(ثقافات )
جماليات الهوية في الرواية العربية المعاصرة 1985-2015، عنوان الكتاب الذي صدر حديثاً عن دار نينوى في دمشق 2021 تأليف الدكتورة علياء الداية. يقع الكتاب في 142 صفحة من القطع المتوسط، ويتكون من تمهيد وأربعة فصول، وقائمة بالمصادر والمراجع، وفهرس للروايات المدروسة بحسب فصول الكتاب.
من المقدمة وكلمة غلاف الكتاب: تشغل مسألة الهوية حيزاً واسعاً من الاهتمامات المعاصرة، اجتماعياً وأدبياً، ويهدف هذا البحث إلى تقصّي مفهوم الهوية من منظور جمالي، وذلك عبر ساحة من ساحات الإبداع العربي وهي الرواية. فالنظرة الجمالية تستكشف أبعاد مكونات النصّ الأدبي، وروايات عربية كثيرة في نهاية القرن العشرين وبدايات القرن الحادي والعشرين يؤرّقها سؤال الهوية، ومدى قدرة الفرد على التفاعل مع ما حوله من ظواهر مجتمعية وأفراد.
وتتضافر في الروايات العربية عوامل الهوية والمكان والزمن، ويهتمّ التحليل الجمالي للروايات بتصنيف الواقع الذي يرافق أسئلة مفهوم الهوية وأحواله، هل هو جميل أم قبيح، أم متحول بينهما؟ فكما تبدو الأشياء من حولنا قابلة لأن تكون جميلة أو قبيحة أو منفّرة، كذلك هي التصورات والأفكار والأحلام، وما يتم تناقله بين الناس من حوار وأخبار، كلها مفاهيم مركّبة تعتمد على عنصري التخيُّل والذاكرة، وتتطلب الجهد الذهني وخبرة العقل للربط فيما بينها، ومن هنا فإن التوصيف الجمالي لها يتطلب تحليلاً لكل ما يحيط بالمفهوم من تاريخ وحاضر ومستقبل.
تمتد الروايات المدروسة في هذا الكتاب على مدى ثلاثين عاماً 1985 ـ 2015 ، بما يغطي حوالي أربعة عقود، ثمانينيات وتسعينيات القرن العشرين، والعقدين الأول والثاني من القرن الحادي والعشرين، ويتوزّع الكتاب على تمهيد وأربعة فصول هي: الهوية وجماليات المكان العجائبي، جماليات الهوية وتحولات الزمن، وعي الهوية وجمالية العزلة، الرواية وجماليات الموسيقا في حلب، ويشمل ست عشرة رواية لستة عشر كاتباً وكاتبة: بثينة العيسى، خيري الذهبي، رجاء عالم، شهلا العجيلي، عبدالخالق الركابي، عبدالعزيز بركة ساكن، علي المقري، فيصل خرتش، لؤي علي خليل، لينا هَوْيان الحسن، محمد المنسي قنديل، محمد شويحنة، موسى ولد ابنو، هاني الراهب، وليد إخلاصي، يحيى القيسي.
يدرس الفصل الأول الهوية من خلال جماليات المكان العجائبي، حيث نجد الأمكنة المفتوحة والمغلقة، الأرض والسماء، والبلدان، والمدن والتلال، والمنشآت الحديثة والقديمة والآثار وغيرها، وارتباطها بالعجائبي الغامض الذي يستدعي همـّة الشخصيات لاكتشافه واكتشاف ذاتها وهويتها معه.
ويركز الفصل الثاني على تحولات الزمن وتجلي جماليات الهوية، فثمة ماضٍ يؤثـّر في الحاضر، ومستقبل تنظر إليه الشخصيات وتتصوره بطرق مختلفة. ومع التغير الزمني الحتمي تتم صياغة مفاهيم كالهوية الجمعية والانتماء والاندماج.
في الفصل الثالث تحتوي العزلة جماليةً من نوع خاص، ترتبط بتطور وعي الشخصيات بإعادة تشكيل هويتها، فهناك بحثٌ عن الهوية بعدة طرق مفصـّلة، وأثرٌ لنوعية المكان المعزول في عملية الوعي، سواء أكان المكان في الطبيعة أم بين البشر، ويؤدي العنف دوراً واضحاً في إدراك الواقع.
أما الفصل الرابع فهو يأخذ مقطعاً طولياً في الرواية من خلال الموسيقى، وهي مظهر للهوية الثقافية، وهنا يطوف بالجماليات الموسيقية في مدينة حلب، فكانت الروايات وسيلة لتقديم الموسيقى موثقة بين طياتها وبوصفها مكوناً يومياً أصيلاً ملازماً لحياة أبطالها.
ومن العناوين الفرعية للفصول: القرى والمدن، المكان المفتوح/ المغلق، الزمن والهوية الجمعية، الضحية ومفهوم الاندماج، البحث عن الهوية، الحي الشعبي والعشوائيات، اللجوء إلى العنف، الموسيقى والقصدية الفردية، الموسيقى طقساً اجتماعياً.
الدكتورة علياء الداية: أكاديمية في جامعة حلب، اختصاص علم الجمال، من إصداراتها في القصة القصيرة: أبو الليل، شهرزاد الكواكب، الطريق إلى كوكب كبلر، في الدراسات الأدبية: الرموز الأسطورية في مسرح وليد إخلاصي، الوعي الجمالي في القصة العربية المعاصرة، جماليات التراث في الرواية السورية المعاصرة، في أدب الأطفال: قلعة الفصول الأربعة، أين تنام البومة، مغامرة بين الكواكب.
- عن موقع ميدل إيست أونلاين