أبو شاور: الكاتب الحقيقي لا ينأى بنفسه عن القضايا الاجتماعية والدينية

حوار: فوزي الخطبا

تذهب القاصة والأديبة الأردنية تغريد أبو شاور أن الكاتب الحقيقي يتحدث باسمه وباسم مجتمعه، وأن الكاتب الذي ينأى بنفسه عن القضايا الاجتماعية أو الدينية أو أيا كانت هو كاتب لنفسه ولا يملك هما إلا همه، فهو لا يرى خارج دائرته، لذا فهو محصور في زاوية معتمة تماما ومنظاره أعمى.
والأديبة تغريد من مواليد عمان، نالت بكالوريوس في الجغرافيا من الجامعة الأردنية، تكتب في مجالات إبداعية متعددة، في براعة وقدرة وذكاء ونضج تعبيري وصورة مبتكرة ودفق عميق ومكثف وتكتب بصدق وأمانة وبشعور إنساني. صدر لها في القصة القصيرة: «نمش»، «خرز»، «كحل»، و»كتاب الغين»، وقصة طويلة لليافعين بعنوان «اتفاق سري».
ولإلقاء المزيد من الضوء حول تجربتها الإبداعية كان لنا معها الحوار التالي:
* حدثينا عن بداياتك الأولى في الكتابة الإبداعية؟
– الحقيقة كانت البداية مع نصوص سرية أكتبها وأخفيها إلى جاءت اللحظة التي تصدرت فيها مواقع التواصل الاجتماعي المشهد، فبدأت بالظهور بشكل خفي وباسم مستعار حتى أجد الاستحسان الثقافي الحقيقي وليس المجاملة. وبعدها بدأت النشر في المجلات والصحف والمواقع العربية باسمي الصريح إلى أن خرج نمش إصداري الأول عن الدار الأهلية بدعم من وزارة الثقافة الأردنية
* في قصصك تتحدثين عن المسكوت عنه، وقضايا اجتماعية حساسة!
– وجد الكاتب ليتحدث باسمه وباسم مجتمعه والكاتب الذي ينأى بنفسه عن القضايا الاجتماعية أو الدينية أو أيا كانت هو كاتب لنفسه ولا يملك هما إلا همه، فهو لا يرى خارج دائرته، لذا فهو محصور في زاوية معتمة تماما ومنظاره أعمى. وكسر التابوهات ليس خطيئة طالما لا يزال في حدود احترام المجتمع الذي نعيش فيه وليس جرما يساءل عنه الكاتب الذي لا يسعى من وراء ذلك الاستعراض، وإنما همه الإصلاح ما استطاع سبيلا أو تسليط الضوء على ما هو مخفي وإخراجه للعلن بطريقة أدبية همها أولا وأخيرا الإصلاح لا التشهير أو للتكسب
* في كتابك «كتاب الغين» وظفت مجازات واستعارات ورموز عالية، ما سبب ذلك؟
– جاء «كتاب الغين» الصادر عن دار فضاءات، في شكل جديد مختلف عن مجاميعي الثلاثة السابقة، فهو إسقاطات لعوالم الغاب الخفية على عوالم الإنسان الظاهرة. فكان الإسقاط يتطلب شيئا من الرمزية السهلة والاستعارات اللطيفة التي تؤدي الغرض من الفكرة التي جاء لأجلها كتاب الغين.
* ما هي الإضافة الحقيقية لهذا النوع من الكتابة في توظيفك عالم الحيوان، وما هي الرسالة التي تريدي توصيلها إلى القارئ؟
– هو إزاحة عن خط الكتابة المباشرة في الولوج للقضايا الإنسانية وذلك لمنح القارئ مساحة للتأمل والتطلع، وأظن أن القارئ المتأمل في كتاب الغين، سيجد إجابات وإشارات كافية لمواقف كثيرة مشابهة حصلت له.
* مجموعتك الأولى»نمش» ملفتة للنظر، ما وراء هذا العنوان؟
– حقيقة نمش مجموعة غزيرة من العنوان حتى الخاتمة، فيها من التمرد والألق والحب والغيرة وفيها الحديث عن الوطن بكل حالات الكاتبة وانفعالاتها
وكانت هذه القضايا مختلفة في حجمها ولونها وجماليتها كما يختلف النمش في لونه وموضعه وجماليته.
* في مجموعتك «خرز» تأتي نصوصها وسردها منتزعة من الزمان والمكان، ما الذي ينظم خيط هذه المجموعة المتناثرة؟
– ينظمها ويحركها عبارة الرجل الذي في خاطري ، وتقابله النساء الكاذبات، فهذه العبارتين كانتا محركا ومدخلا لنصوص خرز ومواضيعه
* الذي يقرأ مجموعتك «نمش» يجد أنك مزجت بين فنون الإبداع الأدبي السمعية والبصرية، هل تؤمنين بتداخل الفنون مع بعضها البعض؟
– الكتابة مزيج ، فأنا أرى النص قطعة موسيقية لا تظل من أولها لآخرها على درجة واحدة من السلم، إنما تمازج الفنون في النص يؤجج ويجذب القارئ لأنه يجعله يتماهى بكليته مع حالة النص، لذا تجد أن بعض النصوص تصل للقراء وكأنها كتبت منهم أو لهم.
* قصتك «نمش» أقرب إلى اللغة الشاعرية «السوريالية» بما تحمل من أبعاد ودلالات وإشارات، ما وراء ذلك؟
– ربما حظ الكتاب الأول للكاتبة الأنثى أن لا تكشف عن روحها وهوسها وجنونها ووجهة نظرها ورؤيتها للحياة بشكل صريح ومباشر، فتدخل باب الكتابة بطرق هادئ وموارب. طبعا هذا ليس تعميما إنما هذا ما قدر أن يكون في نمش
* مجموعتك الأخيرة «كُحل» وصفتها ناقدة أنها نكاية في الرجل، ما ردك على ذلك؟
– لا أبدا! لا أكتب بدافع الهجوم أو تصفية حسابات.. أكتب من أجل الانتصار للجمال والحق دون التحيز لأي طرف.
* كتبتِ للفتيان مجموعة قصصية بما تختلف كتابة الفتيان عن كتابة الكبار؟
– تختلف قصتي اتفاق سري للفتيان عن مجاميعي السابقة، فهي موجهة لفئة أنت المسؤول عن زرع بذرة فيها، في الكتابة للفتيان عليك أن تحترم فكر الفتيان ونضوجهم واعتدادهم بأنفسهم لذا أنت احتاج أن توجهه بشكل لا مباشر بأسلوب مقنع و خفيف ولطيف، وتدعم الفكرة التي تود أن يخلص لها القارئ فور انتهائه من قراءة القصة برضاهم دون إجبارهم عليه

  • عن الدستور الثقافي

شاهد أيضاً

ليتني بعض ما يتمنى المدى

(ثقافات) ليتني بعض ما يتمنى المدى أحمد عمر زعبار اعلامي وشاعر تونسي مقيم في لندن …

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *