قراءة في كتاب أ.د.عصام سليمان الموسى: الصحافة الأردنية في مئة عام

(ثقافات)

 

قراءة في كتاب أ.د.عصام سليمان الموسى : الصحافة الأردنية في مئة عام

*محمد المشايخ

عدا عن الفترة الزمنية الطويلة التي يُـغطيها هذا الكتاب الذي يروي قصة الصحافة الأردنية في مئة عام، فإن مؤلفه أ.د.عصام سليمان الموسى، ممن مارسوا العمل لسنوات طويلة في الصحافة الأردنية، وممّن درّسوها لسنوات أطول في الجامعات، وغدا عدد كبير من تلاميذه يعملون في عدد كبير من الصحف، بل صاروا من ألمع نجوم الإعلام في الأردن وخارجه.

يتألف هذا الكتاب، الصادر عن وزارة الثقافة، بمناسبة مئوية الدولة الأردنية2021، من سبعة فصول، في الأول منها تحدث أ.د.عصام الموسى عن جذور الكتابة، والمطابع، والصحافة العالمية والعربية والأردنية وسياقاتها التاريخية،.

وفي الفصل الثاني تحدث عن صحافة إمارة شرق الأردن1930-1946،حيث طغت الصحافة الأسبوعية والأدبية التي كانت محدودة الانتشار والمشاركة والإمكانيات.

وفي الثالث تحدث عن صحافة ما بعد الإستقلال1946-1970، وفيها ترسّخ صدور الصحافة اليومية، رغم ظهور عدد كبير من الصحف الأسبوعية المختلفة المشارب والميول، وبالتفاعل الواضح مع الأحداث، فكان أن توزع الجهد الصحفي على صحف عديدة بين عمان والقدس والضفة الغربية، وعكس وجهات نظر متباينة، مما شكل دافعا للحكومة للتدخل والعمل على دمج ذلك الجهد من خلال استصدار القوانين اللازمة.

وفي الفصل الرابع تحدث عن صحافة المؤسسات الكبيرة1971-1989، وقال رغم الظروف الداخلية القاسية، فقد ظهرت إبانها صحافة مؤسسية جماهيرية واسعة الانتشار، قوية الإمكانيات، وكان للدولة دور في في ظهورها أو تشكيلها، مما أدى في نهاية الثمانينيات إلى تحويلها إلى مؤسسات عامة شبه رسمية.

وفي الخامس، تحدث عن الصحافة في ظل الديمقراطية:صحافة تعددية متنوعة1989-1999، مؤكدا أن الصحافة الأردنية بعد هبة نيسان1989بدأت تسترد عافيتها، واتسع فيها هامش النقد والحوار، وظهرت إلى جانب الصحافية اليومية التي بقيت شبه ملتزمة، صحافة أسبوعية وحزبية نشطة، في ظل قانون ليبرالي غير متشدد.

وفي الفصل السادس حديث عن مرحلة الرقمنة 1999-2022،حيث ظهر الإنترنت حاملا الرقمية، فظهرت الصحف الألكترونية ووسائل التواصل الاجتماعي التي كان لها آثار عظيمة على الصحافة المطبوعة.

ويؤكد د.الموسى أن وعي القيادة بأهمية الصحافة، منذ إصدار الملك المؤسس جريدة (الحق يعلو)من معان عام1920، والتي كانت تكتب بخط اليد، وتسحب على آلة سحب(البالوظة) مهـّد الطريق لانتشارها على يد القطاع الخاص اعتبارا من عام1927 حتى يومنا هذا، فظهرت صحافة قوية ضاهت الصحف العربية المتقدمة.

وفي هذا الكتاب، يروي المؤلف عدا عن مقدماته التاريخية وجولاته في العالم وفي الوطن العربي، الصراع بين الصحف بنوعيها الرسمي والخاص، التي كانت تحارب الاستعمار بالكلمات، وبين الرقابة، وبين قوانين السلطات التي كانت تتغير باستمرار، ويتحدث بالتفصيل عن البنية الاقتصادية الضعيفة للصحف، وارتفاع ثمن المواد الخام التي تستوردها(الورق والآلات والحبر)، عدا عن محدودية الانتشار، والنقص في الكوادر المهنية المدربة.

ولأن د.عصام كان يكتب من قلب الحدث، أو من مطبخه، فإنه يعرف كل المشاكل اليومية للصحافة، هذه المشاكل التي تستجد وتتوالد، وتحتاج لعقول من نوع خاص، ولأموال كثيرة لحلها، وها هي نقابة الصحفيين الأردنيين، تكاد لا تخرج من مشكلة صحفية، حتى تستجد غيرها، ولم يتحدث د.عصام عن الصحافة من الداخل، بل كان يدخل في تفاصيل الأجواء العامة، والحريات، والديمقراطية، والمناخ السياسي العام، وهذه ربما من أكثر المشاكل تعقيدا، ولا سيما حين يكون الحدث عن حروب بين دول شقيقة، أو صديقة، ناهيك عن العنف المجتمعي والطلابي، وآلاف المشاكل التي تستجد، والتي ربما تكون حقيقية، أو خيالية من أفلام وسائل التواصل الاجتماعي، والتي تترك آثارها السلبية عادة، وتسيء لأشخاص بل وتشبك بين دول.

لقد مزج هذا الكتاب التوثيقي الذي أرى ضرورة تدريسه لطلبة الجامعات، واقتنائه في مكتبات البلديات، والمدارس والجمعيات والأحزاب، مزج بين الإعلام، والتاريخ، والعلم، والفكر بأنواعه، ليس لأنه غدا مرجعا لطلبة الدراسات العليا، وللإعلاميين، وللباحثين فحسب، بل لأنه غاص في الممنوعات، وتجرأ مؤلفه وأورد مقاطع مما نشرته الصحف وكان سببا في إغلاقها في ومعاقبة إداراتها في العقود الماضية، لا سيما قبل هبة نيسان1989.

وقد أحسن د.عصام الموسى صنعا، حين خصص الفصل السابع والأخير من كتابه للتعريف برواد الصحافة الأردنية وأعلامها، والذين ازدهرت الصحافة بهمتهم مجتمعين، وليسوا كأفراد، موضحا أن ساحتنا الإعلامية ولاّدة وتنجب يوميا الكثير من الصحفيين المهمين، عدا عما أنجبه الصحفيون أنفسهم من أبناء أثروا المشهد الصحفي، ويحتاجون لموسوعة من عدة مجلدات لإيراد سيرتهم كاملة ، لكن ذلك لن يحول دون ذكري لأسماء الصحفيين الذين وردوا في الكتاب وومضة فيها بعض الغرائبية، إلى جانب الواقعية، عن كل منهم:

محمد الأنسي، وصالح الصمادي، وعبد اللطيف شاكر:خدموا في الجيش العثماني.

محمد الشريقي:اتهم بمحاولة قلب نظام الحكم العثماني، وبسبب صغر سنه، حكم عليه بالسجن 12عاما.

محمود الكرمي:عمل معلما في الصومال.

الشاعر نديم الملاح:كان إماما دينيا.

صبحي زيد الكيلاني:التحق بالأزهر ونال شهادة العالمية عام1928

محمد تيسير ظبيان:عمل ضابطا مرافقا ليوسف العظمة(بطل معركة ميسلون)

خليل فارس نصر:أول من أدخل مطبعة غير رسمية للأردن عام1923، وأنشأ مصنعا للصابون في عمان.

أمين ابو الشعر:انتدب مستشارا إعلاميا لسلطنة عمان، واصدر صحيفتها الأولى.

صبحي القطب:أصدر أول جريدة يومية في الأردن باسم(النسر)

محمود الخيمي:أول مراسل لوكالة الأنباء العربية في لندن من القدس عام1941.

رجا العيسى:مؤسس وكالة التوزيع الأردنية.

إبراهيم الشنطي:توفي فقيرا ودفعت نقابة الصحفيين الأردنيين تكاليف جنازته.

عبد الرحمن الكردي:أول من عمل على إنشاء دار نشر في الأردن خلال السنوات1954-1957تحت عنوان شركة الطباعة الحديثة، وهي التي طبعت ديوان عرار.

عيسى الناعوري: ينتسب لناعور، لكنه من مواليد الفحيص.

يوسف حنا:ولد في مصر في أواخر القرن 19من ابوين سوريين.

مسلم بسيسو:أول من أذاع نبأ اغتيال الكونت برنادوت وسيط الأمم المتحدة في فلسطين.

جمعه حماد:تم اختطافه أكثر من مرة، إثر حوادث ايلول1970، وكان ابناء قبيلته(الترابين)يعيدونه سالما.

عرفات حجازي:انتخب عام1970نقيبا للصحفيين لثلاث دورات متتالية.

ضيف الله الحمود:أول من كتب مقالات تمتاز عناوينها بنكهتها الأردنية الشعبية:دق المهباش يسويلم، أول الرقص حنجلي.

عبد الحفيظ محمد:أصدر جريدة أخبار الأسبوع لمدة32عاما.

محمود الشريف:توقف عن العمل الصحفي في الأردن خلال الأعوام1968-1974حين كلف بتأسيس إدارة الإعلام في قطر.

إبراهيم سكجها:بعد عام1948هاجر إلى مصر وعمل في جريدة المصري وفي مسامرات الجيب والدفاع.

طارق مصاروة:بدأ نشاطه الصحفي منذ الخمسينات، فعمل في (البناء) في دمشق، و(النهار) في بيروت، والدستور وصت الشعب في الأردن، وأصدر مجلة الأفق الاقتصادي.

محمود الكايد الحياصات:يعتبر من مؤسسي شركة المؤسسة الصحفية الأردنية(الرأي)عام1974مع جمعه حماد، وسليمان عرار، ومحمد العمد.

حسن التل:مؤسس دار اللواء للصحافة والنشر وعنها اصدر صحيفة اللواء.

د.فهد الفانك:أعد للدستور اول صفحة اقتصادية منتظمة في الأردن، تظهر كل سبت، مقابل مكافأة10دنانير، ثم صارت12دينارا.

د.رياض الحروب:درس الطب في اليونان، وتخصص في الجراحة العامة في فرنسا واليونان.

سليمان القضاة:انتخب نقيبا للصحفيين الأردنيين لدورتين متتاليتين1992-1996، وانتخب في مطلع عام1995رسئيسا لمنظمة الصحفيين العالمية لمدة4سنوات.

نظمي السعيد:عمل على تطوير الصحافة الرياضية في الأردن.

محمد خروب:اشتهر بعموده اليومي في صحيفة الرأي.

يحيى شقير:يعتبر المرجع الرئيسي لقوانين الإعلام.

وفيما يلي ومضات من سيرة د.عصام سليمان الموسى

مكان الولادة: المفرق

تاريخ الولادة: 23/11/1944

المؤهل العلمي: حصل على بكالوريوس في اللغة الإنجليزية وآدابها من الجامعة الأردنية عام1966، وعلى ماجستير أدب إنجليزي من جامعة أندروز في متشغان (أمريكا) عام 1970، وعلى دكتوراه اتصال وإعلام دولي من جامعة واشنطن-سياتل (أمريكا) عام1981. كما وحصل على منحة فولبرايت لجامعة واشنطن الوطنية (مدينة بولمان) للعام الدراسي 1996-1997. فوق هذا، حصل على منح دراسية الى: بريطانيا وألمانيا والولايات المتحدة والفلبين والهند وماليزيا.

الخبرة العملية:

العمل الأكاديمي: التحق بالعمل الأكاديمي منذ عام 1976 في جامعة اليرموك مدرسا للغة الانجليزية، ثم مبتعثا لأمريكا لدراسة الدكتوراه (1977-1981)، ومنذ عام 1981 عاد من بعثته بدرجة الدكتوراه ليعمل في قسم الصحافة والاعلام، الذي تحول الى كلية اعلام عام 2010، وتدرج في الرتب من استاذ مساعد الى مشارك (1988) الى استاذ (1993) وعين رئيس قسم لدورتين. علاوة على ذلك، عمل في جامعات ومعاهد اردنية وعربية وأمريكية: استاذا زائرا في جامعة واشنطن الوطنية (Washington State University-Pullman) عام 1996-1997 (بعد حصوله على منحة فولبرايت التنافسية)، واستاذا في المعهد الدبلوماسي الأردني (مديرا للتعليم والتدريب برتبة عميد (1997-1998)، واستاذا في جامعة البحرين- قسم الإعلام والسياحة والفنون (2002- 2003)، واستاذا وعميدا في جامعة الشرق الأوسط للدراسات العليا (عميدا للبحث العلمي ورئيس قسم الإعلام للفترة 1/9/2005 – 1/9/2011).

وفي عمله الأكاديمي: عمل مديرا لمشروع الاتصال السكاني(P11/86/JOR) : بمشاركة قسم الصحافة وبتمويل من اليونسكو وصندوق التنمية للسكان، ورئيساً للجنة الفنية، 1986-1988.

وكان من المؤسسين للرابطة العربية الأميركية لأساتذة الاتصالِAUSACE والاعلام، وانتخب رئيسا لها 1997/1998. كما وعمل مديرا مشاركا لبرنامج الارتباط الأكاديمي بين قسمي الصحافة في جامعة اليرموك وجامعة Georgia State University) ) في أطلانطا(2000- 2004)، وقد أشرف على العديد من رسائل الماجستير.

الخبرة العملية قبل العمل الأكاديمي: رئيس تحرير الأخبار الإنجليزية في التلفزيون القطري، وفي الإذاعة الإنجليزية في دولة قطر؛ ومسؤول إعلامي: وزارة الإعلام-الدوحة، قطر 1972-1976 (ومحرراً ومراسلاً لمجلات عربية وقطرية ولبنانية). وقبل ذلك: المحرر المسؤول لمجلة الشباب، مؤسسة رعاية الشباب (1970- 1972. ومسؤول علاقات عامة (1968-1969). ومعلماً للإنجليزية في الثانوية العسكرية (الكلية الحربية-الرياض) 1966-1968. ومعلماً للإنجليزية في مدرسة جرش الثانوية 1966.

المؤلفات

أولا: إبداع

1- وستشرق الشمس أيضا (قصص قصيرة)، أمانة عمان الكبرى، 2012.

2. بقايا ثلج( رواية)، دار نارة للنشر والتوزيع، أمانة عمان الكبرى، 2007.

3• حكايات الفارس المدحور(قصص قصيرة)، منشورات نادي خريجي الجامعة الأردني، عمان، 1972

4. انعدام الوزن(قصص قصيرة)، منشورات رابطة الكتاب الأردنيين، عمان، 1984.

5. القفز في العينين(قصص قصيرة)، أمانة عمان الكبرى، عمان، 2001.

ثانيا: الكتب العلمية: الإعلام والاتصال

باللغة الانجليزية:

1. The Arab Image in the U.S. Press (1984). PeterLang, New York

2. Petra the Cultural Capital of the Arabic Script In the First Communication Revolution (2011). BaitAlnbat, Amman.

باللغة العربية:

1• المدخل في الاتصال الجماهيري (طبعة مزيدة ومنقحة) (الطبعة السابعة، 2009). اثراء، عمان ( صدرت الطبعة الاولى1986).

2• المدخل في الاتصال السكاني (1991). جزءان، (بالاشتراك)، جامعة اليرموك.

3• إعادة النظر في مفاهيم التربية السكانية (1993). (مترجم). صندوق الأمم المتحدة للسكان.

4• تطور الصحافة الأردنية: 1920-1997 (1998). لجنة تاريخ الأردن، المجمع الملكي، عمّان.

5• العرب وثورة الاتصال الأولى (1999). الكتاني، بدعم وزارة الثقافة، عمّان.

6• تطوير الثقافة الجماهيرية العربية (2002). مركز الإمارات للدراسات والبحوث الإستراتيجية. أبو ظبي.

7• الإعلام والمجتمع: دراسات في الإعلام الأردني والعربي والدولي (2003). وزارة الثقافة، عمان، الأردن.

8• البتراء عاصمة الأبجدية العربية في الثورة الأولى للاتصال-Petra the Cultural Capital of the Arabic Script – (باللغتين العربية والانجليزية)، الناشر: بيت الأنباط، 2011.

وهو عضو في رابطة الكتاب الأردنيين، وفي الإتحاد العام للأدباء والكتاب العرب، وفي نقابة الصحفيين الأردنيين، وفي الرابطة العربية الأميركية لأساتذة الإعلام والاتصال.

شاهد أيضاً

الاُنس بمعاشرة الكُتب

(ثقافات) الاُنس بمعاشرة الكُتب د. طه جزاّع[1]  لعل من أصعب أنواع الكتابات، تلك التي تتناول …

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *