إربد.. حنّاء العيد والرجع السعيد

(ثقافات)

 

إربد حنّاء العيد والرجع السعيد

* ميسّر السرديّة

لا أعرف إربد معرفة عابرة من خلال زيارات أو صداقات وصور هنا وهناك، بل على ثرى قراها فتحت عيني عندما شق بكائي صمت الحياة صباحات الحصاد في قرية جحفية. وفي إيدونها كان حضن المدرسة الأولى، هناك حيث مشطت الحارات أمرح في سهولها من المستشفى العسكري حتى أساسات مستشفى راهبات الوردية، تعالي يا أم سالم شوفي هذا قبر الكنج السردي بالمجنة غرب المستشفى، كرم أبو علي الذي قنب لنا من دواليه حزمة أخذها جدي معه ليغرسها في قريتنا سبع صير.

كان منظر جامعة اليرموك مبهجا ونحن نطالعه من نافذة الباص، كانت بنت جيراننا التي التحقت فرجة جميلة في حارتنا،بإتجاه السوق حيث لا نخشى غياب أهلنا في هذه الدكان أو تلك، شارع السنما، كيف يكون للسينما شارع؟! بناء السرايا، ماهذه السرايا؟! دارة عرار، من هو عرار الذي نسمع بدارته؟! كرم التلول، كيف هو هذا الكرم؟!.. هذول دولة، الخرزات، ما معنى الخرزات؟! ليش فلان كاين كليب الشريدة بلا شبه ، من هو كليب الشريدة؟!.. أي والله، يوم صارت القصة فزعوا ابن حمود والهنداوي، راحوا معهم لعمان بلعون ماقصروا الرجال، هسه بدكم تعلموني بالدين ؟! أنا حجيت مع العبيدات، تكمل جدتي هذول أمارة وأهل دين، وكمان زناقيل، جدي بات في علعال في تجرة مع صديق له، أبو ضيف الله من هام جاء يسأل عنه، العيل تفز بالليل، غدا نذهب لزيارة الشيخ في دير يوسف،كاملة وعروبة يغنيان أيدوني حبيتك دلوني ع بيتك، أم السفير هاني مشغولة لأن هاني عاد في زيارة من صوفيا، فستان وساعة هدية لي من شقيقة جارتنا أم يوسف القادمة من الكويت ، بيض ملون في بيت أبو خالد، غنم أبو راضي في عنبه، أبو محمد الصمدي زوج أبنه، سنذهب للفرح، موسى الرجب أعطاني سفط هريسه اشتراه وهو عائد من الصريح، أم ذوقان تتباهى بوشمها… لا جدال، أجمل دق بالعالم دق الحصن..بنت العرب يايمه ومدقدقة بالرمة…أبوك الله يرحمه كان يخدم عسكرية في شطنا على الويلس.

شاحنة تقف أمامي،البلاد طلبت أهلها، سنرحل ونعود إلى قريتنا، خلصنا أوراق نقل المدرسة، عودة أخرى للدراسة في اليرموك، مشوار الي منتدى إربد الثقافي، علاقة بصديقات جدد، خدي هذا الكتاب، نقاشات حول سارتر وسيمون دي بوفوار، خذي هذا كولون ولسون، هل قرأت نجيب محفوظ؟! وكتاب وراء آخر، صحيح ضروري تسمعي بوب مارلي، كيف أنت والشعر؟! عشيات وادي اليابس، أمل دنقل، ثنائية نجم و الشيخ إمام، كيف بعدك ما أطلعت على تيسير السبول ؟! لقد رفض الهزيمة… زرت أم قيس؟! لا، لكن زوجة جدي رحمها الله من عقربا… نخشى أنك أيضا تجهلين معنى اسم إربد.

لا بعرف، إربد قطعة من وجدان أهلنا، والله حتى جهاز العرس من إربد، والطبيب الفذ في إربد… ضافي شخاترة وجدي ذهبا في السيارة..

هويس حمص أخضر، وكوم فريكة،، والله مافعست بمارس العدس، روحوا لقطوا جلتون.. ياسلام شو طرايا هالخرفيشات، كنت العب عند جامع الحج أمين، أبو سمير أعطاني حليب البقرة عشان أطول لما أشربه، أبو عبدالله يريد سكينة منشار عشان يقص المكانس…. نساء الحارة عند كوم وهدنا، بكاء حار ووداع، خلص رحلنا… لا لا ما رح نقطع بعض ياناس .. السيارات ما خلت بعد وحدن الله ياحريم……. إربد ثقافة وحضارة ومحبة وجيرة وأهل… الذنب ليس ذنب إربد لمن يعلقون على اعتمادها مدينة للثقافة، إنما ذنب من قتل كل الأشياء الجميلة في حياتنا، وحول الثقافة لمنصات سخافة…. جدتي تصف لصديقة تشتكي من ألم ركبتها… يا خيتي ما ألك إلا زيت الكفارات.. يسقط عالعظم من جوى.

…. وأحب إربد

شاهد أيضاً

ليتني بعض ما يتمنى المدى

(ثقافات) ليتني بعض ما يتمنى المدى أحمد عمر زعبار اعلامي وشاعر تونسي مقيم في لندن …

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *