الباب العالي – قصيدة

* أكرم الزعبي

واذْكُرْ

في كلِّ صباحٍ

لونَ عصافيرِ الحبِّ وغنِّ

للفقراء وللسجناءِ

نشيد الحريةِ

وأقرأ

“إنّا أعطيناك الكوثرَ”

إذ يتفطّر قلبك

من بتر الأشياءِ المجنونةِ

حين تصيرُ بقيمة نفسِك

خبرًا في قلب جريده،

يا رجلًا

من آخر زمن الفرسانِ،

أضاعوكَ بسوق الخصيانِ

وسمّوكَ شهيدا،

يا رجلًا،

يحمل مفتاح الجنّةِ كلَّ صباحٍ

لحبيبتهِ

ويعودُ مساءً لجهنّمِهِ

وحدك تعلمُ

أنّ جهنّمَ لك وحدكَ

يا وحدك صِدّيقًا وصديقا،

واذْكُر

كم صلبوا فيك جرائمهم،

ورموكَ بزندقة الفكرةِ

أنت تقاتل عنهم،

وتخوض معاركهم عنهم،

حشروك بزاويةِ الضِيْقِ وحيدا،

يا وحدك شيخًا ومُريدا،

أنت الضوء الطالع في عتمتهم،

سيقولون بوجهك ما يرضيكَ،

وفي ظهرك خنجرهُم،

ما أقسى خنجرَ من تحسبهم أحرارًا

وتراهم في المرآةِ عبيدا،

هذا البابُ سيعرف وجهته بعد قليلٍ

ويعود إليك

كما شبّاك العودة يفعل

حين ترادوه دالية البيتِ

بريدا،

هذا الباب الفاتح صدر عباءته

لـ لصوص الصورةِ،

للذكرى،

لتفاصيلَ صغيرةَ

لا يكتبها شعراءُ التفعيلةِ

أو قُصّاصُ الكلماتِ

على دفتر طائرة مهجورة،

هذا الباب،

الباب العالي،

أنتَ

ولا درجَ إليك،

ولا سقف يظلل شمسك

أرضك يابسةٌ

وسماواتك مكسورة،

يا أنت أنا،

وأنا أنت

أسميك بأسمائي الحسنى

شريانًا إن شئت

وإن شئت وريدا،

يا وحدك

صِدّيقًا وصديقا.

* شاعر أردني ورئيس رابطة الكتاب الأردنيين

شاهد أيضاً

“المثنوى”و”شمس” من كُنوز مَولانا الرُّومي

“المثنوى”و”شمس” من كُنوز مَولانا الرُّومي منال رضوان     المثنوى المعنوى، وديوان شمس لمولانا جلال …

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *