لُغَة .. تَقْبِضُ عَلَى المَاء

(ثقافات)

مليكة فهيم

 

عَاليا ..

فِي سَماواتٍ بَعِيدَة،

سَماءٌ ..

لهَا مَلمسٌ وَرائِحةٌ وَمَذاق.

سَماءٌ ..

 بزرقة أبعاد  متماسكة

دَعَواتُنا التِّي رُفِعتْ

إلى هُناك ..

دَعواتُنا التِّي ..

تَسْبحُ خِفافاً ..

تَرتجِفُ ..

بِيقينٍ ..

فارِعِ الطُّول.

السَّماءُ ..

هَمْهَماتٌ لا تُطاق

وَالنجُومُ شُرُفاتٌ  ..

تَفْقأ عَيْنَ المَدى.

عَارِياً ..

يَصْعَدُ ظِلي ..

طائِرةً وَرَقِية

تُمَشِّطُ وجْهَ الغَيبِ

تُعيدُ وَصْلَ مَا انقطع.

لا أحَدَ هُنا

سِوَى عَالم الغَيبِ والشهَادَة

سِوى كآبة عَلى الرَّفِّ،

فوْقَ سُطوحِ السَّماءِ

تَتثاءَبُ ..

قبْلَ تَمْتماتِ الصَّلواتِ

ليْلاً طوِيلا ..

المَرأةُ البَلهَاءُ بِنظارَتيْنِ

تَطهُو قهْوتَها الرَّدِيئَةَ،

تُمْسِكُ دِراعَ الوَقتِ ..

الوَقتُ البَارِدُ

يَفْرٍشُ شرَايينَهُ

لِرقصٍ سَخِيٍّ.

وَأنا أحْشِدُ دَمِي المُتشظِّي ..

أمُدُّ عَضَلاتِ القلبِ بَعِيداً.

وَلِسبَبٍ لا أعْرِفُهُ،

أنْتعِلُ القلقَ ..

أجُرُّ غُيومَ السَّماءِ

 مِنْ أنفِها الأفْطَس .

وَالعَدمُ يَهُزُّ جِذْعَهُ

حَثِيثاً ..حَثِيثا

يَزْحَفُ نَحْوِي ..

لا تِيجَانَ هُنا، وَحْدَها التَّرَاتِيلُ تَطوفُ، تُشرِقُ بِوَلهِ السَّكرَاتِ، وَأنَا المُقيمَةُ عَلى عَتباتِ الحِكايَة، يَرْتعِشُ فِي جُمْجُمتِي البَياضُ الأكثرُ اسْتِدارَةً، وَسَلالِمُ الجَحيمِ المُبارَكةِ تَعْوِي مَا اسْتطاعَتْ إلى ذَلِك سَبيلا.

ابْتَعِدي عَنْ سَمَائِي

أيَّتُها الطيُورُ..

لُغزُ البَابِ لا زَالَ يُطارِدُنِي

وَتِلكَ الفِكرةُ الطائِشةُ

مَا فَتِئتْ تَرْتَعِشُ بِالغَليانِ

كجَوِّ مُنْذِرٍ بِالشِّجارِ

وَأنا مُفْعَمةٌ بِشغَفٍ ..

كاللهْفَةِ

كنِداءٍ لا يَنْطفِئ

كفَرَحٍ آتٍ مِنْ بَعِيد ..

” السَّماءُ سَقفٌ، لِمَنْ لا سَقْفَ لهُ ” تَقولُ أمِّي.  لِذلك، أجِدُني أطُلُّ مِنْ سَقفِ العَاصِفَة، أنْحُثُ ثُقباً لِلنَّشوَةِ وَالغْناءِ، لِكيْ لا أبْكِي ..

 فأيُّ الطرُقِ أخْتارُ.. ؟

وَالمَسالِكُ تأخُذُنِي إِلى المَمَراتِ الشائِكَةِ، حَيْثُ الصَّمْتُ أبْيَضٌ، وَالكلِماتُ المُلوَّنَة لا مَرِئِيَّة ..

كيْفَ أعَانِقُ شَوْكَ الصُّبَّارِ

لأوَجِّهَ دَفَّةَ الحُلمِ

بِيدٍ بَارِدةٍ

كآخِرِ ” سَامُورَايْ “

يَلتَحِفُ الجَحِيم؟

أفْرِكُ المَسَاءاتِ المُرْتَعِشَة:

” فينيسيا “

” اسْمُ الوَرْدَة “

جَسدُ ” صُوفيا لورِين ” المُثير.

لوْحة ” ليُوناردو دَافِنتشي “.

أحْلامُ عُشاقٍ عَلى حَافةِ النِّسْيان.

صَوتُ ” جاك بْريل “

وَهُوَ يَنقُشُ الفَرَاغَ

“Oublier le temps”

وَتِلكَ السَّماءُ ..

سَماءُ قَوْس قُزَحٍ ..

بِشَفْرَةٍ حَادَّة ..

تَخْمِشُ تَنْهيدَتي الطوِيلة:

كَيْفَ أعِيدُ لِلفِكرَةِ المُرْعِبَةِ

شَكلهَا المَرِن المَطاط،

وَلغَتِي اللزِجَة،

تَقبِضُ عَلى المَاء ..

فتَخُونُها،

تَخُونُهَا ..

شُقوقُ

الأصَابِع .. ؟؟؟

  • شاعرة من المغرب

شاهد أيضاً

ليتني بعض ما يتمنى المدى

(ثقافات) ليتني بعض ما يتمنى المدى أحمد عمر زعبار اعلامي وشاعر تونسي مقيم في لندن …

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *