(ثقافات)
موجز لنشرة الأخبار
يحيى القيسي
وأنا أبحثُ عن جدَّتي
المقتولة في “حُروب الرّدَّة”
وجدّي الضَّائع في
سجلات “السَفَربَرْلك”
تعثَّرتْ قدَمِي بطفلي المُدْمِن
على ألـعاب”بلي ستيشن”
حيث “القتل المجَّاني” يقاس
عنده بحُزم الـ “غيغا بايت”
ورأتْ عيناي صحيفة
“البلد المَنهوبْ”
وهي تئنُّ من وطأة
الكلاشيهات المُتعفّنة
والجُمل الَّتي انتهت صلاحيَّتها
والألقاب الخشبيَّة لأصحاب
“المَعالي والسَّماحة والعُطوفة”
والسعادة والفُحولة
المُغلَّفة بطبقات من
“ثاني أكسيد” النِفاق
سمعت مذيعُ التلفزيون الذي شاخ
وهو يلهث مُكرّراً الأخبار نفسها:
أخيراً تمَّ العُثور على
“القَشَّة الَّتي قَصمتْ ظهر البَعير”
لكن لمْ يتعرَّف أحدٌ بعد
على البعير نفسه
ولا على هويَّة
“الجُندي المَجهول”
أمّا “الحقيقة العارية” فقد
تمَّ تفصيل ملابس ساترة لها
في “محكمة لاهاي”
و”الشَّمس الَّتي لا تُغطى بِغربال”
وجدوا لها بِكّيني يُناسبها
في “متاجر هارولد”
و”الوطن خطٌّ أحمر”
أضافوا له طبقات من
ألوان “قوس قزح”
برعاية حزب الإخلاص
“للوجبات السريعة”
“هذا هو الموجز وإليكم الأنباء بالتفصيل”:
منذ رست “سفينة نوح”
“تمرُّ الأمَّة بمُنعطف تاريخي”
لكنَّ الطَّريق لمْ يستقمْ بعد
لهذا تمَّ تحويله “لمتعهّد عطاءات”
من “فصيلة الديناصورات”
صحفيُّو “التَّدخُّل السَّريع”
في “اجتماع تاريخي”
مغموس بالبيرة المثلّجة
لتفصيل “بيانات التأييد
والشجب والاستنكار”
بمقاس “إكس لارج”
أبناء الحرّاثين مشغولون
بإمكانية العثور على
“لبن العصافير”
في “كارفور”.
و”الراقصة سالومي”
التي أصبحت رئيسة للوزراء
تبثُّ على “القناة العامة” أفلامها
عن “ليالي الأُنس في فينَّا”
برفقة الثُّوار الذين أكلوا
الثَّور الأبيض
واغتصبوا الثّورة..!
“أمير المؤمنين” الذي داهمته
“حُمَّى التَّقوى المُفاجئة”
في حانات “بيفري هيلز”
لعن إبليس “قياماً وقُعوداً”
وحمَّله المَسؤولية
عن “ثُقب الأوزون”
ومؤخَّرات السَّبايا المَعطوبة
في سنجار.
“طويل العمر”
ماتً أخيراً
“بجرعةٍ زائدةٍ”
من “الحُبوب الزَّرقاء”
فليحفظه الربُّ
من “الشُّجاع الأقرع”
الذي نبت شعرهُ أخيراً..!
وفي “شريط الأخبار” أيضاً:
“أبونا الذي في واشنطن”
يؤمُّ “صلاة الاستسقاء”
كي تُمطر “طائرات الناتو”
أصابع “سنكرز” و”مارس”
على أطفال أفغانسان
وشيوخ صنعاء..!
وفي “نيتفلكس” بثُّوا
حفلة لرجل تزوَّج رجلاً
في “المحطّة الفضائية”
المُطلَّة على جِبال المرّيخ
“برعاية ناسا”
وحضور “النعجة دولي”
و”الليدي غاغا”.
في “الساعة الخامسة والعشرين”
من “عام الفيل”
صحوت على “كائنات فضائيَّة”
تعزفُ على الربَّابة
في “مضارب بني عبس”
وشاهدت “بأمّ عينيّ”
“فرسان القبيلة” وهم يصرخون
على طريقة هنود “الشيروكي”
و”يندبون حظهم”
“بالأبيض والأسود”
وكانت أطنان الذُّباب
تُغطي جثث المذبوحين
لأجل “الشَّرف الرَّفيع”
وقروض “البنك الدولي”
“أخيراً وليس آخراً”:
عثرَ رجال السي أي إيه
على “حصان طروادة”
و”كلب بافلوف”
و”ناقة صالح”
و”الدًّجاجة التي تبيض ذهباً”
و”الذئب الذي لم يقتل يُوسف”
كلّها وجدوها مختبأةً
داخل دهاليز “الشبكة العميقة”
التي يديرها “بنو قينقاع”