المعجزة – قصيدة

(ثقافات)

المعجزة

* آمال مختار

كان الخريف

أظن ذلك ،،

الغيم يغشى قلبي

المطر ينذر بالهطول من عيني

الشجرة التي لا أذكر اسمها

تلك التي كنّا نقف تحت رحمتها

كانت بنيّة ،جرداء

أوراقها الصفراء

خيبات عمري

متناثرات

على اسفلت الطريق …

طريق الغواية…الملتوية…

بلا بداية ولا نهاية.

الشجرة التي لا أذكر اسمها

كانت الشاهدة على المعجزة!

في مدينة الإسمنت …

كنّا…

كان ثلاثتنا غرباء !

قدم هو من المنافي ،

أشعث بغبار السفر،

هربت أنا من حكاية شهرزاد

خائفة من سيف شهريار،

من أنياب ذئاب مترصّدة…

نزح جامعنا من فيافي الشعر !

تائها في حقول التكثيف

ومتاهة المدينة…

كان يا ما كان ،،

في قديم الزمان

كان في سالف

العصر والأوان ،،

….حكاية ليست

مثل كل الحكايا

كانت معجزة …

ثمّ ابتلعها جوف الشيطان

أمّا الآن ،،

سلام على تلك القدحة الخاطفة

سلام على برق

لعج في قلب الخريف

سلام على قُبلة

سالت على اسفلت الطريق

طوفان رغبة معتّقة،

سلام على من غادر الحكاية

وعاد معتوها إلي الديار

سلام على من رحل

معطوبا

ليسكن عند الجبار

سلام عليّ

أطرّز كلماتي في حكاية شهرزاد

أجمّع دمعاتي عقدا من السحر

أطوّق به عنق العاشقات ،

أهمس لهن بحكمة العجوز :

لا تعشقن الغريب

لا تعشقن ابن الديار

لا تعشقن شهريار

انتظرن قدح البرق

انتظرن المعجزة

والشيطان

عند الشجرة

التي نسيت اسمها

الشجرة البنية الجرداء

الشجرة التي أثمرت في خريف الشباب

عناقيد فرح…

بيضاء كحبات توت..

لذيذة كطعم القُبلة الأولى.

شاهد أيضاً

رواية “قناع بلون السماء”…ملامح الهوية الفلسطينية بين التحقق والذوبان

(ثقافات) رواية “قناع بلون السماء”…ملامح الهوية الفلسطينية بين التحقق والذوبان  صفاء الحطاب تذهب بنا رواية …

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *