أيام الشمس المشرقة: نفايات بشرية تستمر فى الحياة
محمد بـرادة
تستـحق رواية ميـرال الطـحاوى الجديدة: «أيـّـامُ الشـمس الـمُشرقة» (دار الـعيـن، 2022) الـقراءة والاعـتبار، لأنـها تستوحي فضاءً وبـشـرا ووقائـع لـها امـتداد وطـيـد في الأسـئلة المُـحرجة التي تـواجهها الإنسانية في مـرحلةٍ تـرغمها على إعـــــادة الـنظر في الـقـيم الكـونية وفى مـدى فـعاليتـها، وليس هذا المُـنجَـز الروائي غـريبا على صاحبة «الخــباء».
و«الـبـاذنـجــانـة الـزرقاء» التي تـميّـز إبـداعُها بالخصوصية في الـرّصــد ونــسْـج التـخـيـيـل، يُـحيلُ عنوان الرواية على منـطقة تــقـع في الساحـل الغربي للـولايات المتحدة غـير بعيد من البحـر، لكنها ذات تضاريس جغرافية تُـعــرّضُــها لـهجمات الــطبـيـــــعـة وتـسَــلّــلِ النازحين الباحثين عن الـعمل والـمـأوى، ومن ثـمّ، يـكون اسم الشمس المشرقة مُـنـاقـضا لـشروطها الطبيعية التي تجـعل منها مـدينة حـدوديـة، شـبه مـهجورة. وهذا الفضاء المُـلتبس والمتعدّد المستويات الذي يحتوى أحداث الرواية، يضطلع بـدورٍ مهـمّ في الـتـزاوج مع معظم السكـان، وبـخاصّة النساء والرجال الذين هاجـروا إليه من مناطق بـعيدة في آسـيا والشرق الأوسـط.