أرض جديدة وارتقاء كوني وصحوة روحية شاملة

 (ثقافات)

أرض جديدة وارتقاء كوني وصحوة روحية شاملة

 

مدني قصري

يقول الكتور لوك بودان، المتخصص في الطب البديل والعلاج بالطاقة بأنواعه، في مقدمة كتابه “استعدوا للتغيير.. من التنبؤات إلى الواقع“: “اليوم، نحن نشعر بأنّ عالمنا على حافة الفوضى. نشعر به هشًا وقابلا للدمار، وهو انطباع جديد قلما يبعث على الاطمئنان.

تجري حاليًا أحداث كبرى، سواء على المستوى العالمي، أو على مستوى المجرة، أو حتى على مستوى الأفراد. وهذه الأحداث مزعجة بعددها وشدتها وبتطورها.

لكن هل هي تنبئ بنهاية العالم؟ الأمر ليس بديهيًا على الإطلاق.

يشعر الكثير من البشر في الوقت الحالي أنّ أشياء كثيرة في العالم بدأت تتغيّر. يرى الأخصائيون من علماء النفس والطاقة النفسية والتتنمية الشخصية أننا مُقبلون على زمن صحوة روحية غير مسبوقة ورغبة ملحة في التغيير. فاليوم تستيقظ ضمائر كثيرة على مشكلات أو ممارسات قديمة، وترغب في تغييرها الآن بعد أن خيّبت آمالها جلُّ الأنظمة والأيديولوجيات والمعتقدات. يريد الكثير من الناس السيطرة على حياتهم والخروج من النمط الذي يفرضه المجتمع والمعتقدات الزائفة، حتى يحقّقوا السعادة والحياة التي يريدون حقًا أن يعيشوها – وليس حياة يمليها التلفزيون والمجلات والأفلام والقواعد الاجتماعية ووسائل التواصل وجميع أنواع الكليشيهات الجاهزة التي لا معنى لها، والتي يرغب الكثيرون الآن في التحرّر منها.

الكثير من الناس على استعداد لسماع هذه الحقائق، ولأن يكونوا التغييَر الذي يرغبون أيضًا في رؤيته في العالم. فاليوم يتسع وعيهم، وتتطور مراكز اهتماماتهم، وينفجر إبداعهك، ويصبح معنى الحياة فجأة مختلفًا بالنسبة لهم، وقد صار يحركهم  إلهامٌ غير مسبوق وتطلعات جديدة، ورغبة في تغيير أنفسهم، وبالنسبة للكثيرين منهم الرغبة في تغيير العالم أيضًا. هل هذه حالتك؟

يقول أخصائيون في علم الطاقة والفيزياء وعلم النفس إن الأرض دخلت منذ فترة في دورة تحوّلات كبيرة تجرّ الجنس البشري إلى زوبعة من التحوّلات الكثيفة.

نتيجةً لارتجاجات الأرض الجديدة هذه تزداد جرعة طاقة الأفراد وتولِد أحيانًا اضطرابات كبيرة في طريقة التفكير المعتادة، وتؤثر على طرق تصرفاتنا القديمة التي لم تعد تعمل كما كانت في العادة.

في سياق هذه التحولات نعيد النظر في الجروح القديمة التي من المفترض أنها التأمَت. وهذا لإننا نقوم بتنقية بقايا أنماط التفكير القديمة لكي نتحرك نحو مزيد من الضوء.

من خلال هذه العملية تطفو على مستوى الوعي إمكانات توجيه جديدة وتصبح الرسائل من أبعاد نفسية وروحية أخرى لم نألفها من قبل، لتبث فينا ذبذباتها وارتجاجاتها القوية.

يقول العلماء إن الزيادة في معدل ارتجاجات الأرض سوف توقظ الذكريات الكامنة بداخلنا وتؤدي إلى ظورها مرة أخرى . ولذلك يجب أن تطفو تقنيات علاج بالطاقة من أجل خدمة السكان مرّة أخرى.

من خلال الاستمرار في صنع السلام مع الذات ومسايرة التيار، أي بإرخاء القبضة على الأشياء سنتجه نحو ارتقاء نفسي وروحي جماعي، نختبره ونعيشه تدريجيًا فوق عالمنا الأرضي.

أحاول في هذه المقالة أن أجمع بعض الأعراض التي تُظهر، حسب الخبراء، أنك قد عايشت أو أنك تمر بصحوة روحية، وبعبارة أخرى، أنك تشعر بارتفاع جرعة الوعي بنفسك وطاقاتك وبالعالم من حولك.

الشعور بأن شيئًا ما قد تغير فيك

لا يمكنك شرح ذلك ولكنك تشعر بأنك صرت مختلفًا. بل لديك انطباع بأنك أصبحت شخصًا جديدًا، لا علاقة له بالشخص الذي كنت عليه من قبل. ربما كنت من قبل، إن صح التعبير، “عدة أشخاص” في آن، ولعل هذا الحال مستمر. وفي كل مرة تشعر وكأنك تقترب من حقيقتك. يملؤك هذا الشعور بالسعادة لأنك تقترب أكثر فأكثر مما تريد أن تكونه حقًا (أو بالأحرى من ذاتك الكامنة حقًا)، لكن هذا الشعور في نفس الوقت يرعبك أيضًا، لأنك بدأت تخرج من المسارات المطروقة، فأنت الآن قد خرجت من “المعلوم”، من منطقة الرفاه من الحياة التي كانت أسهل بكثير عندما كنت في الجانب الآخر. أنت الآن خارج “الوهم”، لقد أسقطت “القناع”، وتشعر وكأنك خلعت غماماتك وصرت ترى بوضوح أكثر. لم يعد للعالم بنفس اللون أو النكهة، لأنك ببساطة تنظر إليه بعيون جديدة.

الوعي بسلوكياتك المدمّرة الماضية

تصبح على دراية بكل ما كان خاطئًا في حياتك “السابقة”، أي أناك القديمة. أنت تدرك الآن كل تلك الأشياء التي قمت بها والتي لا تريد القيام بها بعد الآن، وكل طرق التفكير التي لا تريد الاحتفاظ بها بعد الآن. تشعر أنك جاهز للتغيير ولا تريد العودة إلى الوراء أبدًا. تشعر بسعادة عميقة باقترابك من حقيقتك الكامنة، وبفرح الشعور بهذا الزخم الجديد والأمل الجديد في حياتك.

مشاعر حزن عميقة جدا (بل حتى الاكتئاب) أمام معاناة العالم

الصحوة الروحية غالبًا ما تكون مصحوبة بمشاعر الحزن، أو حتى الاكتئاب، لأنه بمجرد أن تعرف وتعي الأشياء الجديدة لن يكون هناك عودة، وستشعر فجأة بالمسؤولية. إنه تحوّلٌ طبيعي لا مفر منه. لا يجب أن تشعر بالذنب أو تشعر بأنك غير طبيعي. يجب أن نترك عواطفك تطفو على السطح دون إصدار أحكام، وأن تشعر بها بعمق، وتفهم أنّ هذا عرَضٌ طبيعي لإيقاظ الوعي. فجأة “ترى” و”تفهم” الأشياء، ويمكن أن يكون هذا في كثير من الأحيان صدمة. الصدمة التي تؤلمك حتمًا، وتجعلك في النهاية شخصًا أكثر مسؤولية وأقوى.

الشعور بالحاجة إلى فعل الخير من حولك ومن أجل العالم

لم يعد الاهتمام برفاهيتك كافياً. فأنت تريد الآن أن تفعل الخير من حولك، وأن تحدث تغييرًا إيجابيًا في العالم. أنت لم تعد تفهم أولئك الذين لا يفعلون شيئًا للآخرين والذين هم أنانيون. أنت الآن تشعر بالمزيد من التعاطف تجاه الآخرين والحيوانات. حياتك الآن لها معنى فقط إذا فعلت شيئًا للآخرين. فهذا يجعلك سعيدًا بلا حدود ويمنحك الشعور بأنك لم تأت إلى الأرض عبثًا ومن أجل لا شيء. تشعر وكأنك “مدعو” لتحقيق شيء أكبر منك. ليس لديك خيار، عليك القيام بذلك وهو في الواقع أكثر ما يرضيك في العالم.

الحساسية المفرطة

بالإضافة إلى حواسك الجسدية الخمس (البصر، والسمع ، والذوق ، واللمس، والشم) والتي ترتفع حساسيتها بشكل عام حول كل شيء فإن حواسك الروحية (الحدس، العواطف، الخيال، الوعي، الإلهام) تتطور أيضًا بسرعة فائقة. يرشدك حدسك أكثر فأكثر وهكذا ستعرف كيف تستمع إليها أكثر وأكثر. وهكذا فأنت تفهم أكثر فأكثر معنى مشاعرك وهي “البوصلة” التي تستخدمها روحنا للإشارة إلى الاتجاه الذي يجب أن تسلكه (المشاعر السلبية: الاتجاه الخاطئ أو طريقة التفكير الخاطئة، المشاعر الإيجابية: الاتجاه الصحيح أو طريقة التفكير السليمة).

