عمّان .. إلى الأبد

(ثقافات)

عمَّان .. إلى الأبد

* * *

شعر: عيسى بطارسه

* * *

لو أعرفُ سِرَّكِ ..

لو أعرفُ فيمَ عُطُورُ الدُّنيا

تَتَبخَّرُ من قلبي ليَظلَّ بقلبي عِطرُك ..

يقصُرُ عُمرُ الكونِ

ويقُصُرُ عُمرُ الأرضِ

ويقصُرُ عُمرُ العُمرِ

ولا يقصُرُ في قلبي عُمرُك!

يا أجمل حبٍّ يَعرفُهُ إنسانْ

يا أقوى عشقٍ لا تلمَسُ ظُفراً منهُ

على الأرضِ أكفُّ النسيانْ

يَأبى قلبي

أن يَحملَ في تَرحالي في شتّى أصقاعِ الدُّنيا

من كلِّ زوايا الكونِ سوى زاويَةٍ في حجمِ

قُرُنْفُلَةٍ بَيضاءَ، أسمِّيها: حُبّي

وتُسمّيها خارطةُ الدُّنيا .. عَمّانْ.

لو أعرفُ سرَّ حنيني الأزليِّ إلى

“سُوقِ الخُضرةِ” وإلى “سُوقِ السّكّرِ”

ولماذا تهرعُ نكهاتُ أزقّتكِ أمامَ خُطايَ

إذا سرتُ وحيداً في “هوليود” و”بفرلي هيلزَ”

أراكِ بلا موعِدَ في الجهةِ الأخرى

أنتِ .. كما أنتِ،

بنفسِ الطُّهرِ،

بنفسِ الثّوبِ الأخضرِ

شامِخةً كالمجدِ

صَهيلاً عربيّاً مزهوّاً بالنّصرِ

فأهرَعُ نحوكِ، أهرعُ

لأرى شُرطيّاً في بَدلتِهِ الكحليّةِ

وبِسِحنتِهِ البَدويّةِ

يعملُ بدَلَ الشّاراتِ المُتعطّلةِ على شارعِ

سَقفِ السّيلِ، أجالِسُ حاراتِكِ

أصعدُ سيراً طلعاتِ جِبالكِ

تَغمزُني الحطّاتُ الحُمرُ

وأبسِمُ لِعقالِ مفتُولٍ

أتحوَّلُ طفلاً مُغبرّاً يركضُ بين الأولادِ بشارعَ

لم يُرصفْ بعدُ، تشدُّ مسامعيَ العطشى أصواتُ الباعه.

لو أعرفُ

لو أعرفُ

إذ أتنهَّدُ في أجملِ مقهى في “هيبرو”

أو بـ “أوهيرو” أو “إل إيه”

سرَّ أذانٍ يأتيني يَترقرَقُ فوقَ صبّاحٍ عمَّانيٍّ

يَعصُرني الشّوقُ لأسجُدَ بينَ يديهِ

يُهيِّجُ في قلبيَ أشواقاً مُلتاعهْ

لو أني، لو أني أعرفُ ياسيّدتي،

لعرفتُ لماذا لا أرضى منكِ فَكاكاً،

لا أرضى حتى تحضَرُنِي السّاعهْ.

آب 1999

شاهد أيضاً

يَنبثُ لِي شارِبٌ.. منَ الصَّمت

(ثقافات) يَنبثُ لِي شارِبٌ.. منَ الصَّمت حسن حصاري منْ يمُدُّ لي صوْتا غيرَ صوْتي الغائِب؟ …

تعليق واحد

  1. تعبير رائع

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *