“حيثُ تولدُ الرِّيح” للإيطالي نيكولا أتاديو

صدر عن منشورات المتوسط -إيطاليا، الكتاب الأوَّل للمؤلِّف والصُّحفي الإيطالي نيكولا أتاديو، بعنوان: “حيثُ تولدُ الرِّيح -سيرة حياة نيلِّي بلاي”، وهو الكتاب الذي يروي، كما قال عنه الروائي الشهير روبرتو ساﭬيانو سيرةَ «الحياة العبثيَّة والانعزاليَّة والمُثيرة والمليئة بالكفاح لأوَّل مراسلةٍ صحفيَّةٍ أمريكيَّة، كتابٌ مُذهِل»، فيما ذهب الصحفي المتميّز كورادو أوجياس إلى وصف الكتاب بـ: «سيرةٌ ذاتيَّةٌ مُذهلة». ترجمَ الكتاب عن الإيطالية الباحثة والمترجمة المصرية القديرة أماني فوزي حبشي، الحاصلة على عدَّة جوائز في التَّرجمة، ولها العديد من الترجمات الروائية والبحوث المختصة في اللّغة والثقافة الإيطاليتيْن.

سبتمبر1887، قرعت فتاةٌ باب السيد جون كوكريل، مدير صحيفة «The New York World» التي يملكها جوزيف بوليتزر، وطلبتْ أن تكون مراسلة صحفية. لم تصل امرأةٌ إلى هذه الجرأة من قبل، اسمُها إليزابيث كوكران، تبلغ من العمر 23 عاماً وتكتب لصحيفة «أنباء بيتسبرغ» تحت الاسم المستعار (نيلِّي بلاي – مراسلة صحفية). لم يكن أحد قد سمع من قبل بمراسلةٍ صحفية امرأة ولكن عملها السابق في الكتابة تحت ذاك الاسم المستعار، عن ملجأ شهير للنساء في مدينة نيويورك، أقنعَ السيِّديْن كوكريل وبوليتزر. تحصل إليزابيث على العمل لتنجز تقريراً استقصائيَّاً سيغيّر عالم الصحافة إلى الأبد. ولتغدو نيلِّي بلاي كابوساً حقيقياً للسياسيين والمتطرفين، وتسافر حول العالم، وتعيش الحب والفشل، وتؤكد على أن الصحافة ينبغي أن تجعل حياة القرّاء أفضل.

من مقدِّمة الكتاب:

ربَّما أوَّل ما يتبادر إلى الذهن عند رؤية كتاب باللغة الإيطالية عن صحفية أمريكية، سَبَقَ أن كتب كثيرون عنها، ويمكن العثور على ما يخصُّها على صفحات الإنترنت، والاطِّلاع على حياتها، وقراءة مقالاتها أيضاً، هو: لماذا يهتمُّ مؤلِّف إيطالي بصحفية أمريكية؟

ولكننا نعلم أن قضايا عالمية، وأيضاً شخصيات «عالمية» قادرة على تمثيل فئة معيَّنة من البشر في أيِّ مكان في العالم، ونيلِّي بلاي تُعدُّ واحدة من تلك الشَّخصيَّات. فقد استطاعت أن تمثِّل الفتاةَ الأمريكيةَ الفقيرةَ الباحثةَ عن فرص عادلة في الحياة، واستطاعت، أيضاً، تمثيل صراع المرأة في الحصول على حقوقها في أيِّ مكان في العالم، وهو، في حقيقة الأمر، صراع لم يُحسَم بعدُ في مناطق كثيرة، فما زال بعضهم يرى أن مكان المرأة الأمثل هو «المنزل»، أو أن أعمالاً تناسبها، وأخرى لا، وكلُّ هذا وغيره تحدِّياتٌ تواجه النساءَ حتَّى يومنا هذا.

وليس هذا فقط، بل إن نيلِّي نموذج للصَّحَفِيِّ كما يجب أن يكون، فهي صَحَفِيَّة تستطيع أن تخلق علاقة بينها وبين القارئ، علاقة ثقة، فلم تكن نيلِّي تهتمُّ بشيء سوى نقل ما تراه إلى القارئ كما هو، تلك الصحافة القائمة على الاستقصاء، ومحاولة نقل الحقيقة، وفضح المساوئ، في محاولة صادقة لإصلاح شيء ما في المجتمع، وكما عبَّرت هي، نقل الحقيقة بلا «مرشِّحات ولا فلاتر». وتحيلنا قصصها، والصراعات التي تتسبَّب فيها للجريدة، إلى يومنا هذا، حيثُ ما زالت الصحافة في بقع كثيرة من العالم تُواجَهُ بشراسة، من رأس المال والسِّياسيِّيْن.

أخيراً جاء الكتاب في 224 صفحة من القطع الوسط.

من الكتاب:

أمسك من جديد بالخطاب بين يَدَيْه، وألقى عليه بنظرة سريعة، بالنسبة إليـه يمكنـه أن يُلقَى به في سلَّة المهملات، ولكنْ هذه المرَّة شيءٌ ما منعه، وأقنعهُ أنَّه يجب أن يُطلع المديرَ الشابَّ جورج مادين عليه، ليقرِّرا معاً إن كان سيُلقيانِ به، ربَّما كان السَّبب ذلك التوقيع غير المعتاد: فتاة وحيدة يتيمة. قرأ مادين الخطاب بحرص، نظر إليه ويلسون، وقال له: يبدو لي أن فيه بعض الأخطاء النَّحْويَّة …

رفع مادين عينَيْه، وهمس: ولكنها موهوبة، ربَّما بعض الأخطاء الإملائية هنا وهناك، ولكنْ، فيما عدا ذلك، كلُّ شيء واضح، وجذَّاب، وإذا تركنا هذا جانباً يا إيرازموس، فهو يردُّ نقطةً بنقطة على نظريَّتكَ، ولكلِّ الوقائع، كما يجب أن يفعل الصّحفيُّ الماهر.

لم يجد ويلسون ما يقوله.

أصرَّ المدير: لا بدَّ أن نتَّصل بهذه الفتاة، ما اسمها؟

أجاب ويلسون: اقرأ التوقيع في النهاية.

 -فتاة وحيدة يتيمة، ولكنْ، أيُّ نوع من الأسماء هذا؟ على كلِّ حال يعجبني. هذه الصَّبِيَّة الشبح تعجبني.

عن الكاتب:

نيكولا أتاديو، يهتم أتاديو منذ أعوام بنقل المعلومات والاتصالات، وخاصة في مجال الكتب والثقافة. تولى منذ عام 2000 رئاسة المكتب الصحفي لدار نشر (لاترزا Laterza). هو معد ومقدم برنامج “حيوات مختلفة عن حياتك”، على القناة الثالثة في الراديو الإيطالي. وكتابه هذا “حيث تولد الريح” الصادرة عن دار بومبياني (2018). هو أول كتبه.

شاهد أيضاً

العهدُ الآتي كتاب جديد لمحمد سناجلة يستشرف مستقبل الحياة والموت في ظل الثورة الصناعية الرابعة

(ثقافات) مستقبل الموت والطب والمرض والوظائف والغذاء والإنترنت والرواية والأدب عام 2070 العهدُ الآتي كتاب …

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *