(ثقافات)
المشهد الملتبس*
(قصة قصيرة)
عدي مدانات
نوافذ المنزل مشرعة للهواء وضوء النهار، غير أنّ الهواء ساكنٌ والحرارة مرتفعة في الداخل، ولا يخفّف منها سوى مروحة تئزّ. التلفاز والمذياع مطفآن، والصالة على فوضى اليوم السابق، ولا أحد. الكتب تحتشد بانتظام داخل المكتبة، غير أن غيرها على ما نرى مركونة في أكثر من مكان، وعلى وجه الخصوص على طاولة السفرة. لم يكن مشهد الطاولة ليستدعي اهتماما خاصا منّا، لولا ورقة مطويّة على شكل خيمة، انتصبت في المكان الخالي، فالأوراق إن طويت ونُصبت على هذا النحو، فلأجل إثارة الانتباه. لننتظر ونرى.
تقدّم ” بَغْوُنا” من جهة المطبخ، وهو رجل بسيماء مَهيبة وشعر أبيض كثيف، يحمل على طبق صغير قهوة الصباح، وكوب ماء وعلبة تبغ. نعرف من ملامحه أنه تجاوز الستين وأنه على قدر شفيف من الكآبة، كآبة الصباح في الغالب. لا نعطي للأمر كبير أهمية، فلا شيء فريداً بهذا الخصوص. غير أن ما هو فريد ويسترعي الانتباه، حرصه على ألاّ يستسلم لتقدّم العمر تماما. فقد ظهر بكامل ملابسه، كما لو أنه على أهبة الخروج أو بانتظار زوّار، أو أن الأمر لا يزيد على عادة درج عليها. تلبّث في مكانه يبحث عن زاوية جلوس في الصالة، ثمّ استقر على الجلوس إلى طاولة السفرة، حيث تراكمت كتب، وأوراق كتابة وأقلام. أفسح مكانا للطبق، ثمّ وضعه وجلس. تفحّص بنظره الكتب، ثمّ تناول كتابا ووضعه تحت بصره، غير أنه لم يستعجل القراءة. التفت إلى الورقة المنتصبة على حافتيها، ثمّ تناولها وقرأ : ” إن لم ترغب في المجيء، فستجد وجبة طعامك في البرّاد”.
أسقط الورقة من يده بإهمال من لا يعنيه الأمر، ثمّ أشعل لفافة تبغ ووضعها بين شفتيه. ليست سوى لحظة من التفكير، حتى أبعد الكتاب وأحلّ محلّه رزمة من الأوراق المخطوطة. شرع في القراءة، غير أنه تخلّى عنها، وأبعد رزمة الأوراق، ثمّ استغرق في تفكير طال بعض الشيء. لم يعُد لنا ما نشاهده، سوى استغراقته الباعثة على الضجر، غير أن الوقت لم يطُل به حتى تناول قلم باستيل وورقة ورسم شكلاً لطفل منكوش الشعر، يعتلي ما يشبه الصخرة ويحدّق في الأفق، ولا شيء آخر من أمامه أو خلفه. أبعد الورقة وتناول أخرى. رسم شكلاً آخر للطفل منكوش الشعر يجلس على الصخرة إياها وفي الأفق قرص شمس وقت المغيب . الأفق متوهّج بضوء أرجواني، لكن الضوء غاب عن الصخرة. أبعد الورقة وتناول غيرها. رسم الطفل يتأبط كتبا، ثمّ رسم سورا وبوابة مفتوحة، ثمّ كتب على البوابة كلمة ” مدرسة”.
مضى الستّيني المتوحّد في شأن غريب لا يعنينا، وربما يدفعنا لتسفيهه، والحكم عليه بأنه يعبث أكثر ممّا نفعل نحن، إذ ما جدوى جلوسه كلّ هذا الوقت، ولم يزِد في كلّ ما فعله على رسم أشكال بسيطة حتى حدود السذاجة، تشبه إلى حدّ كبير ما يقوم به الأطفال إذا عنّ على بالهم اللهو باستعمال القلم والورقة. إنّ من شأن استمراره في ما هو عليه، أن يُفقدنا مبرّر مراقبته، غير أنّنا لن نفعل ما دمنا تجشّمنا هذا العناء. فقد لا يكون أمره بهذه البساطة كما نتوّهم، وقد نجد إذا ما تحلّينا بالصبر، أنّنا أغفلنا شيئا مؤثّرا وراء هذا كلّه، وأنه اختار أسلوباً قد لا يرضينا، في التعبير عمّا يُثقل صدره. إن الاستعجال في الحكم على ما يفعل، قد ينتهي بنا إلى فساد في حكمنا، فهيأته لا تُظهر أنه من هذا الصنف من الرجال، أو أنها تُظهر عكس ذلك دون ريب، فالرجل في ما نرى مثقل بهمّ كبير، حتى وهو يخطّ تلك الرسومات، على ما فيها من سذاجة ظاهرة. إنّ نظرة مُنصفة إلى وجهه المتعَب، تمنعنا نحن الذين لا هَمّ لنا سوى مراقبة الناس، من الاسترسال بنعته بهذه النُعت، وتفرض علينا مزيدا من التروّي وإمعان النظر في ما يفعل، فلعلّنا نفلح بعد بذل بعض الجهد في إنصاف الرجل وفهم ما يحاول التعبير عنه.
لعلّ لديه ما يهمّمه، شيء من الوجع الداخلي وربما أيضا الإحساس بالخيبة لانقضاء سنوات العمر دون أن تُثمر ما كان يُؤمل بتحقيقه. ألسنا كلنا نشعر أحيانا، أننا أخفقنا في حياتنا، وأهملنا عن قصد، أو عن غير قصد، ما كان يمكن أن يعطي لحياتنا مذاقا أطيب، فعدنا إلى طفولتنا نبحث فيها عن أسباب الفشل الذي مُنيت به حياتنا القصيرة؟ نحن لا نعرف تماما إشكال حياته وسرّ انطوائه على نفسه ولجوئه إلى هذا الشكل المستغرب من وسائل التعبير، فما بين أيدينا حتى الآن قليل. إنّ الاقتراب ممّا يدور بخلده ويحاول التعبير عنه، يتطلّب منا أن نهيّئ أنفسنا لما هو أبعد من الظاهر، فيما أننا عن عجلة منّا وتفريط بقيمة التفكير، لم نفعل. لقد حكمنا عليه من الوهلة الأولى بأنه يعبث على غرار ما يفعل الأطفال في لهوهم، مع أن الأمر قد لا يكون على هذا النحو من البساطة. قد يتبادر في أذهاننا على سبيل الافتراض، أن الرجل يحنّ لأيام طفولته، غير أنّ الحنين إلى الطفولة، لا يعني أن يفقد المرء أدوات التعبير المتقنة الحصيفة ويحاكي الأطفال في لهوهم، أم أنّ الحنين قد يفعل ذلك؟ ينبغي أن نفكّر في الأمر قليلا، فنحن بإزاء حالة فريدة أو حالة نموذجية، تتطلّب منا أن نقرّر ما شأنه، وأي صنف من الناس هو ، وما يدور في ذهنه؟ وإلاّ ما معنى مكوثنا معه كلّ هذا الوقت في معتزله وملاحقة أموره الصغيرة، إن لم يكن قد استثارنا وأيقظ فضولنا. وما دمنا أخذنا على عاتقنا هذه المَهمَّة الصعبة، فلنحاول بذل جهد أكثر، إنصافا للرجل.
قد يفيدنا إلقاء نظرة على منزله ومقتنياته الأخرى، فمعرفة شخص ما قد تتأتّى من معرفة محتويات منزله. تدلّنا الحجرات التي كلح طلاؤها والأثاث متآكل الألوان أنّ الرجل من أصحاب الدخل المتدني، ولكنه لا يستسلم لتدنّي دخله إذا أخذنا في الحسبان كثرة الكتب التي هي مكلفة دون شك. تحتل المكتبة جدارا بأكمله ويقابلها ثلاث لوحات زيتية، واحدة لامرأة في حال تأمّل، وأخرى لطفل أشعث الشعر يدهن حذاء رجل تحجب وجهه صحيفة، أما الثالثة فهي منظر طبيعي لغروب الشمس. ثمّة صور عدّة موزّعة على جدار ثالث، إحداها صورته في شبابه، منفردا، أما الأخريات فهي له ولأفراد العائلة، وهي حديثة العهد إذا أحسّنا التقدير، فتكشف لنا أنه ، إما أن يكون تأخر في الزواج، او أنه تأخر في الإنجاب، فأبناؤه دون سن العشرين.
نترك الصور لأنّ دلالاتها ضعيفة، ونتوقّف عند إطار يضمّ شهادة جامعية، تعرّفنا أنّ الطالب “سماحة أيوب المهاجر” قد تخرّج في كلية الفنون الجميلة عام 1969 واستحقّ شهادة التفوّق في الإخراج المسرحي. تكتسب هذه الشهادة أهمية قصوى من بين ما وقفنا عليه، وتدفعنا إلى مراجعة موقفنا برمّته، فقد استُدرجنا على ما يبدو لمشهد مسرحي، ليس لنا دور فيه، لا كلاعبين أساسيين ولا نظّارة. فمن دبّر لنا هذه المكيدة ووضعنا في هذا الموضع؟ يتعيّن علينا أن نفكر بالأمر جيدا، وأن نقرّر في ما لو كنا سنتابع المشهد، أم نتوقف ونغلق الستارة. لكننا سنتابع، فليس أمامنا غير المتابعة، حتى تتضّح الصورة ويكتمل المشهد. في زاوية من الصالة وضمن خزانة تضمّ التلفاز، نجد جهاز موسيقى ومجموعة من الأسطوانات مهترئة الأغلفة، الجهاز لا يعمل، بدليل أنه لم يستخدمه طيلة الوقت، وكأنه مع الأسطوانات التي بقيت في حفظها، من الماضي، وهذا أمر مؤسف، فلا بدّ أن الموسيقى عنت له الكثير في وقت غابر. لم تُحقّق لنا هذه المتابعة الكثير ممّا نسعى إليه، ولكنها تركت في نفوسنا دون شكّ بعض الأثر.
فلْتَنتهِ جولتنا ولنعد إليه ونتصفّح سطح طاولته لنرى إن أحدث شيئا جديدا، فها هنا يتركّز نشاطه، فلعلّنا نعثر على ما يُسعفنا في مَهمَتنا الثقيلة. نجد على سطح ركن الكتابة ورقتين حديثتين تُثيران الاهتمام، فقد كُتب على كلّ منهما جملة واحدة. الكتابة واضحة، ولكن ما تنطق به عسير على الفهم. نقرأ ما كتب ونشعر بقبض :
” مو حِزن لكن حزين”
الشاعر مظفّر النواب
من هو الحزين في هذه الحالة، أهو الشاعر أم ” بَغْوُنا”؟ وما هي العلاقة بين الشيء الذي لا يوصف بالحزن، وبين حالة الحزن الدفينة في الصدر، أو كيف يكون الإنسان حزينا، مع أنّ الشيء المتواري بداخله ليس حزنا؟! ليس كالحزن الذي نعرفه إذا صحّ الوصف. إنها حالة محيّرة دون شكّ.
نقرأ على الورقة الأخرى :
” لقد أحسست بالسعادة كثيرا، ولكنني لم أكن سعيدا في يوم من الأيام”.
د. بوريس سيرولينك
نحار أكثر حينما نتوقّف عند هذا القول، على الرغم من أنه منسوب لمريض نفسي، ولا نجد فيه ما يربط بين الحالين، حال الرجل الستّيني وحال المريض النفسي، أو لعلّ الرباط متوفّر، ولكننا لا نعثر عليه. لماذا هذا التلغيز؟ لا نعرف تماما. ولكن طرح الفكرة على هذا النحو يُثقل علينا ويوقعنا في مصيدة.
نهض وأسدل الستائر، ثمّ جلس على مقعد خفيض، وأرخى جذعه. نستردّ أنفاسنا ونتركه وشأنه لنأخذ فرصتنا مع رسوماته. نرى رسما للطفل أشعث الشعر وهو يقف وحيدا ويراقب أطفالا يلهون بكرة. نتساءل مرة ثانية : ما شأنه، ولماذا لا ينضمّ لرهط الآخرين؟ ما الذي يحول بينه وبينهم؟ لا يجيب الرسم عن سؤالنا. نراه مرة أخرى في رسم آخر وقد أدار لهم ظهره، ربما لأنه لم ينجح في الانضمام إليهم، أو ربما لأنه لم يشأ، فما يدرينا. نراه مرة أخرى يصعد درجا طويلا لا نستبين نهايته وكأنما يريد أن يقول أن لا نهاية له، أو أن النهاية هي ما لدينا الآن.
نرى الطفل مرة أخرى في رسم مختلف وقد تسلّق شجرة، وراح يناول امرأةً فاكهة الشجرة، والهواء يعبث برداء المرأة وشعرها، والثوب ينشقّ عن نهديها ويكشف فخذيها وهي لا تبالي. الطفل في رسم مختلف يقف على شرفة منزل، وطفلة ذات جديلة في باحة المنزل ترفع رأسها باتجاهه. الطفل والطفلة في الرسم الأخير يسيران في شارع متشابكي اليدين.
رنّ جرس الهاتف، فاتجه نحوه ورفع السماعة. نسمعه يجيب :
ـــ بخير.
ــ أتدبّر أمري.
ــ على راحتِك.
عاد إلى جلسته وتناول ورقة، ثمّ رسم الطفل، وقد تقدّم في العمر قليلا. نراه في الرسوم التي تتابعت، يقرأ كتابا، وهو يجلس على مقعد في ملعب المدرسة، ونراه وهو يتناول كتابا من فتاة لها ضفيرتان. الاثنان منشرحان، ونراه وهو يصعد إلى حافلة والفتاة ذات الضفيرتين تَظهر من نافذة منزلها وتنظر باتجاهه، وهو ينظر باتجاهها أيضا.
تقدّم في العمر بضع سنوات أخرى وبلغ سنّ الشباب، هذا ما يقوله لنا رسم جديد. نراه يجلس في غرفة، نافذتها مفتوحة وبيده كتاب. ما يزال في الغرفة كما يُنيئنا رسم جديد، ولكنه بصحبة صديقة، وفي الأعلى ورود متفتحة، ولكن الورود في رسم جديد ذابلة، ولا صديقة.
أقصى الرسوم عنه بضربة من ظاهر كفّه، ورفع جذعه وبدا كما لو أنه أفرغ ما في جعبته. أشعل لفافة تبغ وراح ينفث دخانها ثمّ تركها في المنفضة وجذب ورقة جديدة ورسم غيمة ومطرا، ثمّ توقّف قليلا وتابع تدخين لفافته، ثم أطفأها ورسم ما أرادهما شابا وشابة وهما يسيران تحت وابل المطر. همّ بالنهوض من جديد، ولكنه قبل أن يستكمل نهوضه تناول ورقة جديدة ورسم قرص شمس ثمّ ترك الرسوم فاتجه إلى الحمام.
استبدّ بنا الفضول إلى حدّ أن وجداننا تعلّق بتلك الرسومات، فخُيّل إلينا أن الوقت الذي يقضيه في الحمام أطول مما تقتضيه الحال. رنّ جرس الهاتف وتعلّقت أنفاسنا برنينه، فلعلّه يسمع الرنين ويخرج ليجيب، غير أنه لم يفعل، فصرفنا وقت الانتظار في مراقبة الشارع والمنازل المجاورة. أطلّ علينا بوجهه الذي تحمل تعابيره ثقل سنين حياته، فأشعرنا بالضيق. اتجه إلى المذياع وأدار مفتاحه وأخذ يتنقّل من محطة إلى أخرى، ثمّ توقّف عند محطة تبثّ موسيقى. جلس يستمع وتركنا مرة أخرى نعاني من شدّة فضولنا ونترجّى ألاّ يطيل جلسة الإصغاء. ولكنه ليس في عجلة من أمره. تركنا ننتظر حتى عيل صبرنا، ثمّ نهض واتخذ جلسته وشرع في الرسم، ورسم حشودا ولافتات. رنّ جرس الهاتف من جديد فنهض ورفع السماعة وأجاب:
ـــ لم أتناول طعامي بعد.
ــ لا أكتب. الكتابة مملّة.
ــ سأتناول طعامي. لا تقلقي بهذا الخصوص.
ــ لا، لا ضرورة. أتدبّر أمري جيدا.
رسم على ورقة جديدة خيّالة مدجّجين بالعصي، وهم يطاردون الحشود. ثمّ رسم حذاء منغرسا في الطين، ثم رسم قضبان سجن. نرى في رسم جديد الشاب نفسه، وقد تقدّم في العمر أكثر، يخرج من بوابة سور مرتفع يحجب ما خلفه. كتب على رسم البناء كلمة “سجن”، ثمّ كتب عبارة ” بعد سبع سنوات”. نرى في رسم مختلف الشاب الخارج من السجن يقف أمام منزل، نعرف المنزل من شرفته، غير أن المنزل مغلق وقد عُلّقت على بابه لافتة تشير إلى أنه معدّ للإيجار.
سمع حركة فتح الباب فالتفت ورآهم يدخلون، زوجته والأبناء. حملوا معهم ضجيجهم وفوضاهم. رآهم يلقون بأجسادهم على المقاعد وينزعون أحذيتهم، أما نحن فقد كنا ابتعدنا.
×××××××××××××××××
-
المشهد الملتبس: القصة الافتتاحية لمجموعة عدي مدانات الرابعة، الصادرة بدعم من وزارة الثقافة الأردنية العام 2010 . وعلى غلافها الأخير يكتب الكاتب الكبير ، الصديق “محمود شقير” الآتي:
للقاص عدي مدانات تجربة ممتدّة في كتابة القصّة القصيرة، وهو مخلص لها ومثابر على كتابتها بحيث تبدو، على يديه، جنسًا كتابيّا قادراً على اجتذاب القرّاء في زمن الإنترنت والفضائيّات وثقافة الصورة، وفي زمن الترويج للرواية بوصفها الجنس الأدبيّ الأكثر قبولاً لدى النقاّد والقرّاء سواء بسواء.
رغم أنّ عدي مدانات كتب ثلاث روايات خلال مسيرته الأدبيّة*، إلاّ أنّ لونه المفضّل في الكتابة هو القصّة القصيرة التي يكتبها بشغف، وبمتعة توازي متعته بالحياة التي يغترف منها المادّة الخام لقصصه. ولن أُجانب الحقيقة إذا قلت إنّ عدي مدانات يعدّ اليوم من أبرز كتّاب القصّة القصيرة في الأردن وعلى امتداد الوطن العربي.
لعدي مدانات قدرة على كتابة قصّةٍ انطلاقا من مفردات الحياة اليوميّة العاديّة، ومن التفاصيل الصغيرة التي يتشكّل من مجموعها السرد القصصي، وهو سارد هادئ يعتمد التلميح لا التصريح، ويبدو فيه الراوي محايداً وما هو بمحايد، لأنه يختار للمتلقّي ما يريد ببراعة، ودون تدخّل فظّ أو استعراض ممجوج.
محمود شقير
-
صدر لعدي مدانات في ذات العام كتاب ” فن القصة وجهة نظر وتجربة”، وتلا ذلك روايتان وثلاث مجموعات قصصية ، كما أنجز متوالية قصصية قبل رحيله العام 2016.
[15/01, 14:42] Nuha Atrash: هذا المشهد .. يحتمل الكثير مما يمكن أن يقال …وهويكاد يكون حالة نموذجية للمثقف والكاتب والفنان والسياسي ولكل من حمل او يحمل الهم العام ويمتهنه …هذا المشهد يشبهنا كثيرأ في تفاصيله التي عشناها مع الكاتب الفذ عدي مدانات …وفي تفاصيل أخرى يكملها كل واحد منا حسب تجربته الخاصة والتي تلتقي مع تجارب الأخرين في تغذية النهر الهادر الذي لا بد أن يجرف همومنا وأثقالنا ومعيقات عيشنا الإنساني …
تتلاقى الجداول من كل مكان لتصب في هذا النهر الجارف الذي لا بد أن يسقي في سيره بعض أراضي الجفاف فتنبت زهرأ وأشجارأ تطل عليها الشمس فيكتمل المشهد …جميلأ رائعأ …لينزل الأطفال منكوشي الشعر للاستمتاع بهذا المشهد الرائع …
[15/01, 14:57] Adi Mdanat: كم أنت رائعة، فهذا المشهد لن يرقى إلى التعبير عن محتواه إلا من يعيش الحياة ،وليس من يرقب الغير ليزداد ابتعادا… وبخاصة إنك مخرجة مسرحية،تتبعت الصور والرسومات والكلمات، الأحاسيس والانفعالات الهادئة والهادرة، فصورت المشهد في وجدانها الحي.
أرجو منك مشاركة القصة على صفحتك.أما تعليقك الأصدق والأغنى فأما تشاركينه على صفحة همس أو على صفحتك كما ترينه أنسب…
لك كل الحب….