الإبداع والإلهام والحاجة إلى تحقيق الأحلام

تنقضّ عليك الأفكر بلا انقطاع. وكأن نار تشتعل في معدتك بفكرة تحقيق أشياء معينة فتشغف بحماسة للإبداع والتخيل وتحب أن تكون مصدر إلهام للأشخاص الذين تقدرّهم. في رأسك يبدو الأمر وكأنه جهاز كمبيوتر به ثلاثون نافذة مفتوحة في وقت واحد. فهكذا تأخذ الحياة معناها الكامل عندما ينفجر إبداعك، فتشعر أنك على قيد الحياة. تشعر بداخلك بصوت عميق يدعوك لتحقيق أحلامك، ومهمتك على الأرض. فالأمر ببساطة لأن روحك صارت قادرة على أن تُعبّر أخيرًا من خلال ذهنك وجسدك المادي عما جاءت للتعبير عنه.

الشعور بالتواصل مع كل شيء وكل شخص (البشر، الحيوانات، الطبيعة، الكوكب، الكون)

تشعر أكثر فأكثر بهذا الارتباط بينك وبين جميع الكائنات الحية الأخرى من حولك. أنت تفهم الآن تأثير كل كلمة من كلماتك وأفكارك وأعمالك على بقية العالم، وتشعر الآن بمسؤولية كبيرة. أنت الآن تريد استخدام تأثيرك بأكثر الطرق الإيجابية الممكنة، بعد أن فهمت أنك جزء من هذا “الكل”، وأن كل شيء متصل بعضه بِكله.

لا تُشير الأعراض الستة المذكورة أدناه إلى عملية الارتقاء فقط. فالقائمة مرجعٌ فقط، وتمثل الأعراض التي يعاني منها حاليًا العديد من الأشخاص عبر العالم أثناء عملية الارتقاء. لا تشير هذه القائمة بأي حال من الأحوال إلى أن أي شخص يعاني من مثل هذه الأعراض هو بالضرورة على طريق الارتقاء، وأنه لا يوجد مصدر آخر لحالتهم.

تصاحب هذه الأعراض الروحية أعراضٌ جسدية بسبب الطاقة الكونية القوية التي لا يستسيغها الجسد في البداية، ومنها على سبيل المثال لا الحصر:

أوجاع وآلام غير عادية

تتمثز هذه الصحوة بعودة أوجاع وآلام قديمة. قد يكون السبب في ذلك هو أن الطاقة الجديدة تقوم بتحويل أو تحرير العوائق الموجودة في جسمنا المادي، محرِّرة الطاقة القديمة وإطلاق اهتزازات (طاقة) عالية بديلة. هنا ينصح الخبراء بشرب المزيد من الماء فهو مفيد للغاية في هذه الحالة من أجل التخلص من سموم الطاقات القديمة بسهولة أكبر.

اضطرابات انفعالية

تساعدنا انفعالاتنا ودموعنا على إطلاق كل ما هو “قديم”، وتتيح لنا التكيف مع الارتجاجات الجديدة. الدموع شكل من أشكال الإرخاء والتحرر…. أنت هنا ترخي قبضتك على القديم. بعض الناس يذرفون الكثير من الدموع. إذا كانت هذه هي حالتك دعها تسيل ولا تقاومها. لعلك لا تعرف لماذا أنت تبكي.

اضطراب النوم

أنت بحاجة إلى مزيد من النوم أكثر من ذي قبل للتعويض، أو أنك تستيقظ متعبًا، أو على العكس من ذلك تحتاج إلى نوم أقل وتتوق للاستيقاظ كل صباح لتحقيق كل ما تريد تحقيقه. وقد تنتابك أيضًا “نوبات هلع”، أو حالات استيقاظ فزعة عندما تعود إلى الواقع بعد النوم (صدمة العودة إلى الواقع، بعد رحلة الوعي / الروح أثناء النوم).

خُطط حياتية جديدة

هنا أيضًا ستلاحظ أن الخطط الحياتية تتغير باستمرار. تعتقد أنك تسير في اتجاه واحد، ثم يتغير كل شيء. كل شيء يبدو واضحًا وبعد ذلك لا شيء.

ظهور تغييرات متنوعة 

ما دمت تتغير الآن، وتتغير ارتجاجاتك فإن بيئتك تتغير أيضًا. لعلك تجذب أشخاصًا ومواقف وأحداث مختلفة. أصدقاؤك يتغيرون. ومن الممكن أيضًا أن يحدث ذلك في وظيفتك وعاداتك وأنشطتك ومكان إقامتك. تستقر في حياتك أشياء جديدة متناغمة مع ارتجاجاتك الجديدة. تصبح الأشياء  ذات الارتجاج المنخفض غير محتملة، سواء في المحادثات، أو في مواقف الناس، أو في الهياكل المجتمعية، أو في الأنظمة أو التقاليد التي تعكس المعتقدات القديمة. فأنت تعيش اهتزازًا أعلى الآن، اهتزاز لم يعد يتماشى مع عناصر العالم ثلاثي الأبعاد الذي ترتج مع الطاقة القديمة التي غالبًا ما تكون محدودة. قد تشعر أيضًا أنّ قوة جديدة تدفعك للمضي قدمًا نحو التغيير.

زيادة “الصدف” والتزامنيات في حياتك

مع ارتفاع ارتجاجاتك الروحية يضع الكون في طريقك تزامنيات كثيرة وهي توجيهات خفية تخاطب حاستنا السادسة (الحدس) وليس العقل أو حواسنا العادية. التزامنية هي التزامن عبر الزمن لِحدثين أو أكثر، من دون أن تربط بينهما أي علاقة سببية، مع تضمّنهما لنفس المحتوى. التزامنيات عبارة عن توجيه خفي يشتغل في الكون. بعض الأحداث التي نعتقد أنها من قبيل الصدفة تحمِل معنى أعمق. فالحدس هو الذي يقودنا للوصول إلى مكان بعينه، أو لقولِ أو فعلِ شيء بعينه. هنا تحدث التزامنيات، من قِبل التأكيد على صحة حدسنا، بطبيعة الحال.

نستخلص من تجربة زيادة التزامنيات في حياتنا أنه كلما ارتقينا روحيًا زادت طاقتنا، وكلما أدركنا أنّ كل شيء في الكون منظم ومترابط بإتقان مذهل. لعلك تتعثر في الكتاب الذي كنت تبحث عنه، أو الشخص المناسب، أو تجد نفسك في المكان المناسب في الوقت المناسب، وتريد شيئًا ما ويحدث هذا الشيء. ما السر في كل هذا؟ طاقتك ارتفعت، ومعدل اهتزازاتك. كلما كنت في حالة إيجابية (ارتجاج عالٍ) إلا وجذبتَ الأحداث الإيجابية لك (والتي تتوافق مع ما ترغب فيه في أعماق قلبك).

العزوف عن فعل أي شيء

قد ترغب فقط في البقاء في المنزل حيث لم يعد هناك شيء يطابق ارتجاجك الجديد. قد تكون في فترة راحة واسترخاء لتجديد طاقتك. اِستمع إلى جسدك. فهو يعرف ما تحتاجه. لذا من الضروري أن تعتني بنفسك، وأن تغذي ذاتك في داخلك.

إذا عشت هذه التحولات فأنت لم تتغير، بل أنت صحوت.

قال الحكماء قديمًا “الصحوة لسنا نحن من نختارها بل هي التي تختارنا”، ولذلك فهي مخاض أليم لا مفر منه. الصحوة يمكن أن تكون مخيفة. أن تكتشف فجأة طبيعتك وذاتك الكامنة تجربة قد تثير رعبك (فلم يعد المجتمع أو الآخرون هم مَن  يخبروننا مَن نحن ومن يجب أن نكون). الانتقال من تلك “الهُوية الزائفة” القديمة إلى هذه الهوية الجديدة “الحقيقية” قد يكون مرعبًا ومؤلمًا، وقد نرغب عبثُا أحيانًا في العودة إلى الوهم، إلى المعلوم، إلى قوالبنا، إلى الأشياء المألوفة التي زُرعت فينا. لكن لا تسلك الطريق في الاتجاه المعاكس أبدًا، ولا تقمع أبدًا صوت روحك التي تسعى الآن في سياق تطهّر الأرض وارتقاء الكون للتعبير عن تفرّدّها وحقيقتها الربانية.

شاهد أيضاً

ليتني بعض ما يتمنى المدى

(ثقافات) ليتني بعض ما يتمنى المدى أحمد عمر زعبار اعلامي وشاعر تونسي مقيم في لندن …

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *