رواية “التي تعد السلالم” لهدى حمد تترجم إلى اللغة الإنجليزية

(ثقافات)

رواية “التي تعد السلالم” لهدى حمد تترجم إلى اللغة الإنجليزية

 تصدر دار نشر “جامعة تكساس” قريبًا ترجمة جديدة باللغة الإنجليزية لرواية الكاتبة العُمانية هدى حمد “التي تعد السلالم” للمترجمين ندين سنو ووليم تاجرت، اللذين اختارا عنوان “رأيتها في أحلامي” للرواية المترجمة.

تتحدث الرواية عن امرأة تدعى “زهيّة”، صارمة وكثيرة التذمر من عاملات المنازل اللواتي لا يستطعن الاستمرار في العمل بسبب صرامتها، ولكن مع مجيء “فانيش” العاملة الجديدة، تنقلبُ بينهما موازين القوة والضعف، والسيطرة والامتثال بسبب امرأة ثالثة تظهرُ في حلم العاملة أولا ثمّ بصورة غرائبية تنتقل المرأة المجهولة إلى أحلام “زهية”، وكانت المرأة المجهولة تُثيرُ رعبهما معا لأنّها راغبة في الانتحار، وهما لا تعرفان على وجه الدقة إن كان ظهورها في حلمهما معا إشارة إلى حدث وقع في الماضي أو إلى حدث سيقعُ في المستقبل.

ويُقربُ الحلم المُشترك بين زهية والعاملة، فتنهار المناعة النفسية بينهما، حيثُ تستدرج قصّة كل واحدة منهما قصّة الأخرى وإلى جوار القصتين هنالك أيضا قصّة ثالثة أساسية في هذا العمل الروائي، تتمثل في قصّة زوج زهية الذي يسعى إلى كتابة روايته عن زنجبار وعن أمّه الأفريقية “بي سورا” التي لم يبق منها سوى “الليسو”، فتتجلى لنا عبر هذا العمل اللافت مرحلة مُهمة من تاريخ عُمان في شرق أفريقيا جوار التاريخ الفردي للشخصيات المجاورة ومأزقها النفسي.

وحول رأيها في تجربة ترجمة روايتها إلى اللغة الإنجليزية قالت الكاتبة العُمانية هدى حمد في تصريح لها: “في الحقيقة لطالما كنتُ أرتعش من فكرة أنّ الأفكار التي كانت تدور في رأسي والحكايات التي كبرت على أوراقي، يمكن لها أن تتمشى في شخصيات مُختلقة وأمزجة مُركبة، ثمّ يتسنى لها أن تعبر حدودي الشخصية ولغتي لتغامر في نسيج لغة مختلفة، تُطالعها أعين تتمتع بإرثٍ ثقافي مُغاير”.

وأضافت: “أسمى ما قد تفعله الترجمة هو “تحرير اللغة الموجودة تحت وطأة لغة أخرى”، كما يقول الفيلسوف والتر بينجامين، ولذا فإنّ الترجمة ليست مجرد كلمات وجمل، هنالك ثقافة وعادات وأفكار وتفاصيل صغيرة تمضي قُدما من ثقافة لأخرى، لتصنع تأثيرا في المتلقي المفترض”.

ووضحت: “الترجمات البشرية المزودة بدفق الأحاسيس تقوم بدور مهم، وفهم أساسي للعالم المحيط بنا؛ فالترجمة الحقيقية لا تحجب الأصل ولا تُضيع المعنى الأصيل، وهي تماما كما قال ثيربانتس: “الترجمة هي الوجه الآخر للنسيج”.

وكتبت دار النشر على ظهر غلاف “رأيتها في أحلامي”: “هي رواية قوية تتناول العنف الشخصي والعنف المنهجي، موضوع تمّ استعراضه من خلال عدسة العلاقة بين “زهية” الفنانة العُمانية من الطبقة الوسطى والتي تُعاني من القلق و “فانيش” عاملة المنازل الإثيوبية التي توظفها “زهية” قبل أن يغادر زوجها الروائي في رحلة بحثية إلى زنجبار، وتنتقل الرواية بين وجهات نظر وقصص متعددة ومتداخلة وتستكشف بأمانة – ولكن بدون مغالاة أو استشراق ذاتي – موضوع العلاقة بأفريقيا”.

وظهر أيضا على ظهر الغلاف ما كتبته الأكاديمية غدير زنون: “رواية “رأيتها في أحلامي” نسج جميل لسرد روائي يتناول حلقة من التاريخ العربي الحديث، تُقدم الرواية من خلال قصصها المتشابكة تصويرا للعرب “.

وقالت ندين سنو، وهي أستاذة مشاركة في برنامج اللغة العربية لغير الناطقين بها في جامعة فرجينيا، وسبق لها أن ترجمت رواية “شريد المنازل” لجبور الدويهي، كما ترجمت للروائي رشيد الضعيف: “لقد التزمنا جميعًا بإحياء هذه الرواية بطريقة كانت مُخلصة للنص العربي الأصلي مع الحفاظ على سلاسة التعبير في اللغة الإنجليزية في الوقت نفسه، وتحقيقا لهذه الغاية، تجنبنا التدجين اللغوي، بالإضافة إلى تجنب التكلف الذي قد ينتج عن الترجمة الحرفية”.

وأضافت: “سعينا إلى تحقيق التوازن في المسائل النحوية والمعجمية، وقررنا الاحتفاظ ببعض مصطلحات اللغة العربية ذات الأهمية الثقافية أو التي كشفت عن معلومات مهمة حول خلفية الشخصيات وفي بعض الأحيان قمنا بتضمين معنى الكلمات العربية في النص نفسه، وبالتالي جعلنا النص ثنائي اللغة من خلال التزاوج بين العربية والإنجليزية”.

وأكدت بقولها: ” قراء الرواية سيستمتعون بقراءة بعض الكلمات باللغة العربية لأن هذا قد يمنحهم فرصة لتخيل كيف يمكن أن تُنطق الكلمات من قبل الشخصيات في الرواية وتشكيل فكرة عن مميزات اللغة العربية الفصحى الحديثة واللهجة العُمانية”.

وتابعت سنو قائلة: ” نتفق مع جون تشياردي في أن “الترجمة هي فن الفشل”، وأنه في النهاية لا يوجد بديل حقيقي لقراءة واختبار أي نص بلغته الأصلية، ونقدم ترجمتنا بكل تواضع لأولئك الذين قد لا يكونون قادرين على قراءة اللغة العربية، ولكنهم يشعرون بالفضول لقراءة رواية عربية”.

وكانت رواية هدى حمد “التي تعد السلالم” صدرت عن دار الآداب في عام ٢٠١٤ ضمن مشروع محترف نجوى بركات لكتابة الرواية، كما صدر لها العديد من المجموعات القصصية والروائية آخرها رواية “لا يذكرون في مجاز” الصادرة أيضًا عن دار الآداب في عام ٢٠٢٢م.

الجدير بالذكر أنّ روايتها “التي تعد السلالم”، تُرجمت من قبل إلى اللغة الفارسية بواسطة المترجمة الإيرانية معاني شعباني وصدرت عن دار “ثالث”، كما تُرجمت روايتها “سندرلات مسقط” إلى اللغة الفارسية أيضا.

عن/العُمانية/النشرة الثقافية/ عُمر الخروصي

شاهد أيضاً

فرويد وصوفيا في جلسة خاصة

(ثقافات) فرويد وصوفيا في جلسة خاصة د. صحر أنور جلس سيجموند فرويد أمامها ينظر إلى …

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *