اللعينة. فكّر بالدخول من النافذة لكنها مغلقة بإحكام كما أنّها عالية بعض الشيء. فكّر بالذهاب إلى المتسول على الدرج ليتدفأ بمعطفه الثقيل، وفكّر بالعودة إلى السائحة التي ابتسمت له قبل قليل والجلوس بينها وبين صديقها فيأخذ من الدفء الذي يشعران به. كانت أفكارًا متضاربة وصورًا سريعة المرور ولم يستقرّ على إحداها. عندما أعيته الحيلة جلس على الأرض يائسًا مهزومًا وأسند ظهره إلى العتبة حتى يبزغ الفجر لعله يأتي بجديد.

فتح محمود باب دارهم ليذهب إلى المدرسة كعادته كل صباح، فوجد جارهم ملقًى على الأرض أمام عتبة داره بلا حراك وبيده فنجان السّكّر، بينما تعالت أنغام الربابة حزينة ومنكسرة من داخل الدّار».

(ألفة الوحدة) المجموعة الثالثة في رصيد الكاتب بعد (بيادق الضالّين) و (ليل طويل.. حياة قصيرة)، وهي من إصدارات المؤسسة العربية للدراسات والنشر، والغلاف من تصميم الفنان يوسف الصّرايرة.

 تقع المجموعة في (142) صفحة من القطع المتوسط وتضم (44) قصّة.

شاهد أيضاً

ليتني بعض ما يتمنى المدى

(ثقافات) ليتني بعض ما يتمنى المدى أحمد عمر زعبار اعلامي وشاعر تونسي مقيم في لندن …

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *