الرائي – شعر

(ثقافات)

* عبير مكّي

منسابا مثل خرير الناي

ومرتابا كحمائم عطشى

مندفعا كالسيل الجارف

متئدا كأيائل تلقي الضوء على الصحراء

غمرت بمائك رمل الصمت

سحبت من الطوفان لغات الأرض

وموسيقى الفلوات

سميت الليل جحافل ضوء

والأحلام قصائد مثلى

والكلمات قطيع يراع

والموسيقى مدد الله الساري في الأكوان

ألقيت يراعك عبر الكوة

مؤتلقا ومضيئا

ثم سحبت الظلمة خيطا خيطا

من قاع التنور إلى الأعلى…

شغف لمدائن حلمك يسري بي

لمجازات تجري من تحت حروفك كالأنهار..

وبي توق لتخوم ممالكك الممتدة

من بدء الأسماء إلى الأبدية…يعرج بي

********

لكأنك راءٍ في صحراء الكشف

كأنك درويش يطّوّح في الآفاق

ويُرجِسُ في أعماق الظلمةِ

بحثا عن قمر محروس

لكأنك نحات مَرَاءٍ

أو صائغ أقمار وشموس

لكأنك خزاف معان

أو صائد أفكار وحُدوس

لكأنك في منفاك نبي

أينع في رحم التابوت

لكأنك قنديل الأعمى

وسبيل الصب إلى الملكوت

لكأنك يوسف…

في رؤياه

تداعت أوطان وبيوت

ألقَوْكَ بذاك الجُبِّ ومَرُّوا ..

يُحْصوا الخيبة تلو الأخرى

لا سَيَّارَةَ في الصحراءِ لينتشلوكَ

ولا ماءٌ في القِرْبةِ

لا نورٌ في جوف البئرِ

ولا دفءٌ في القاعْ..

لا شيءَ سوى قمرٍ يتضاءل فوق النيل

ولا أحدٌ إلا يعقوب هنالك يرفو القمصان

المقدودة كالخيباتِ

ويخصف من أوراق التوت..

  • شاعرة من تونس

شاهد أيضاً

في اليوم العالمي للشعر: كمَنْ يَحْرُثُ البَّحْرَ / وَيَكتُبُ فوْقَ المَاء !

(ثقافات) كمَنْ يَحْرُثُ البَّحْرَ / وَيَكتُبُ فوْقَ المَاء !  هذا ما قاله المكسيكيّ خُوسّيه بَاشِيكُو …

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *